عصام بيومي يكتب: حاكموا نتنياهو.. يخلُ لكم وجه العالم!
في أحدث أعدادها نشرت مجلة "فورين أفيرز" تقريرا مطولا بعنوان
"اتفاق غزة ليس أكبر من أن يفشل"
وعدد التقرير أسبابا كثيرة لاحتمالات فشل الاتفاق الذي وقع في شرم الشيخ المصرية أخيراً.
ومن بين الأسباب التي ذكرها التقرير لترجيح احتمال فشل الاتفاق، أن
نتنياهو، أو شيطان ياهو، وفي سعيه لتهدئة الجناح اليميني، في عصابته، وضمان بقائه السياسي، قد يميل إلى استئناف الحرب على "حماس" بعد انتهاء عملية إطلاق سراح الرهائن، والجثامين، وقد يعرقل وصول المساعدات الإنسانية المفيدة مرة أخرى. وقد يهاجم إيران مجددا لتحويل الأنظار عما يعتبره استكمال المهمة في غزة.
وكل هذه بالطبع ذرائع محتملة بل ووارد استغلالها من قبل شيطان ياهو. لكن الذي لم تذكره المجلة في تقريرها وهو الأهم أن هذه هي عادة وطبع الصهاينة من ناحية وأن مشروع إسرائيل الكبرى، قد بدأ للتو يدخل مراحله التنفيذية الكبيرة أو شبه النهائية.
أما عن خيانة العهود ونقضها فهذه باتت من البديهيات التي لا يجادل فيها إنسانٌ سويٌ حتى في بلاد الغرب والشرق البعيد بعدما أظهرت لهم عملية الإبادة الجماعية في غزة حقيقة هذا الكيان الشرير بأوضح ما يكون. ويكفي أن نذكر هنا فقط خيانتهم للعهد مع الله ذاته وجدالهم في أوامره وتحايلهم لتجنب الالتزام بنواهيه.. وللعلم فقد انتهك الكيان اتفاق وقف الحرب نحو خمسين مرة خلال الأيام العشرة التالية لتوقيعه مباشرة.
وأما عن خطتهم الشيطانية الأكبر فهي تلك المتعلقة بالتوسع المتواصل الذي لن يقف حتى عند ما يسمى حدود اسرائيل الكبرى، التي يظن البعض أن الكيان قد تخلى عنها لمجرد اضطراره لوقف الحرب مؤقتا حتى يعيد بناء جيشه الذي مزقته المقاومة. فقد تبدو غزة مدمرة جغرافيا لكنها سليمة معنويا ونفسيا بانتصارها. وقد تبدو تل أبيب سليمة جغرافيا لكنها مدمرة معنويا بهزيمتها النفسية وخسارتها للحرب بالمقياس العسكري السليم. هذا مع الأخذ في الاعتبار أن الكيان لم ولن يعلن عن حجم الدمار الحقيقي الذي لحق بقدراته العسكرية والمدنية معنويا وماديا.
تلك الخطة يتطلب تنفيذها كثيرا من الحروب، بحسب منظريهم، مثل بيرنارد لويس ، ورالف بيتر وغيرهما، بل و"إراقة دماء كثيرة".. قدروها بالملايين. وعندما تنتهي فترة الاستراحة سيستأنف شيطان ياهو وعصابته محاولاتهم لتنفيذها.
المؤسف أن هذه الخطة قادمة لا محالة ولا يجدي معها أن نضع رؤوسنا في الرمال مثل النعام. وقد أعلنها شيطان ياهو رسميا وعمليا أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة في 22 سبتمبر 2023 بعرضه "خريطة لإسرائيل تتضمن غزة والضفة". وهي ليست سوى جزء من خطة يتبناها اليمين الإسرائيلي المتشدد. وطرحها زعيم حزب "البيت اليهودي" المتطرف بتسالئيل سموتريتش عام 2016، وكان حينها عضوا في الكنيست، مشيرا في مقابلة تلفزيونية إلى أن "حدود إسرائيل يجب أن تمتدّ لتشمل دمشق، وأجزاء من ست دول عربية هي سوريا ولبنان والأردن والعراق وجزء من مصر ومن السعودية، لتحقيق الحلم الصهيوني من النيل حتى الفرات".
كل هذا يقوده شيطانياهو مجرم الحرب المطلوب للعدالة أمام محكمة لاهاي. وربما يكون، من أضعف الإيمان، لوقف تلك المؤامرات، وإنقاذ اتفاق شرم الشيخ أيضا، الضغط بكل ما يمكن من صلاحيات رسمية وشعبية لتعجيل عملية تقديمه للمحاكمة، خاصة بعدما تزايد عدد مؤيديها وأكدت دول عدة بينها كندا استعدادها لاعتقاله إن حل في أراضيها. ومع اقتراب انتخابات عمدة نيويورك التي تجري بعد أيام (4 نوفمبر) ويرجح بشدة أن يفوز فيها زهران ممداني الذي تعهد باعتقال شيطان ياهو حال قدومه إلى نيويورك، وما أكثر ما يحضر إليها. ويشجع على ذلك أيضا أن محكمة لاهاي رفضت قبل أيام وللمرة الثانية خلال نحو 3 أشهر طلبا إسرائيليا لإلغاء المحاكمة.
لقد حول شيطان ياهو غزة إلى مقبرة كبيرة وما يزال يواصل مهمة دفنها بالكامل، ولا يمكن للسلام الفعلي أن يتحقق، ولا يمكن أن يخلو وجه العالم من الظلم بدون تحقق العدالة. ولن تتحقق العدالة إلا بالقصاص من المجرمين القتلة، أمثال نتنياهو الذي ضبط متلبسا بالسعي لاستغلال وسائل التواصل وخاصة منصة إكس لشغل العالم بأكاذيبهه وإخفاء جرائمه...
ما يشجع على التمسك بالأمل هو أن جبهة شيطان ياهو الداخلية آخذة في التصدع، في وقت يسعى لطيّ صفحة جرائمه البشعة، ويريد أن ينسى الجميع الفظائع التي ارتكبها في غزة، والتي لم تسلم منها حتى دولة قطر، بينما يستعد للانتخابات القادمة في إسرائيل(حيث يستعد للترشح للمنصب مجددا). لكن العالم بأسره يعرف الحقيقة، ويعرف أن مكان نتنياهو هو قفص الاتهام في لاهاي حيث يجب أن يحاكم حتى تتحقق العدالة.
وقد بدأت مسيرة زواله بإعلان أحد أقرب المقربين له وهو رون ديرمر نيته الاستقالة من منصبه، إضافة لاستقالة أحد أكبر مساعديه وهو تساحي هنغبي، وأيضا استقالة وزراء حزب شاس من حكومته. وكل ذلك على وقع محاكمته الداخلية الهزلية المستمرة منذ نحو خمس سنوات وطال أمدها وآن أن تصبح محاكمة حقيقية ودولية.
هم قالوا قديما "اقتلوا يوسف يخلُ لكم وجه أبيكم" .. ونحن نقول فقط "حاكموا نتنياهو يخلُ لكم وجه العالم"، وتتحقق العدالة.












**رجال المباحث يواصلون حملاتهم لضبط الأمن بالمنطقة وسط إجراءات احترازية مكثفة**
إنقاذ بطولي في القليوبية: الحماية المدنية تنتشل سيارة سقطت بالكامل في ترعة
إخلاء سبيل طلاب نشبت بينهم مشاجرة داخل كمبوند بالتجمع
تجميد نشاط 4 عناصر جنائية غسلوا 70 مليون جنيه من تجارة المخدرات
توقيع اتفاقية مصرية إيطالية لإنتاج الغاز الحيوي ودعم الطاقة النظيفة
اسعار الذهب اليوم خارج مصر
أسعار الدولار أمام الجنيه اليوم الاثنين في مصر
أسعار الذهب في مصر اليوم الأحد 19 أكتوبر 2025