ترامب في اليابان: ”الاجتماع مع شي سينجح.. وعصر ذهبي للتحالف”

أطلق الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تصريحات ذات دلالة سياسية وعمق استراتيجي من العاصمة اليابانية طوكيو، معرباً عن تفاؤله المطلق تجاه مسار الدبلوماسية الأمريكية في آسيا. وفي قلب الأنشطة، أكد ترامب بثقة عالية أن اجتماعه المرتقب مع نظيره الصيني، الرئيس شي جين بينج، يوم الخميس المقبل في كوريا الجنوبية، "سيسير بشكل جيد جداً". هذا التصريح جاء ليؤطر اللقاء المرتقب بين أكبر قوتين اقتصاديتين عالمياً بمسحة من التوقعات الإيجابية، مشيراً إلى إمكانية تحقيق تقدم ملموس في العلاقات المعقدة بين واشنطن وبكين.

وقد أدلى ترامب بهذه التصريحات الهامة خلال حفل عشاء جمع عدداً من رجال الأعمال الأمريكيين واليابانيين البارزين، أقيم في مقر السفير الأمريكي في طوكيو. وفي خطوة تهدف إلى تعزيز الجبهة الإقليمية قبل لقاء بكين، شدد الرئيس الأمريكي أيضاً على قوة وصلابة التحالف القائم بين الولايات المتحدة واليابان، واصفاً إياه بأنه حجر الزاوية للاستقرار والأمن في منطقة المحيطين الهندي والهادئ.

توقيع "العصر الذهبي" واتفاقيات الطاقة والمعادن

لم تقتصر زيارة ترامب على التصريحات السياسية، بل شهدت توقيع اتفاقيات ثنائية ذات وزن كبير مع رئيسة الوزراء اليابانية الجديدة، ساناى تاكايتشى. وخلال مراسم الاستقبال في قصر أكاساكا بطوكيو، أثنى ترامب على تاكايتشى ووصفها بـ "المرأة الرائعة التي ستفعل الكثير" لليابان. وقد وقع الزعيمان اتفاقاً رسمياً لإطلاق ما أسمياه "العصر الذهبي" للتحالف بين البلدين، وهو ما يعكس رغبة مشتركة في تعميق الشراكة إلى مستويات غير مسبوقة.

ووفقاً لوكالة أسوشيتد برس، لم يتجاوز النص الموقع لإطلاق هذا العصر الجديد صفحة واحدة، لكنه كان مصحوباً بحزمة من الاتفاقيات الاستراتيجية والاقتصادية الحاسمة. كان أبرزها توقيع اتفاق إطاري لتأمين إمدادات المعادن الحيوية والعناصر الأرضية النادرة، وهي مواد ضرورية للصناعات التكنولوجية المتقدمة وسلاسل الإمداد العالمية. كما شملت الاتفاقيات بنوداً للتعاون في تطوير مشاريع الغاز الطبيعي المسال في ولاية ألاسكا الأمريكية، في مسعى لتنويع مصادر الطاقة اليابانية، إلى جانب وقف استيراد الغاز الروسي المسال. إضافة إلى ذلك، جرى توقيع اتفاق يتعلق بواردات اليابان من فول الصويا الأمريكي، مما يعزز الروابط التجارية الزراعية بين البلدين.

ترشيح لجائزة نوبل والسلام وصفقة غزة

في تطور لافت وغير متوقع، أفاد البيت الأبيض أن رئيسة الوزراء اليابانية أبلغت الرئيس ترامب خلال لقائهما اعتزامها ترشيحه لجائزة نوبل للسلام. وبررت تاكايتشى قرارها بأنها تقدر بشدة "التزامه بالسلام والاستقرار العالميين"، مشيرة على وجه الخصوص إلى أن اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة الفلسطيني يعد "إنجازاً تاريخياً غير مسبوق". هذه الخطوة اليابانية تضيف بعداً جديداً للرئاسة الثانية لترامب، رابطة دبلوماسيته الإقليمية والقضايا العالمية بتقدير دولي رفيع.

رسالة لرجال الأعمال حول الانتخابات الأمريكية

وفي حديثه أمام رجال الأعمال الحاضرين في طوكيو، لم يغفل ترامب الإشارة إلى الأجواء السياسية الداخلية في الولايات المتحدة. وفي تذكير بانتخابات 2024، أكد ترامب أنه "تفوقت على بايدن"، ومن ثم جاءت "كامالا، ولا أعرف من أين أتت، ولكنني هزمتها". واستخدم ترامب هذا السياق لتأكيد موقفه أمام المجتمع التجاري، قائلاً لرجال الأعمال: "لو كانت هي من فاز لم يكن أي منكم ليكون هنا، كنتم لتأخذوا أعمالكم في مكان آخر". واختتم حديثه الاقتصادي بالقول: "لديكم شريك موثوق في الولايات المتحدة الآن"، في رسالة واضحة حول التزامه بدعم مصالح الشركات الأمريكية عالمياً، وتأكيد على أن نتائج الانتخابات كانت حاسمة في استمرار الحضور الاقتصادي القوي للشركات في المنطقة.

إن الزيارة إلى طوكيو، وما تخللها من تعزيز للتحالفات وتوقيع لاتفاقيات استراتيجية في الطاقة والمعادن، تضع الأساس لمرحلة جديدة من الدبلوماسية الأمريكية في آسيا، وتجهز الأجواء للقاء المرتقب مع الرئيس الصيني شي جين بينج، والذي يرى فيه ترامب فرصة لتحقيق نتائج "جيدة جداً" على مسار العلاقات الثنائية الأكثر أهمية في العالم.