هيثم جويدة يكتب: الدكتور حسين عبد البصير… مهندس الخلود وراوي أساطير الحجر
حين نتحدث عن المتحف المصري الكبير، فإننا لا نتحدث عن مبنى من الحجر والزجاج، بل عن معجزة فكرية ومن بين من أسهموا في كتابة هذا المجد الحديث يسطع اسم عالم الآثار الدكتور حسين عبد البصير، بعلمه وإخلاصه أحد أبرز الوجوه التي حملت على عاتقها حلم مصر في أن تستعيد صوتها الحضاري وتقدمه للعالم في ثوب جديد فهذا الرجل الذهبي كان روحا متصلة بجذر التاريخ وضميرا واعيا بأن مصر لا تُبنى بالحجارة فقط، بل بالفكر الذي يربط الماضي بالمستقبل وقد تجسد هذا الفكر في تجربة العالم الجليل الدكتور حسين عبد البصير الذي تولى الإشراف العام على المتحف المصري الكبير خلال مراحله الدقيقة، قبل أن يواصل رحلته اليوم مديرا لمتحف الآثار بمكتبة الإسكندرية، حارسا لذاكرة الوطن ومجد حضارته في أفق جديد يجمع بين العلم والجمال ليقدم نموذجا للمثقف الذي يجمع بين الدقة العلمية والرؤية الجمالية، بين الأصالة والمعاصرة وبين الحلم الوطني والإنجاز الواقعي. لم يكن يرى في الآثار حجارة صامتة، بل شواهد تنطق بالحياة وتخبرنا من نحن وإلى أين نمضي وفي كل خطوة من خطواته كان يزرع الإيمان بأن الحضارة المصرية ليست ماضي يُروى، بل روح تستعاد وتترجم في مشاريع تنموية وثقافية تعيد للإنسان المصري مكانته على خريطة الوعي الإنساني.
لقد جسد الدكتور حسين عبد البصير في تجربته المهنية رؤية الدولة المصرية الجديدة التي تراهن على الثقافة كقوة ناعمة تقود إلى التنمية ولم يكتفي بالحفاظ على التراث، بل أعاد تعريف العلاقة بين الإنسان وتاريخه، بين الزائر والمتحف، بين الأثر والعلم فالمتحف في رؤيته ليس مخزنا للقطع الأثرية، بل مساحة للدهشة والاكتشاف، وحوار متصل بين الحضارات ومن مكتبة الإسكندرية اليوم يواصل الدكتور حسين المهمة نفسها ولكن في أفق أوسع يربط المتوسط بعمقه المصري ويعيد لمصر مكانتها بوصفها منارة الفكر التي لا تغيب.
إن ما يميز هذا العالم الجليل أنه لا يعمل من أجل المجد الشخصي، بل من أجل الفكرة ذاتها: فكرة أن الحضارة المصرية لا تزال قادرة على أن تُعلم العالم درس الخلود وكل من قابل عالم الآثار الدكتور حسين عبد البصير يدرك أنه أمام إنسان من طراز خاص يؤمن بأن الأثر ليس ماضيا منقضيا، بل ذاكرة حية تشهد على عبقرية المصريين جيلاً بعد جيل وفي زمن تتسارع فيه الحضارات وتتنافس الأمم على إثبات ذاتها، يقف الدكتور حسين عبد البصير أحد أبناء هذه الأرض الذين يعيدون للتراب المصري صوته النقي فيجعلون من كل حجر قصة ومن كل قصة رسالة شاهده على أن مصر لا تحتاج إلى أن تثبت شيئا لأنها ببساطة أصل كل شيء.
رسالتنا:
أن أمثال الدكتور حسين عبد البصير هم كنوز مصر الحقيقية وأن الحفاظ على تراث الوطن لا يكون فقط بحماية الآثار، بل بتقدير العقول التي تحفظ معناها لأنهم الأهرامات التي تمشي على الأرض، تبني للمستقبل جسورا من ضوء وتذكر العالم أن مصر كانت وستظل سيدة الحضارة وملهمة الخلود.












قرار جديد من المحكمة في أولى جلسات محاكمة البلوجر أم مكة بتهمة...
نزاع على الأرض يتحول إلى اعتداء بالعصي.. الداخلية تضبط الأطراف بالشرقية
مصرع 4 أشخاص صعقا بالكهرباء في مزرعة بقنا
مصرع وإصابة 16 شخصا في حادث تصادم 3 سيارات بطريق الإسماعيلية الصحراوي
توقيع اتفاقية مصرية إيطالية لإنتاج الغاز الحيوي ودعم الطاقة النظيفة
اسعار الذهب اليوم خارج مصر
أسعار الدولار أمام الجنيه اليوم الاثنين في مصر
أسعار الذهب في مصر اليوم الأحد 19 أكتوبر 2025