د. محمود يحيى سالم يكتب : ( الندل ) .. النرجسى فى المجتمع

اخطر الشخصيات فى المجتمع ..
الشخص ( الندل ) Bastard person
________________________________
يخرج الشخص ( الندل ) بالعاميه وبالفصحى ( النذل ) من مجتمع يطلق عليه ( Notorious society ) او باختصار ( Bad society ) .. والندل لم ينال حظه فى التربيه .. وعادة ماتكون ( عيوبه ) بالوراثه ..
وشخصية ( الندل) شخصية اخطر مافيها انها شخصية ادمنت الخداع والانتهازية والتلاعب والمكر .. وكل حياتها سلسله من الخلاف والعداء ..
وانا اتفق تماما مع العبقرى العملاق الدكتور صالح سليمان عبد العظيم، الاكاديمي المصري المبدع فى مجال علم الاجتماع الذى قال :
إن السلاح الأكثر مكرا الذي يستخدمه النذل هو قدرته على التلاعب بالعلاقات وخلق الانقسام بين الناس .. وتحويل الحلفاء إلى أعداء والوئام إلى خلاف .. وتنبع هذه السمة من فهم عميق لانعدام الأمن البشري والضعف، والآليات الشخصية .. وباستخدام هذه البصيرة، يستغل النذل بمهارة التوترات القائمة أو يصنع روايات كاذبة لتحريض الأفراد على بعضهم البعض. ولا تكون أفعاله عشوائية بل محسوبة بعناية لتحقيق غاياته الخاصة، حيث يضع نفسه كوسيط لا غنى عنه، أو مقرب، أو صانع سلام في خضم الفوضى التي يخلقها ...
________________________________
فى حقيقة الامر إن وجود الأنذال ــ سواء في البيئات الشخصية أو المهنية أو المجتمعية ــ يقوض أسس الثقة والوحدة والاحترام المتبادل التي تشكل ضرورة أساسية للعلاقات الصحية والمجتمعات المنتجة. ويخلق سلوكهم، الذي يتسم بالتلاعب والخداع والاستغلال، أجواء سامة تؤدي إلى تآكل النسيج الاجتماعي، مما يؤدي إلى تصدع العلاقات وانخفاض الروح المعنوية والضيق العاطفي لأولئك المستهدفين .. وكثيراً ما يستغل الأنذال نقاط ضعف الآخرين لتحقيق مكاسب شخصية، باستخدام تكتيكات مثل خلق الانقسام ونشر المعلومات الكاذبة والتظاهر بالولاء، وهو ما يعمق الضرر النفسي والاجتماعي الذي يسببونه. ونتيجة لهذا، فإن سلامة التفاعلات الاجتماعية بشكل عام تتعرض للخطر، مما يجعل الأفراد يشعرون بخيبة الأمل وعدم الثقة والعزلة ..
________________________________
( الندل ) هو الذي ( يعضُ ) أصابع من ساعده .. وينُكر المعروف ويجحد الفضل.. .. وهى الخسة بكل اشكالها ..
هو الذي لا تهمه سمعته ولا شرفه ويمشي متفاخرا بين الناس وقيمة الحذاء أغلى من وجهه .. و ( الندل ) قد تصبح شخصيته (شخصيه نرجسيه ) والعكس .. قد يصبح النرجسى ( ندل ) وهذا اشد خطرا من الشيطان .. رغم ان هناك فرق شاسع بين النرجسى و( الندل ) .. بمعنى :
ان ( الندل ) سلوكه غير مباشر .. الا فى مواقف يصعب ( ستر ) نفسه فيها .. بينما الشخص النرجسى مصاب باضطراب نفسي ( معلوم ) حيث ان النرجسى لديه شعور بالعظمة والحاجة إلى الإعجاب ونقص التعاطف، وقد يدفعه هذا الى ان يصبح ( ندل ) .. والحقيقه ان النداله والنرجسيه يقفا معا على خط الخسة والخبث .. وكل منهما غالبًا ما يتميز بالخيانه والغدر وسرعة الغضب . . مع الاخذ فى الاعتبار ان السلوكيات النرجسية في بعض الأحيان كما ذكرت تعتبر ( نداله ) .. لأن النرجسي غالبًا ما يقلل من شأن الآخرين ويضع نفسه في المقدمة ويسعى الى تدمير الافضل منه .. والاكثر نجاحا وتفوقا منه وبالتالى يمارس اساليب ( النداله ) لاقصاء كل من هو افضل منه .. ... والنرجسى يعتقد انه اكثر الناس علما وفهما وادراكا واكثرهم وعيا .. وهو فى حقيقه الامر لايفقه شيئ على الاطلاق هو مجرد شخص مغرور و ( كذاب ) والكارثه العظمى ان ( الانا ) عند النرجسى بطول الجبال رغم ان النرجسى فى الحقيقه هو ( قزم ) مكروه من الجميع بسبب التعالى والغرور ولكونه من اشد الناس خطرا على المجتمع ..
وعندما تجتمع النداله والنرجسيه ( معا ) فى شخص .. تجده شيطانا بمعنى الكلمه .. حقودا حاسدا .. انتقامى ملعون .. كله غدر وخيانه .. عاشق للماده .. اى انه عبدا للمال .. فالمال يوفر له كل اليات العظمه وجنونها ... وهو ايضا عندما يصبح محترفا ( للنداله ) مع مرض النرجسيه و( الانا العليا ) تجده سارق لمجهودات الاخرين وافكار غيره .. وينسب لنفسه كل الافكار الابداعيه ويدعى انه استاذ الاساتذه وهو كبير ( الفشله ) مصاب بالوهم .. فاحيانا الوهم الذى يقتحم حياته يجعله يشعر بانه ( يصحح الاخطاء ) و ( يعلم ) حتى اهل العلم .. ويعتبر ان كل من حوله من اهل الجهل والفشل وهو فقط من اهل العلم والنجاح .. علما بانه من اكثر الناس فشلا حتى فى علاقاته مع الاخرين .. فهو شخص غير مرغوب فيه فى معظم الاحيان .. ولايعترف احد بوجوده من الاساس .. بسبب غروره وتكبره وتعاليه على الاخرين .. فهو لايعرف قيمة واهمية التواضع والاحترام المتبادل بين الناس .. وهو مكروه جدا بحكم ان النرجسى ( الندل ) يمشى بين الناس بالغيبة والنميمه وينشر الاشاعات والفتن بين الناس ليمهد لنفسه طريق القذاره والحقاره والسفاله وفى النهايه هو فقط الذى يمشى فى هذا الطريق الذى ينتهى بكارثه تصيبه .. لحظتها لاينفع الندم .. والنرجسى الندل لايعرف التسامح ولايعرف اى شيئ عن الموده والاخاء والمحبه .. فقط يعرف المصالح التى احيانا تدفعه لتدمير الاخرين واقصاء الافضل منه ثم يرقص فوق جثث ضحايا سفالته وقذارته التى سرعان مايتم كشفها .. والمثير للتعجب ان النرجسى الندل هو شخصيا الذى يكشف الاعيبه بنفسه ويكشف قذارته وحقارته وسفالته بتصرف يأتى ( فجأه ) .. لحظتها تجد النعال فوق رأسه .. والفضيحه اصبحت ثوبا لايرتديه الا امثاله من( الاندال ) .. اما مرضه بالنرجسيه فله علاج .. وفى الحلقه القادمه اكتب عن علاج النرجسى ...
اضف الى عيوب الندل النرجسى .. هو العذاب الذى يعيش فيه كلما وجد هناك شخصا تحترمه الناس وتقدره وله قبول عند الجميع .. يسيطر عليه الغضب بشكل ( مفضوح ) واحيانا ( يلاحظه ) البعض ..
النرجسى الندل يكره النجاح للاخرين .. يستمتع وهو فى حالة ( شماته ) عند مرض من يكرهه .. ويصاب بالجنون والهلع والفزع عند اهتمام الاخرين بشخص غيره ... ويكره الشخص الذى تصفه الناس بانه (المثقف الانيق الوسيم اللبق المتواضع البشوش الودود ) النرجسى الندل يعيش فى جحيم دائما وهو يرى امامه هذا الشخص الذى تصفه الناس بكل تلك الصفات الحميده ويصبح خصمه الاول .. ويبذل مجهودا جبارا لتدميره .. ولكن لسوء حظ النرجسى انه ظالم والله هو العدل ... والنهايه المؤلمه الكارثيه دائما ماتكون من نصيب الظالم وليس المظلوم
_________________________________
يا اعزائى :
عقاب الندل ( اجتنابه ) .. وعلاج المغرور المتكبر المتعالى ( النرجسى ) المصاب بجنون العظمه .. علاجه ( الاحتواء ) لانه اكثر الناس لعنة .. واكثرهم شرا وغدرا وخيانة ... فلابد من ممارسة الاحتواء لاطول فتره ممكنه .. الفترة التى تستطيع ياعزيزى من خلالها استخدام اسلوب ( الردع ) المفاجيئ .. ولابد من استخدام الرحمه والرأفه وذلك لكونه مريضا ... فقط يكون الردع مجرد تذكيره بأسلوب .. ما .. بانه قزم وليس كما يصور له خياله المريض انه اعلى من الناس واهم من الناس ...
كيفية الردع .. فى الحلقه القادمه
________________________________________________
هذا المقال اهداء الى صديق العمر السياسى والاديب الدكتور :
محمد محيى سليم
من اخوك :
محمود يحيي سالم
_______________________________________________
المراجع .. مؤلفات كل من :
1- كارل يونج
2- بورس فريديريك سكنر
3- الدكتور صالح سليمان عبد العظيم
4- ايفان بفالوف
5- البرت باندورا
6- الدكتور مصطفى علوان
7- الدكتور يحيي الرخاوى
8- ليون فستنجر
9- سيجموند فرويد