الثلاثاء 11 نوفمبر 2025 07:56 مـ
الجارديان المصرية

رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحرير عبد النبى عبد الستار

مقالات

خالد درة يكتب : بالعقل أقول …( ممداني و ترامب و نتنياهو بين الفوز و الخسارة ..! )

الكاتب الكبير خالد درة
الكاتب الكبير خالد درة

منذ اندلاع الحرب الإسرائيلية على غزة إلا و قد شكّلت عنواناً أساسياً في حملة المرشحين لرئاسة بلدية نيويورك .. فقد ندد المرشح الديموقراطي زهران ممداني بـ"حرب الإبادة"، و هدّد باعتقال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في حال زار نيويورك ، بعد توليه منصبه .. أما المرشح الخاسر أندرو كومو ، الذي خاض الانتخابات بصفته مستقلاً ، فاتهم ممداني بمعاداة السامية ، و سانده في ذلك الرئيس دونالد ترامب .. لكن ممداني حقق فوزاً كاسحاً .. ففوز ممداني المحسوب على التيار الديموقراطي الاشتراكي ، الذي يدعمه السناتور المستقل بيرني ساندرز و النائبة ألكسندريا أوكاسيو-كورتيز و ينأى الديموقراطيون التقليديون بأنفسهم عنه ، لا يُعتبر خبراً سيئاً بالنسبة إلى ترامب على صعيد الانتخابات النصفية بعد عام من الآن فحسب ، بل هو مؤشر إلى أن سياسة الالتصاق بنتنياهو غير قابلة للاستثمار في صناديق الاقتراع داخل الولايات المتحدة .. فقد وصف ترامب اليهود الذين اقترعوا لمصلحة ممداني بأنهم "أغبياء"، في تعبير ينم عن خيبة الأمل .. من المؤكد أن ترامب سيلتقط الرسائل التي بعث بها ناخبو نيويورك ، مما يطرح السؤال عمّا إذا كان سيستمر في تقديم الدعم إلى نتنياهو المقبل على سنة انتخابية ، أم أنه سيذهب في منحى آخر ، و يدع الناخبين الإسرائيليين يعاقبونه على الفشل الكبير في 7 أكتوبر، و تحويله إسرائيل دولة منبوذة منقوصة الشرعية دولياً .. و أنجز ترامب وقفاً للنار في غزة ، و إن كان هشاً ، خطوة أولى نحو تنفيذ الخطة الأميركية التي يُؤمل منها أن تكون حجر الزاوية لاتفاقات سلام إقليمية .. و بعد انتخابات نيويورك ، من مصلحة الرئيس الأميركي أن يمضي في تنفيذ المرحلة الثانية من هذه الخطة ، على رغم التحفظات الإسرائيلية .. هذه التحفظات لا تقف عند حدود انتهاكات متكررة لوقف النار ، و إنما ينظر مسؤولون إسرائيليون بعين الريبة إلى مسودة القرار التي سيبعث بها ترامب إلى مجلس الأمن للحصول على تفويض بإنشاء قوة استقرار دولية موقتة تتمتع بصلاحيات واسعة ، من الآن حتى نهاية عام 2027 ..

يستخدم النازحون الفلسطينيون أغصان الشجر في الطهي وسط نقص الوقود في قطاع غزة . (أ ف ب) واستناداً إلى "القناة 12" في التلفزيون الإسرائيلي ، فإنه " إلى جانب التداعيات العسكرية ، يرى بعض المسؤولين الإسرائيليين أن المسودة تمثل تدويلاً للصراع الفلسطيني – الإسرائيلي ، و يخشون أن تؤدي إلى إشراف دولي غير مرغوب فيه ، ليس في غزة فقط ، و لكن أيضاً في الضفة الغربية" .. و رأس جبل التدويل يراه جزء من الإسرائيليين متجسداً في "مركز التنسيق المدني – العسكري" في كريات غات جنوب إسرائيل .. و بحسب القيادة المركزية الأميركية ، فإن المركز المذكور ، الذي أُنشئ في 10 أكتوبر الماضي ، بات يضم ممثلين عن نحو 40 دولة و منظمة دولية "يعملون معاً من أجل تدفق السلع التجارية و المساعدات من الشركاء الدوليين ، و مراقبة تنفيذ وقف النار ، و دعم استقرار غزة و التقدم نحو السلام" .. أكثر المتحسسين من الاتجاه إلى تدويل الصراع هو اليمين المتطرف ، الذي لا يكف عن القيام بإجراءات استفزازية و يسعى بشتى الطرق إلى نسف وقف النار و العودة إلى الحرب ، من إقرار الكنيست قبل أسبوعين مشروع قانون لضم الضفة الغربية ، إلى تصعيد اعتداءات المستوطنين على الفلسطينيين و مصادرة مزيد من أراضيهم ، إلى الدفع نحو إقرار قانون إعدام الأسرى .. و إذا كان ترامب فعلاً يريد استخلاص الدروس من فوز ممداني ، فهذا يعني الإقرار أن غزة باتت قضية تهمّ الناخبين الأميركيين ، و لا سيما منهم جيل "زد" من الحزبين الجمهوري و الديموقراطي ، سواء بسواء ، مثلها مثل الضرائب و الرسوم الجمركية و ركوب الباصات بالمجان و التأمين الصحي .

خالد درة بالعقل أقول …( ممداني و ترامب و نتنياهو بين الفوز و الخسارة ..! ) الجارديان المصرية