السبت 15 نوفمبر 2025 11:17 صـ
الجارديان المصرية

رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحرير عبد النبى عبد الستار

مقالات

دكتورة لميس عبدالقادر تكتب : وطني كما يراه قلبي

دكتورة لميس عبدالقادر
دكتورة لميس عبدالقادر

أتساءل كثيرا.. لماذا لا أرى في بلادي شيئًا معيبًا، ولا ألتفت إلى ما يُقدم من نقد كما يفعل غيري؟ لماذا لا أملك تلك القدرة الباردة على الانتقاد التي يبدو أن الكثيرين يجيدونها؟ كلما حاولت أن أرى النقص الذي يشير إليه البعض، أجد نفسي أتغاضى عنه بلا وعي، أو أراه بمنظور مختلف يجعلني ألتقط الضوء بدل الظل، أرى الصورة دائما بالألوان الكاملة وليس بالأبيض والأسود كما تراها أعينهم.

الأمر لا يتوقف عند التجاهل فقط، بل يتجاوز ذلك إلى الغَيرة الشديدة، حين يوجّه أحدهم انتقادًا لبلادي أو للمشاريع العمرانية التي تقام اليوم فيها، يتحرك داخلي شيء يشبه الغضب، يجعلني أختبر شكًّا في النوايا قبل أن أختبر صحة الملاحظات، كأن الوطن وما يُقام فيه من نهضة عمرانية ليس فكرة يمكن مناقشتها، بل كيان حيّ أحاول حمايته بكل ما أستطيع، وربما في داخلي يقين لا أستطيع تفسيره بأن من يحب بلده حقًا لا يبدأ النقد من الخارج، بل من الداخل الهادئ، لا بالفضائح على مواقع التواصل الاجتماعي، بل من خلال رؤية واقعية وطرح حقيقي يمكن أن يؤخذ بعين الاعتبار، بعيدًا عمّن لا يملك من الأمر شيئًا سوى التشفي والفرح بأن أحدًا من أهلها يخطئ في حقها وينتقدها أمام الخلق أجمعين.

أنا دائمًا أرى وطني كاملًا، وأدّعي له الكمال، والغريب أنني أرى كل عيوبه ـالتي يدّعون- ملامح قابلة للتجميل، مساحات تنتظر التطوير، فرصًا لمن يراها، كأن العيب نفسه يتحول إلى دافع.

سافرت حول العالم، ولا تزال الرحلات تتوالى، وفي كل مرة أرى شيئًا جديدًا جميلًا اتمنى لو ان مثله في بلادي، إنها ليست مقارنات تُقلل لا سمح الله، بل أحلام تمتد في داخلي لوطني حتى تصل عنان السماء، اشجع دائما كل خطوة له نحو الأمام في طريق طويل نحو المستقبل الأفضل.

ربما هذه مشاعري نحو بلادي، ليس لأنه وطن بلا عيوب، بل لأن علاقتي به تتجاوز المعايير الموضوعية، إنه المكان الذي تتزاحم فيه الذاكرة بالعاطفة، والحنين بالأمل في المستقبل، المكان الذي أدين له بكل ما أنا فيه وعليه، وأمنحه كل ما في قلبي قبل أن أضعه تحت مجهر النقد.

ولهذا كله، سيظل وطني بالنسبة لي لوحة جميلة، كاملة، لا تسكنها النواقص ولا العيوب.

عاشت بلادي جميلة دائما وتحيا مصر بهية مبهرة عظيمة رغم أنف الحاقدين.

دكتورة لميس عبدالقادر وطني كما يراه قلبي الجارديان المصرية