السبت 15 نوفمبر 2025 11:48 صـ
الجارديان المصرية

رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحرير عبد النبى عبد الستار

مقالات

حكايات مصيرية

الكاتب الصحفي الحسيني عبد الله يكتب : رجل الثورة والدولة

الكاتب الكبير الحسينى عبدالله
الكاتب الكبير الحسينى عبدالله

في يوم، الحادي عشر من نوفمبر عام 2004، طوى الشعب الفلسطيني والعالم صفحة أحد أبرز الشخصيات السياسية والنضالية في التاريخ العربي الحديث. رحل ياسر عرفات، الزعيم الذي جمع بين البندقية وغصن الزيتون، وترك بصمة لا تُمحى في مسيرة النضال الوطني الفلسطيني.

*النشأة والبداية*
وُلد محمد عبد الرؤوف عرفات القدوة الحسيني عام 1929. تختلف المصادر حول مكان ميلاده بين القدس والقاهرة، لكنه نشأ في بيئة مشبعة بهمّ القضية الفلسطينية. التحق بجامعة الملك فؤاد (القاهرة حاليًا) ودرس الهندسة، لكنه سرعان ما انخرط في العمل السياسي والعمل الفدائي.

*مؤسس فتح وقائد النضال*
في عام 1959، شارك في تأسيس حركة "فتح" التي شكلت انطلاقة جديدة للكفاح المسلح الفلسطيني. وبعد معركة الكرامة عام 1968، برز عرفات كقائد مقاوم يحظى باحترام كبير. وفي 1969، تولى رئاسة اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، وبدأ مشواره لتمثيل القضية على الساحة الدولية.

*من الثورة إلى الدولة*
في 1974، خاطب الأمم المتحدة باسم الشعب الفلسطيني، وقال عبارته الشهيرة: *"جئتكم أحمل غصن الزيتون بيد، وبندقية الثائر باليد الأخرى، فلا تسقطوا الغصن الأخضر من يدي."* كانت تلك اللحظة فارقة، إذ اعترف العالم بمنظمة التحرير كممثل شرعي ووحيد للفلسطينيين.
وبعد سنوات من الحصار والترحال، وقّع عرفات اتفاق أوسلو عام 1993، الذي مهّد لقيام السلطة الوطنية الفلسطينية، وشغل منصب رئيسها حتى وفاته. رغم الجدل حول الاتفاق، اعتبره البعض خطوة واقعية نحو تحقيق الدولة، بينما رآه آخرون تنازلًا غير محسوب.

*وفاته وأثره*
توفي عرفات في 11 نوفمبر 2004 في مستشفى فرنسي، عن عمر 75 عامًا، بعد فترة من الحصار الإسرائيلي في مقر المقاطعة برام الله. لم يُكشف حتى الآن عن سبب وفاته بدقة، مما غذى الشكوك حول احتمال تعرّضه للتسمم.

ورغم رحيله، لا يزال عرفات حاضرًا في وجدان الفلسطينيين كرمز للمقاومة والثبات، خاصة في ظل التحديات التي تعصف بالقضية الفلسطينية، والانقسام السياسي الداخلي، وتراجع الحضور العربي والدولي.

*عرفات بعد 21 عامًا*
في ذكراه الحادية والعشرين، يطرح الفلسطينيون والعرب تساؤلات عميقة: ماذا تبقى من إرث عرفات؟ ومن يحمل راية المشروع الوطني؟ وهل فقدت القضية رموزها وخطّها الجامع؟ لقد كان ياسر عرفات حالة فريدة، إذ جمع بين الزعامة والكاريزما، وبين المقاومة والسياسة، وبين الحلم بالدولة والحفاظ على الكرامة.

ياسر عرفات لم يكن مجرد سياسي، بل كان تجسيدًا لقضية، وإن اختلفت التقييمات حول مواقفه، فإن الثابت أنه دفع حياته في سبيل وطنه.

حكايات مصيرية الحسينى عبدالله رجل الثورة والدولة الجارديان المصرية