دكتور رضا محمد طه يكتب : الانفلونزا وقلق بشأن سلالة جديدة

تزامناً مع تغيير الفصول واقتراب دخول الشتاء بدأت بوادر ظهور حالات كثيرة من الانفلونزا والتي يزيد انتشارها بين ديسمبر وفبراير وتزداد أكثر بوتيرة متسارعة مع سفر الناس و تجمعاتهم في الأعياد والمناسبات الاجتماعية، ويصل أعداد المصابين بها أكثر من مليار شخص حول العالم سنوياً. في هذا السياق صرح الخبراء في الولايات المتحدة الأمريكية بأنه من غير الواضح ما إذا كانت الانفلونزا هذا الموسم ستكون بنفس سوء موسم الشتاء الماضي، تزامناً مع قلقهم من ظهور نسخة جديدة من فيروس الانفلونزا طبقا لما جاء في بيانات مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها CDC، خاصة وأن تحليل يشير بأن اللقاحات الحالية لا تزال فعالة إلي حد ما ضد النسخة الجديدة من الفيروس والذي تسبب في إصابات كبيرة، مما زاد من قلق العلماء والعاملين في المجال الطبي إزاء معدلات التطعيم المتدنية ضد الانفلونزا وهذا يعتبر من وجهة نظرهم أنه السبب الرئيسي وراء ارتفاع حالات دخول المستشفيات والوفيات كما حدث في العام الماضي في الولايات المتحدة الأمريكية حيث زاد معدل دخول المستشفيات والوفيات مثلما حدث في العام 2010 أي منذ خمسة عشر عاما، حيث انتشر فيروس إنفلونزا إتش وأن إن وان H1N1 مسبباً جائحة راح ضحيتها أكثر من 18 ألف حالة وفاة كثير منهم كانوا في مرحلة الطفولة وكبار السن.
ولأنه يوجد في الولايات المتحدة الأمريكية أشخاص نشطاء بارزين يناهضون عملية التطعيم ضد الانفلونزا بسبب احتوائه على مادة حافظة تسمي ثيمروسال، فإن الكثير يسيرون وراء هؤلاء النشطاء ويمتنعون عن التطعيم، مما ترتب على ذلك ظهور نسخة جديدة من فيروس الانفلونزا H3N2 وهي معروفة بأنها تصيب الإنسان بإعداد كبيرة وخاصة كبار السن والأطفال ويزيد دخول المستشفيات جراء الإصابة بها، وحسب التقديرات فإن نصف الحالات التي أصيبت بها حتى الآن كانت عبارة عن سلالة فرعية جديدة من سلالة تسمي كي K والتي تختلف عن تلك التي صممت لقاحات الانفلونزا لمكافحتها هذا العام.
عدوي الانفلونزا تصيب الجهاز التنفسي الأنف والحنجرة والرئتين مسببة أعراضا مثل الصداع وآلام العضلات والحمي والتهاب الحلق والعطس وسيلان الأنف والسعال، وغالباً ما يتحسن المصاب من تلقاء نفسه، إلا أنه في بعض الحالات تحدث مضاعفات قد تنتهي بالوفاة. وتتمثل الوقاية من الانفلونزا بالتطعيم، واتباع إجراءات مثل تنظيف الأسطح مثل مقابض الأبواب والمكاتب وأجهزة الكمبيوتر والهواتف وغيرها، فضلا عن غسيل الأيدي بالماء والصابون والحفاظ على تهوية المكان وتحنب الأماكن المزدحمة وارتداء الكمامة، وفي حالة الإصابة فإن الراحة مهمة وتناول المزيد من الماء والسوائل والأطعمة الغنية بفيتامين سي مثل الليمون والفلفل وشرب الشاي والاعشاب مثل الزنجبيل، إضافة إلى زيارة الطبيب كلما أمكن لوصف المسكنات والعلاجات المناسبة.