الثلاثاء 2 ديسمبر 2025 06:38 مـ
الجارديان المصرية

رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحرير عبد النبى عبد الستار

مقالات

د.هاني المصرى يكتب : حرب الرئيس على الفساد… ووعي المصريين هو الدرع

د. هانى المصرى
د. هانى المصرى

تشهد مصر مرحلة فارقة في تاريخها السياسي والإداري، بعد أن أعلن الرئيس المصري حربًا شاملة على الفساد، باعتباره أحد أخطر التهديدات التي تواجه الأمن القومي وتستنزف قدرات الدولة وتعطل مسيرة التنمية. فقد جاء موقف الرئيس حاسمًا وواضحًا: لا تهاون مع كل من يمتد يده إلى المال العام، ولا حصانة لأي فاسد مهما كان موقعه.
هذه الرسالة لم تكن مجرد خطاب سياسي، بل تحولت إلى سياسات، إجراءات، وملاحقات قضائية تستهدف شبكات الفساد الصغيرة والكبيرة على حد سواء، في كل القطاعات وعلى امتداد الجمهورية.

إستراتيجية الدولة في مواجهة الفساد

منذ اللحظة الأولى، اعتمدت الدولة نهجًا يقوم على ثلاثة محاور رئيسية:

الشفافية والمحاسبة: تفعيل دور الأجهزة الرقابية بشكل أوسع، وتقديم الفاسدين للقضاء دون استثناء.

رقمنة الخدمات الحكومية: الحد من الاحتكاك المباشر بين المواطن والموظف، وتقليل فرص الرشوة والاختلاس.

إعادة هيكلة المؤسسات: تعزيز الانضباط الإداري، وتطوير نظم التقييم والرقابة الداخلية.

هذه الجهود خلقت بيئة جديدة تُشجع على النزاهة وتُضيّق الخناق على منابع الفساد.

دور المواطن في دعم الرئيس ومعركة الدولة

رغم قوة الدولة وإمكاناتها، إلا أن الحرب على الفساد لا يمكن أن تُنتصر من دون وعي المواطن.
فالمواطن هو الخط الأمامي لهذه المعركة، ودوره يتجسد في عدة خطوات أساسية:

الإبلاغ عن أي تجاوز أو فساد يشهده دون خوف أو تردد.

الحفاظ على المال العام والتعامل معه كأمانة وليست ملكية شخصية.

رفض الرشوة والمحسوبية وعدم الانجرار وراء أي ممارسة تضر بالمصلحة العامة.

التزام أخلاقي بمساندة الدولة وتأييد خطواتها الإصلاحية.

إن دعم المواطن للرئيس في هذه الحرب ليس مجرد موقف سياسي، بل واجب وطني يحمي مستقبل الأجيال القادمة.

حرب الشائعات… السلاح الأخطر بيد الفاسدين
يدرك الفاسدون أن المعركة ليست في ساحات القضاء وحدها، بل في ساحات الوعي الشعبي. لذلك يلجأ البعض إلى نشر الشائعات، وتشويه الحقائق، وبث الأخبار المضلّلة عبر وسائل التواصل، بهدف:
ضرب الثقة بين الشعب والقيادة.
و إضعاف الدعم الشعبي لحرب الفساد.
و إحداث ارتباك عام يسمح بعودة النفوذ غير الشرعي.

ولهذا، فإن وعي المواطن وتدقيقه للمعلومات هما الدرع الحقيقي في هذه الحرب. فلا يجوز تصديق أي شائعة دون التأكد من مصدر رسمي موثوق، لأن المعركة ليست ضد الفاسدين فقط… بل ضد أساليبهم التي تعتمد على التضليل وتشويه الوعي.

وختاما يا سادة
إن حرب الفساد في مصر ليست حملة عابرة، بل معركة وطن يحمي نفسه ويُعيد بناء مؤسساته. ورغم قوة الدولة وإصرار القيادة، فإن حسم هذه الحرب يتوقف على وعي الناس… ووقوفهم صفًا واحدًا خلف رئيسهم.

فعندما يتحد الشعب والدولة، ينهار الفساد… وينتصر الوطن.

حرب الرئيس على الفساد… ووعي المصريين هو الدرع د. هانى المصرى