الإثنين 8 ديسمبر 2025 11:12 مـ
الجارديان المصرية

رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحرير عبد النبى عبد الستار

خارج الحدود

اعتراض عربي يُطيح بـ توني بلير من خطط ”مجلس السلام” لإدارة غزة: التفاصيل الكاملة لاستبعاد رئيس الوزراء الأسبق

توني بلير
توني بلير

شهدت الكواليس الدبلوماسية المتعلقة بمستقبل إدارة قطاع غزة بعد انتهاء العمليات العسكرية تطوراً لافتاً، حيث تم استبعاد رئيس الوزراء البريطاني الأسبق، توني بلير، من قائمة الشخصيات المرشحة لتولي دور قيادي في الإدارة الانتقالية للقطاع. وجاء هذا الاستبعاد، بحسب تقارير شبكة "فايننشيال تايمز" الموثوقة، نتيجة لاعتراضات قوية وموحدة من عدد من الدول العربية والإسلامية الرئيسية، مما يؤكد على الثقل الإقليمي في تحديد هوية وشكل الإدارة المستقبلية لغزة.

الفيتو الإقليمي يعرقل الدور البريطاني

كان توني بلير، الذي شغل سابقاً منصب مبعوث اللجنة الرباعية الدولية للسلام في الشرق الأوسط، يُطرح اسمه كشخصية محتملة للعب دور مركزي في ما يُسمى "مجلس السلام" الذي يُخطط لتشكيله لإدارة غزة في مرحلة ما بعد الصراع. ومع ذلك، فإن السجل السياسي لبلير ومواقفه السابقة، ولا سيما ما يتعلق بالحرب على العراق وقضايا الشرق الأوسط، أدت إلى انعدام الثقة وقبول ترشحه لدى العديد من العواصم العربية والإسلامية، التي رأت في وجوده عاملاً مثيراً للجدل وخصماً للمصداقية المطلوبة في أي ترتيبات مستقبلية للقطاع.

ويُظهر هذا الاعتراض الإقليمي بوضوح أن أي خطة دولية أو أمريكية – إسرائيلية لا تحظى بالتوافق والدعم العربي الكامل محكوم عليها بالفشل منذ البداية. وتُشير المصادر إلى أن اعتراض الدول العربية لم يكن مجرد تحفظ شكلي، بل كان رفضاً صريحاً لاستلام بلير دوراً قيادياً يمس السيادة الفلسطينية ومستقبل القطاع.

مقترحات بلير لتسليم غزة للسلطة الفلسطينية

جاء استبعاد بلير رغم أن لديه تاريخاً من المقترحات حول مستقبل غزة. فقد كان رئيس الوزراء البريطاني الأسبق قد قدم مقترحاً لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يقضي بأن تتولى السلطة الفلسطينية إدارة مناطق محددة في قطاع غزة، على أن تكون هذه الخطوة ضمن مرحلة تجريبية. وتشير هذه المحادثات، التي كشفت عنها هيئة البث الإسرائيلية، إلى أن بلير كان يسعى بالفعل للمساهمة في رسم الخريطة السياسية والأمنية لغزة الجديدة، رغم التحفظات الإقليمية والدولية حول شعبيته.

الشكوك الأمريكية والتداعيات الدولية

تجدر الإشارة إلى أن الشكوك حول الدور المحتمل لبلير لم تقتصر على الجانب العربي فحسب. فقد سبق للرئيس الأمريكي دونالد ترامب أن أبدى تحفظاته العلنية بشأن تولي بلير منصباً قيادياً في حكومة غزة الانتقالية، مشككاً في مدى شعبيته وتقبله في الشرق الأوسط، كما نقلت صحيفتا "دايلي ميل" و "تليجراف" البريطانيتان. هذه الشكوك المزدوجة، من العواصم العربية ومن حليف رئيسي مثل الولايات المتحدة، أضعفت بشكل كبير من موقفه ليصبح مرشحاً مقبولاً للمهمة.

إن إبعاد بلير يؤكد مدى تعقيد مهمة إيجاد شخصية دولية أو إقليمية يمكن أن تحظى بثقة جميع الأطراف المتنازعة والمؤثرة، سواء الإقليمية (مصر والأردن ودول الخليج) أو الدولية (الولايات المتحدة وأوروبا). إن النقاش حول المرحلة الثانية من اتفاق غزة، والذي يتضمن تشكيل سلطة انتقالية، يظل معلقاً بشكل كبير على إيجاد شخصية توافقية لقيادة دفة الإدارة اليومية للقطاع في مرحلة ما بعد الحرب، بعيداً عن أي شخصيات تثير حساسية سياسية أو تاريخية في المنطقة.

توني بلير حكم غزة طوفان الاقصي