د. كمال يونس يكتب : الرجل الثاني

مخرج مسرحي ناجح، تزامل وأحد الكتاب قدما مسرحيات أغلبيتها ناجحة جدا ،تقلد جميع المناصب الإدارية المتاحة ،إلا أن يكون الرجل الأول،الرؤساء يتغيرون ،يتبدلون،أما هو وضعه ثابت،يتعامل مع الجميع بحرفية، شباب ،شيوخ،كومبارس ،نجوم ، يستطيع بكل حنكة ودهاء أن يقصي المؤلفين من غير أصدقائه أو الجدد من التواجد في أي مكان يتولى إدارته،استطاع أن يكون مساعدا ، حليفا لشخصين متصارعين على المناصب في نفس الوقت ،نأي بنفسه عن أية صراعات، يتفادى ريح،أنواء التغيير القاسية ،مركب مصلحته تسير مبحرة بأمان رغم الأنواء، طريق رسمه لنفسه ،أدرك أنه سيكون في مأمن من تقلبات الأحوال حين يشعر المتلهفون على المناصب بأنه قانع رغم جدارته ،أفضليته عنهم فنيا وإداريا ،لايريد أكثر مما هو عليه، لايطمع أن يكون يوما ما حال يقظته ،حلمه،في أن يكون الرجل الأول ،أدرك أن ذلك سيضمن له التواجد الدائم ،دائرة عالمه ،عمله،تعاملاته متمركزة حول ذاته، مصلحته أولا وثانيا وأخيرا،ليصير وضعه محصنا من التقلبات في كل العصور بقلعة الرجل الثاني.