الجمعة 26 أبريل 2024 03:25 مـ
الجارديان المصرية

رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحرير عبد النبى عبد الستار

مقالات

الدكتور حمدى الجابرى يكتب : بمناسبة (الإختيار) وليس عنه

الدكتور حمدى الجابرى
الدكتور حمدى الجابرى

الهجوم على مسلسل الاختيار كشف وجه أعداء مصر القبيح ونواياهم وخططهم ووسائلهم الأكثر قبحا ليس فقط للنيل من جيش مصر ولكن أيضا لإحداث نوع من الوقيعة بينه وبين شعب مصر الذى كان فى التفافه يوميا حول حلقاته والتعبير عن انفعالاته مع أبطاله أكبر صفعة لهؤلاء الأفاعى الذين يتعالى اليوم فحيحهم فى قنواتهم وصحفهم وحتى (بوستاتهم) على وسائل التواصل الاجتماعى .. دون جدوى ليس لحسن الحظ وحده ولكن لعدم إدراكهم لطبيعة الصلة الوثيقة التاريخية بين هذا الشعب وجيشه - وهذا هو الأهم – وكذلك بداية الخروج من نفق الدراما التليفزيونية الطويل بكل مافيه من تحطيم للقيم وبث للتافه والضار من الأفكار والعادات وكذلك الألفاظ والسلوكيات المعيبة .. أوعلى الأقل مع (الاختيار) يمكن إحياء الأمل فى بداية جديدة بناءة للثقافة والاعلام والدراما التليفزيونية طال إنتظار العقلاء والشرفاء فى مصر تحققها وليس الرئيس وحده خاصة الإستفادة من الأخيرة (الدراما التليفزيونية) للوصول الى ما يمتع ويفيد المشاهد بالتعبير عن حقيقته وآلامه وأحلامه وموقفه من المخاطر التى يتعرض لها الوطن والانسان فى عموم بر مصر المحروسة .
-1-
هناك حقيقة يجب الاعتراف بها ، تلك التى تتعلق بالإساءة المتعمدة والمتكررة الى تاريخ وأبطال هذه الأمة ، صراحة أو تلميحا تحت ستار إدعاء تقديم تفسير جديد لها يدعون فيه اعتمادهم على استخدام منهج علمى لتناول التاريخ سرعان ما يكتشف القارىء أنه ليس أكثر من كيل بعض ألفاظ السباب والشتائم دون الإعتماد على أية حقائق علمية جديدة ربما أمكنهم إكتشافها أو تم لهم الوصول اليها ومعظمها (ألفاظ السباب والشتائم) احتلت مكانا فى أحاديث المثقفين وملتقياتهم وأحيانا فى برامجهم الحوارية التليفزيونية وان كانت لم تصل الى ملايين البسطاء من أهل مصر لحسن الحظ بالمقارنة طبعا مع الإقبال الكبير على مشاهدة مسلسل الإختيار والتفاعل مع أبطاله وأحداثه .. وهنا لابد من ذكر بعض أسباب النجاح فى الوصول الى الناس وأهمها الإلتصاق بهم والقدرة على التعبير عنهم ولا غرابة فى ذلك فهم الجمهور المستهدف بالأباطيل.. من الخارج وأحيانا الداخل .. بالبرامج والحوارات والصحف والقنوات .. والمسلسلات التليفزيونية ومنها على سبيل المثال أرطغرل والمسلسلات التاريخية .. التركية .. وبعضها تم التمهيد لها بمهند ومن على شاكلته .. وكلها تهدف الى تقديم أو تجميل تاريخ قديم لخدمة أهداف واقع معاصر لا يحمل أصحابه أى خير لمصر وأهلها بدليل الإساءة المتعمدة والمستمرة لجيشها التى لم تعد خافية وأهدافها على أحد خاصة بعد توالى سقوط وانهيار جيوش عربية حولنا وأهمها بالطبع فى العراق وسوريا وغيرهما ..
-2-
لابد من التذكير بالإساءات المتكررة لكل مايبذله الجيش فى مصر ومشروعاته مثلما يفعل المقاول محمد على وغيره والمحاولات المستميتة للتفرقة بينه وبين شعب مصر بهدف الفصل بينهما وهو ما لم ولن يتحقق باختصار لأنه لا يوجد فى مصر بيت واحد لم يضم أحد أفراد الجيش والشرطة .. مجند أو ضابط .. ولذلك ليس من المبالغة فى شيىء القول أن جيش مصر هو شعبها وشعب مصر هو جيشها ومستحيل التفرقة بينهما .. و .. التاريخ القديم والقريب يشهد بذلك .. فى القاهرة وخارجها .. شعب مصر هو الذى تصدى لنابليون وجيشه وثار عليه فى ثورة القاهرة الأولى والثانية ولا فرق فيهما بين مصرى وعربى بدليل قتل سليمان الحلبى لكليبر ، ولويس تم أسره فى دار ابن لقمان فى المنصورة ، وأبطال معركة رشيد تحول فيها الشعب الى جنود وكذلك فى بورسعيد الباسلة .. وكلها مخاطر جسيمة تعرضت لها مصر كان فيها شعب مصر هو جيشها ، وفى اطار الحرب الاعلامية واستخدام الدراما التليفزيونية تكرر الأمر هذه الأيام مع مسلسل الاختيار وانفعال الناس مع أبطاله ومايتعرضون له .. وهو نفس مايتعرض له أولادهم على مستوى الواقع المعيش .. فى الشوارع فى قلب القاهرة والأسكندرية والمنصورة والواحات وسيناء وكل مكان .. فالخطر داهم ومحيط بالجميع وضحاياه كل شعب مصر ، نساء وأطفال ورجال وخيرة شباب مصر وجنودها .. فى الشوارع والكنائس والجوامع والصحراء ..
-3-
أعرف عن قرب شديد أسرة مصرية بسيطة من أحد أحياء القاهرة الشعبية لم يكن متاحا لأفرادها فرصة الوصول الى أرفع المناصب لولا مجانية التعليم التى أتاحها لشعب مصر جمال عبد الناصر .. هذه الأسرة ظلت فخورة بأولادها ونجاحاتهم فى الحياة العلمية والعملية وكذلك لم يفارقها يوما القلق على أولادها وسط المخاطر التى يمر بها الوطن منذ زمن بعيد وحتى اليوم ولم تنقطع دعوات الأم لأولادها وزملائه بالنجاة من المخاطر والنصر على من يتربص بهم وبمصر الى أن انتقلت الى رحمة الله بعد أن أصبح ابنها لواء طبيب تنقل بين أقاليم مصر وكذلك الآخر عميد الشرطة الذى أصبح لواءا بعد رحيلها .. وورث عنها الأبناء والأحفاد حب مصر والخوف عليها وأيضا القلق من المخاطر التى يتعرضون ومصر لها .. ولذلك ستظل الحقيقة التى غابت عن أعداء مصر والحق والخير هى .. جيش مصر هو شعبها .. وشعب مصر هو جيشها .
-4-
التنوير والمواجهة الواجبة على الإعلام وأجهزته أحد أساليبها ان لم يكن من أهمها لأسباب كثيرة هى .. الدراما التليفزيونية مثل (الاختيار) الذى أعتقد أنه قد نال دعما كبيرا بعد طلب الرئيس تفعيل دور الثقافة والاعلام والدراما التليفزيونية لخدمة شعب مصر وقضاياه الكبيرة .. وهو طلب مشروع واجب النفاذ جبرا أو إختيارا .. قبل أن يصبح أمرا ملزما .. للمتقاعسين .. وما أكثرهم بيننا ..
ولتتأكد من أهمية ذلك وضرورته وجدواه تذكر ثقافة مصر أيام عبد الناصر وكذلك اعلامها وأيضا ماقاله الرئيس (يابخت عبد الناصر باعلامه) .. وقبل ذلك ومعه تذكر أن عبد الناصر قبل أن يصبح ضابطا فى جيش مصر قد مثل (يوليوس قيصر) أثناء الدراسة فى المدرسة ، وبعدها قبل أن يصبح رئيسا كتب (فى سبيل الحرية) ..