الأربعاء 24 أبريل 2024 12:00 مـ
الجارديان المصرية

رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحرير عبد النبى عبد الستار

مقالات

خالد درة يكتب : بالعقل اقول ...( من نحن ..وماذا نكون ؟ )

خالد درة
خالد درة

نحن شعب يجلس في المقاهي لساعات يناقش التفاهات و يغتاب هذا و ذاك .. و يشتم الحكومة و الوزراء و النواب.. و يريد دولة مثل السويد و الدانمارك ...

نحن شعب يلعن المحليات التي لا تجمع النفايات التي يرميها هو من نافذة منزله أو من نافذة السيارة .. و يلعن المحليات التي لا تنظف الساحات التي يتبول فيها .. و يلعن المحليات التي لم تغير زجاج حافلة النقل التي كسرها هو رمياً بالحجارة .. و أيضاً لم تغير مصباح الإنارة الذي كسره طفله و هو يمارس هواية الرماية بالحجارة ..

نحن شعب يلعن غلاء أسعار المواد الغذائية و يتسابق و يتنافس في شراءها و تكديسها .. وربما يشترى سلع أخرى ( بأوڤر برايس ) بسعر أعلى من سعرها الحقيقى طمعاً فى إمتلاكها دوناً عن الباقين وكأننا فى تسابق شراء أو بالأحرى مهزلة شراء ، ويأتى و يرمي بقايا أطعمته الكثيرة بعد ذلك في القمامة .. نحن من أكثر الشعوب رمياً للنفايات المنزلية وخاصة فى شهر رمضان ، على الرغم من كونه شهر للصيام والإمتناع وللعبادات الروحانيات ، لكنه يبدو لنا غير ذلك فى أنواع الاكلات وتنوع الموائد وأشهى الحلويات التى تزيد عن حاجاتنا بحاجات وحاجات ولكن هيهات هيهات ...

نحن شعب بعد كل مباراة لكرة القدم نكسر كل شيء داخل الملعب وخارجه ... فالكراسي و المرافق .. و الحافلات التي ستقلنا إلى منازلنا لا تسلم من عبثنا .. و نكسر بعد ذلك عظام بعضنا .. سواء خسر فريقنا أو فاز ..

نحن شعب عندما تنقلب حافلة محملة بالخضر أو الفواكهة أو غير ذلك من الحمولات ... نهتم أولاً بحمولة الحافلة كيف وقعت وأنقلبت و لا نهتم بالسائق كيف حاله .. إنجرح المسكين أم مات ..

نحن شعب يلعن المعلمون و الأطباء و المهندسون و الموظفون و التجار و الحرفيون و المقاولون.. مع أن الشعب هو كل هؤلاء ..

نحن شعب يريد الزيادة في الأجور و لا يريد الزيادة في الإنتاج .. يريد المزيد من الحقوق و لا يؤدي القليل من الواجبات..

نحن شعب تجد منا من لا يملك أي شهادة علمية و لا تقنية ولا مهنية و لا تجربة و لا خبرة له ومع ذلك يريد عملاً مريحاً بأجر كبير ... و إذا هاجر خارج البلاد إشتغل في أي شيء .. فى البناء و الحفر و جمع النفايات .. و يبيت في العراء و داخل السيارات و في غرف ضيقة .. و إذا عاد إلى وطنه تباهى بسيارته وملابسه..
نحن من وماذا نكون !!!