الخميس 25 أبريل 2024 09:26 مـ
الجارديان المصرية

رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحرير عبد النبى عبد الستار

مقالات

الكاتبة الصحفية سوزى حيدر تكتب : كيف تتحكم مصر فى العالم وتغير قواعد اللعبة ؟

الكاتبة الصحفية سوزى حيدر
الكاتبة الصحفية سوزى حيدر

عندما بدأ المرشح الرئاسي عبد الفتاح السيسيى الحملة الإعلامية للإنتخابات الرئاسية أعلن عن أهم أولوياته وهى أن تصبح مصر دولة عظمى قائلاً (. مصر أم الدنيا وهتبقى أد الدنيا)
وقد صار على هذا المنوال وأسرع الخطى حتى يصل لهذا الحلم الصعب المنال .
وعندما بدأ الاقتصاد المصرى يتعافى واستطاعت الشرطة المدنية والقوات المسلحة المصرية تحجيم الإرهاب داخل البلاد ،كانت أهم النقاط هي تنويع مصادر السلاح والتحكم في سوق السلاح العالمي ، وبدأ بالطائرة الفرنسية الرفال والتي لم يكن لها سوق بعد في عالم السلاح ، ثم السلاح الروسي والألماني ، وكيف أبدع رجال مصر في استخدام هذه الأسلحة بل وتطويرها ، مما جعل مصر مؤشر قوى على أهمية ودقة السلاح ، مما يؤدى لانعاش سوق هذا السلاح ، بالإضافة للأسلحة التي تم إستخدامها في الحروب الإلكترونية والتي أبرزها (قاعدة الواطية) ، مما جعلها تتحكم في سوق السلاح العالمي.
ثم قامت بعمل مشارع الطرق العملاقة وتجديد السكك الحديديه وإعادة طريق كيب تاون الإسكندرية ومده الى القاهرة ، والذى ترجع أهميته إلى ربط الول الأفريقية الحبيسه ( لايوجد لديها ممرات مائية) برياً مع أوروبا عن طريق الموانئ المصرية وقناة السويس، بالإضافة لخط القطار السريع الذى مقرر له الوصول إلى وادى حلفا بالسودان ، وبنى غازى في ليبيا .
وبعد أن ملكت زماما الأمور ، سعت لتأمين حدودها ، وأمنها االمائى ، ومساعدة الدول التي دعمتها في أزمتها مثل بعض الدول الخليجية والأفريقية، وبدأت في استخدام لعبة جديدة على العالم هي دمج العمليات المخابراتية بألاعيب السياسية ، وعملت جاهده على كشف ألاعيب البشير ثم الوقوف إلى جانب الشعب السودانى حتى تستقر الأمور أمنياً واجتماعيا ، وأصبحت العلاقات السياسية والمخابراتيه على أكمل وجه ، ثم دعمت الجيش السودانى بالعتاد والسلاح والتدريبات ،وحتى بالمحافل الدوليه حتى يتم رفع ايم السودان من قائمة الدول الداعمة للإرهاب
وبالتوازى كان الدعم الدولي واللوجيستي ولمخابرتي والعسكري للأشقاء في ليبيا والذى إنتهى بالخط الأحمر وإعلان القاهرة الذى أتى بثماره وبدأت القوات الأجنبيه بالخروج من ليبيا ، وتم فتح القنصلية المصرية في طرابلس معقل الأتراك، بعد تلقينهم درس قاسي.
أما الأمن المائى فقد كان ملفاً شائكاً بدأ بمساندة قبيلة الأروموا اللاجئة في مصر حتى تصل إلى الحكم في أثيوبيا ، ثم عمل مفاوضات مصرية اماراتيه سعودية تحت رعاية أمريكا للصلح بين أثيوبيا وأرتريا ، والتي أسفرت عن التصالح وحصول آبى أحمد على جائزة نوبل للسلام ، والدخول في مفاوضات على ملئ السد مع الإدارة الجديدة في السودان وأثيوبيا، وبعد إندلاع المظاهرات في إسرائيل على يد يهود الفلاشة ذوى الأصول الأثيوبية ، ذهب أبى أحمد إلى إسرائيل لتهدئة الأوضاع ، وكانت هذه الزيارة بمثابة تحول كامل في الموقف الأثيوبي .
وعلى صعيدا متصل ‘ كان هناك تقارير مخابراتية مصرية عن الممولين للسد ومنهم رجال أعمال عرب ، وعن محاولة إنقلاب على الحكم في السعودية ، و على إثرها حدثت واقعه فندق كارلتون الشهيرة والتي أسفرتعن استراد السعودية أموالها المنهوبه وعادت إلى الحاضنة المصرية ، وتوقفت رؤس الأموال السعودية عن دعم سد النهضة .
ولم تكف المخابرات العالمية عن عرقله مصر ووضع العقابات في طريق وصولها إلى أن تصبح دولة عظمى ، فقد كانت ليبيا هي الفخ الأعظم لمصر لجرها إلى حرباً ضروسًا ، بعد أن رفضت كل المحاولات لدخولها الحرب في اليمن وسوريا ، ولكن الإدارة المصرية المتعقلة كانت ترى المشهد بوضوح
اللعبة في ليبيا كانت شديدة الحساسية لوجود مصالح متشابكة ، حيث إن أوروبا تريد الغاز الطبيعى ولا تهتم من سوف يتحكم في المنطقة ، وروسيا لن تسمح بتنفيذ مخطط نقل الغاز العربى عن طريق قطر سوريا تركيا ، لأنها لن تتنازل عن كونها المورد الرئيسي للغاز في أوربا، وهذا هو بيت القصيد لأن أمريكا تسعى لسحب البساط من تحت أقدام روسيا ، عن طريق توفير الغاز لأوربا من مصدر أخر غير الروس ، أما ما حدث فهو نسف كل المخططات الأمريكية في المنطقة ، وأصبحت مصر هي مركز الغاز العالمي ، وأنابيب الغاز تمر عبر أراضيها ، وهى من تقوم بتسييل الغاز ، بالإضافة لوجود قناة السويس التي تستطيع نقل الغاز وتنفيذ الطلبيات الكبرى التي لا يستوعبها خطوط الأنابيب ، بالإضافة لوضع فلسطين إلى جانب إسرائيل في منظمة غاز شرق المتوسط لحفظ حقوقها ، وبذلك فقد حطمت أحلام الجميع على صخرة الواقع بالخط الأحمر
وعندما إكتشف الجميع أن لعبة ليبيا بائت بالفشل لتعدد الأطراف والمصالح كان لأبد من الإتجاه بكل قوة إلى الأمن المائى ، ودعم أثيوبيا، وبدأ الصمت العاالمى تجاة القضية ، وترك أبى أحمد يرفض الوساطة الأمريكية بلا حساب ويهدد أمن السودان ومصر ، ويفعل مايحلو له مع التيجرى ، وينتهك حقوق الإنسان ويحاول إبادة قبيلة التيجرى ، ويتعدى على الأراضى السودانية دون رقيب أوحسيب، حتى قررت مصر وضع خط أحمر جديد لمخابرات العالم المختبئة خلف أبى أحمد ، وأعلنت أن الرد قد يهدد أمن المنطقه كلها .
وبعد أن أوقفت مصر الغازى التركى عن اللعب في ليبيا ، قررت أن تمنع الجميع من إستكمال مشروع الشرق الأوسط الجديد ، وأعلنت بكل حسم وشدة عن ضرورة خروج كافة العناصر الأجنبية من سوريا والعراق بالإضافة لتوقيع إتفاقيات إعادة إعمار العراق وليبيا ، ومدها بمشاريع الطاقة التي تحتاجها ,
ثم وضعت شروط قاسية للجلوس على طاولة المفاوضات مع تركيا ، وبعد أن أذاعت القنوات التركية المعادية أغنية تسلم الأيادى
بمثابة عربون للصلح ، وتم تسليم بعد العناصر الإرهابية المطلوبة إلى مصر ، إتضح ان القائمين على هذه القنوات لم يتم الإستغناء عنهم ،بل سوف تحتفظ بهم تركيا في أحد القنوات الأمريكية المملوكة لقيادى إخوانى ، أي تحت الطلب لحين الحاجة إليهم.
ونخلص من كل هذا إلى أن مصر تتحكم في العالم وتفرض عليه شروطها مثل الدول العظمى ، وكما يفعل بايضن الأن في تشكيل تحالفات جديده ، قام السيسي بتدشين تحالفاته ، وأعلنت فرنسا دعمها لحقوق مصر فى أمنها المائي وكذلك سلطنة عمان والسعودية والبحرين والكويت وعدد من الدول الأفريقية وغيرهم.
ولذلك كان لابد من إفتعال أزمات مخابراتيه لمصر ، حتى يتم الضغط عليها في المفاوضا مع تركيا وأثيوبيا من جهةٍ ومن جهة أخرى تعطل تحالفاتها ومشاريعها الاقتصادية ، ووقف المشروع الأهم وهو الطريق الجديد الرابط بين العراق والأردن ومصر ، ومساندة الأردن للخروج من سيطرة إنجلترا والتحالف مع ألمانيا ، ودعمها بالطريق الجديد
فعندما قرر السيسي الذهاب للعراق لتوقيع الاتفاق في المره الأولى ، إكتشف محاولة الاغتيال ، وفى المره الثانية حادث القطار الإرهابى ، ثم افتعال حادث سفينة افيرجيفن لتعطيل الملاحة ، ووضع مصر في خانة الدول الفاشلة ، وترهيب الجميع من طرق النقل المصرية
وإفشال كافة مخطاطتها في الربط بين الدول سواء مشروع ربط مصر بليبيا والسودان أو مشروع العراق الأردن مصر.
ولكن الله كان مع مصر وقامت بانهاء أزمة قناة السويس في ست أيام فقط بسواعد مصرية ، حتى ينقلب السحر على الساحر وتصبح مصر رائدة في مجال إنقاذ السفن ، وتعلن للعالم أنها لم تسقط في أزمة قناة السويس كما لم تسقط في أزمة جائحة الكورونا التي سقطت فيها أغلب الدول العظمى، بل بالعكس هي التي تقوم بإدارة دفة العالم في إتجاه قبلتها ، لتجلس على قمة الهرم مع عظماء العالم