الجمعة 19 أبريل 2024 12:03 مـ
الجارديان المصرية

رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحرير عبد النبى عبد الستار

فنون وثقافة

الإعلامية سيمى مجلع تكتب : سهم ملطخ بالدماء

الإعلامية سيمى مجلع
الإعلامية سيمى مجلع

تأملت كثيرا رسمة القلب الذى بداخلة سهم ملطخ ببعض الدماء
الذى يستخدم كرمز للحب بين رجل وامرأة ثم يكتب كلا الطرفين اول حرف من اسمائهم.

وتساءلت :كيف تكون هذه الرسمة رمزا للحب ؟! 
وبحثت كثيرا حتى وجدت الاجابة على هذا التساؤل .. والآن اسرد لكم الأجابة التى اثلجت صدرى اليكم القصة
...........
كان يا مكان قبل خلق الإنسان
حيث لم يكن على الأرض بـشر بعد
كانت الفضائل والرذائل.. تطوف العالم معا..

وتشعر بالملل الشديد....

ذات يوم... وكحل لمشكلة الملل المستعصية...

اقترح الأبداع..لعبة.. وأسماها الأستغماية..أو الطميمة..

أحب الجميع الفكرة...

وصرخ الجنون : أريد أن أبدأ.. أريد أن أبدأ...

أنا من سيغمض عينيه.. ويبدأ العدّ...

وأنتم عليكم مباشرة الأختفاء....

ثم اتكأ بمرفقيه..على شجرة.. وبدأ...

واحد... اثنين.... ثلاثة....

وبدأت الفضائل والرذائل بالأختباء..

وجدت الرقة مكانا لنفسها فوق القمر..

وأخفت الخيانة نفسها في كومة زبالة...

دلف الولع... بين الغيوم..

ومضى الشوق الى باطن الأرض...

الكذب قال بصوت عال: سأخفي نفسي تحت الحجارة.. ثم توجه لقعر البحيرة..

واستمر الجنون: تسعة وسبعون... ثمانون.... واحد وثمانون..

خلال ذلك أتمت كل الفضائل والرذائل تخفيها... ماعدا الحب... كعادته.. لم يكن صاحب قرار... وبالتالي لم يقرر أين يختفي..

وهذا غير مفاجيء لأحد... فنحن نعلم كم هو صعب اخفاء الحب.. تابع الجنون: خمسة وتسعون....... سبعة وتسعون....

وعندما وصل الجنون في تعداده الى: مائة قفز الحب وسط أجمة من الورد.. واختفى بداخلها.. فتح الجنون عينيه.. وبدأ البحث صائحا": أنا آت اليكم.... أنا آت

اليكم....

كان الكسل أول من أنكشف...لأنه لم يبذل أي جهد في إخفاء نفسه..

ثم ظهرت الرقّة المختفية في القمر...

وبعدها.. خرج الكذب من قاع البحيرة مقطوع النفس...

واشار على الشوق ان يرجع من باطن الأرض... وجدهم الجنون جميعا".. واحدا بعد الآخر....

ماعدا الحب...

كاد يصاب بالأحباط والبأس.. في بحثه عن الحب... حين اقترب منه الحسد

وهمس في أذنه:

الحب مختف في شجيرة الورد...

التقط الجنون شوكة خشبية أشبه بالرمح.. وبدأ في طعن شجيرة الورد بشكل طائش...

ولم يتوقف الا عندما سمع صوت بكاء يمزق القلوب...

ظهر الحب.. وهو يحجب عينيه بيديه.. والدم يقطر من بين أصابعه...

صاح الجنون نادما": يا الهي ماذا فعلت؟..

ماذا أفعل كي أصلح غلطتي بعد أن أفقدتك البصر ؟...

أجابه الحب: لن تستطيع إعادة النظر لي... لكن لازال هناك ماتستطيع

فعله لأجلي... كن دليلي...

وهذا ماحصل من يومها.... يمضي الحب الأعمى... يقوده الجنون