الجمعة 26 أبريل 2024 10:10 مـ
الجارديان المصرية

رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحرير عبد النبى عبد الستار

مقالات

ماريان نبيل تكتب : اقصر الطرق للموت البطيء

الكاتبة الصحفية ماريان نبيل
الكاتبة الصحفية ماريان نبيل

الأنانية ..هى آفة الحياة هى مفتاح الألم ﻻى إنسان ،وبوابة الدخول للنفق المظلم ..عندما يحاول طرف من طرفى العلاقة ان يأخذ فقط كل شيء ولا يعطى شيئا..والحب شأن كل شيء فى الحياة لابد ان يتبادل فيه الطرفان الاهتمام والاحتواء والعطاء ،ولكن إذا حاول أحدهما ان يأخذ فقط ،مجسدا الأنانية فى اعلى صورها فهو يكتب اول سطور نهاية العلاقة . فالحب عطاء و تضحية و لا ينتظر الحبيب من حبيبه مقابل لذلك . ولكن صدقوني ان هذا الشيء فعلا موجود ..
لم أقصد بالأنانية ذلك الشعور بحب التملك او الأستحواز علي كل شيء ولكني قصدت معنى آخر للأنانية . قصدت الشعور الذي ينمو من تعود أحد الطرفين في علاقة حب علي أن يقوم أحد الأطراف فقط هو بالتضحية من أجل الاخر .. و يستمر في التضحية حتي ينتاب الطرف الأخر أحساس بان تلك التضحية أصبحت هي شيء واجب أو شرط لابد من تنفيذه ... ثم تجد ذلك الطرف الذي ضحي كثيرا مرغما على الأستمرار في التضحية حتي لا يغضب حبيبه ...
وأرى أنه ليس من العدل ان تكون علاقة حب بين طرفين و يكون واحد فقط منهم الذي يضحي بمفرده .. لدرجة ان تضحيته هذه كانت كبيرة ام صغيرة أصبحت فرضا عليه لا يمكنه الرجوع عنها او التهاون في القيام بها لأي سبب .
منذ أن عرفنا الحب و معناه و نحن نعلم جيدا ان كلمة حب مرتبطة بتبادل المشاعر الجميلة بين الطرفين .. و لهذا فلا مكان للأنانية بينهم طالما وجد الحب .. فكل طرف لابد أن يسارع بالتضحية من أجل الأخر و دون أن ينتظر منه المقابل علي تلك التضحية .. و أيضا أن يلتمس كل منهم العذر للأخر عندما يقصر في شيء ما ..
أما الأنانية فتتجسد فى مصادرة احلام وطموحات طرف اعتاد ان يمنح كل من حوله كل اهتمام وحب واحتواء وينسى ذاته وسط الزحام البشرى ويفاجيء بأن الطرف الآخر يتعامل معه باستخفاف ويقلل من شأنه ،ويسخر من احلامه المشروعة ،الانانية يصادر الأحلام والأبتسامة والحياة نفسها ويميت القلب ويلغى الاحساس و يدمر كل المشاعر الجميله التي يشعر بها المحبين ..
علينا أن نفكر كيف نسعد من نحب و لا ننتظر منه المقابل .و لو تصرف كل منا بهذا المبدأ . فلن يكون للتعاسة والاحباط والملل والاحساس بالا جدوى وجود .. فالأنانية هي أول طريق للموت البطيء ..والاكتئاب..الاحباط