الأحد 21 ديسمبر 2025 07:15 مـ
الجارديان المصرية

رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحرير عبد النبى عبد الستار

مقالات

ماجد نصيف يكتب : المستقبل المجهول

الكاتب الكبير ماجد نصيف
الكاتب الكبير ماجد نصيف

التفكير في المستقبل يختلف عن دراسة المستقبل باساليب ومناهج علمية , وهذا التفكير ببساطة يتراوح بين الخرافة واعمال العقل, الاستعداد للمستقبل بالأحجية أو التعاويذ, حتي أصبحت الآن دراسة المستقبل واقعا ملحا في علوم السياسة والاقتصاد والاجتماع والفلسفة لمواجهة ظواهر حادة مثل تغير النظم الأخلاقية في ثقافة المجتمعات المعاصرة

دراسة المستقبل ليست بقراءة ألف كتاب أو مطالعة الأحداث والكوارث وتحليلها, فهي دارسة تبدأ بالماضي والحاضر علي أسس علمية دقيقة وعلي بيانات وتقديرات بالغة الدقة وبعناية فائقة لاستبصار أفاق واتجاهات المستقبل وعوامل التغير فيه, وتوقع الاختلاف وأ التوافق بين هذه الرؤي وما قد يحدث فيه
المستقبل هو اللحظة الحالية التي نقف عليها وهي في حالة حركة للأمام, ولا مفر من التعامل معه لاستبصار عدة مستقبليات بديلة أو محتملة, وأنه ليست هناك مسارات جبرية وحيدة وأن العالم يتطور ويتطور معها العقل البشري , ولابد من الاعتقاد بمستقبليات مرتهنة بفعل موروثات الماضي بأثقاله وتقاليده ومستقبليات حرة طليقة تحدد وفق للارادة الحرة لمن سيعيش فيها اصحابها

الثابت أننا فقدنا التأثير في صناعة الحاضر, وما كنا نريده ونأمله, لأننا ببساطة لم ندرس مستقبلنا الحالي وتركنا غيرنا يقرر ويحدد ملامحه وأزماته وحلولها, وأصبحنا لا نملك غير الشجب والاعتراض أو المواءمه مع المتغيرات, وهذا يدفعنا إلي تخيل المستقبل المجهول في عدة مستقبليات محتملة أو بديلة ,وتوقع ما قد يحدث فيها من أزمات وكوارث وكيفية التعامل معها, واعداد رؤي واضحة وحلول غير نمطية تناسب مستقبليات مجهولة.

ماجد نصيف المستقبل المجهول الجارديان المصرية