الجمعة 26 أبريل 2024 02:43 مـ
الجارديان المصرية

رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحرير عبد النبى عبد الستار

حوارات

الكاتب الصحفي إسماعيل أبو الهيثم يحاور محمد بدير نجم منتخب مصر الاسبق ونادي المنصورة .

محمد بدير
محمد بدير

مقاتل عنيد ، استطاع أن يحجز لنفسه بنفسه مكانا في تشكيل منتخب مصر في عصر النجوم العظام لمدة خمس سنوات ، فاستحق أن يكون لاعبا عظيما من عظماء اللعبة أنه محمد بدير أو ميمي بدير لاعب نادي المنصورة في عصرها الذهبي .
والسطور القادمة تلخص مشوار الحياة

# من انت ؟
محمد بدير محمد وشهرتى ميمى بدير الميلادفى ٥٥/١/١٩ محل الميلاد المنصوره *خريج كليه التجاره جامعة المنصوره

#كيف كانت البداية ؟
بدأت فى قطاع الناشئين بنادى المنصورة ، ثم التصعيد للفريق الأول، وأنا فى سن ١٨سنة ، ثم منتخب مصر، وكنت أصغر لاعب فى المنتخب ، وسط نجوم كبار أمثال حسن شحاته والخطيب واكرامى ومصطفى يونس وحسن حمدى ومصطفى عبده وعلى خليل واسامه خليل ومختار مختار وفتحى مبروك وفاروق جعفر ومسعد نور والجارم والبابلى وعمر عبدالله والسياجى وعماشه وكثرة من نجوم جيل السبعينات

#, هل تتذكر اول مباراة دولية ؟
نعم وكانت مع اثيوبيا عام ٧٧فى تصفيات أفريقيا للوصول لكأس العالم فى الارجنتين ٧٨ ، وكنت من أفضل اللاعبين واستمررت اساسي فى صفوف المنتخب لمدة خمس سنوات متتاليه وعلى مدار ٥٠ مباراة دولية

#هل حقا فاوضك الزمالك للعب له ؟
نعم ، ذات اليوم وانا في فندق القوات المسلحة قبل السفر لبطولة في الجزائر ، فوجئت بمرسال من قبل المهندس محمد حسن حلمى رئيس الزمالك وقتها ، يبلغنى ان المهندس عاوزك ضرورى ، قلت له صعب انى اخرج من المعسكر واروح نادى الزمالك، قال لى هو منتظرك فى كافيه ليدو فى ميدان روكسى قريب من هنا ، وذهبت معه ودخلنا الكافيه لقيت المهندس محمد حسن حلمى يلعب طاولة ، ودى لعبته المفضلة ، الله يرحمه ، مع كابتن زقلط مدير النادى وقتها ، وسلمت وأنا واقف أمامه زى وقوف التلميذ أمام أستاذه، وقال لى عاوزينك عندنا محتاجينك ، قلت له شرف لأى لاعب أن ينضم للزمالك ، قال لى ، اللى انت هتطلبه زقلط يعملك شيك حالا وانا اوقعه ، قلت له لازم يكون هذا عن طريق القنوات الشرعية ، رد قائلا ولا يهمك ، قلت ازاى حضرتك ، قالى فى طريقين الأول عن طريق المحافظ توفيق كراره محافظ الدقهلية وزميلى فى كليه الزراعة ، وليه كلام معه ، وكان محافظ الدقهليه وقتها ممكن يضغط على مجلس الإدارة للحصول على الإستغناء ، وكانت لجنة مؤقتة تدير النادى مكونة من يحى عبيد سكرتير عام المحافظة ودكتور عادل حسن وعلى القداح رئيس شركة الخشب الحبيبى ويوسف الشرقاوى رئيس شركة الغزل بالمنصورة ، وبعد محاولات من المحافظ تحولت إلى مشكلة رأي عام ، وفشلت المحاولة الأولى ،
أما الطريقة التانية ، اتفق معى كابتن حلمى زامورا على الإعتماد على بند فى لائحة الانتقالات بالاتحاد ، فيها بند يسمح بالانتقال اللاعب لأى نادى آخر وبدون استغناء فى حالة عدم لعبه موسم كامل ، قلت له فى دهشه، أنا لا أستطيع أن أبعد عن الكرة سنة، لأنها مستقبلى وضياع فرصة المنتخب. قالى أعتبر نفسك فى الفئة الأولى للزمالك وهى الفئة الدولية ، مثل حسن شحاته وفاروق جعفر وعلى خليل وغيرهم، تصرف لك كل المميزات اللى بيحصلوا عليها، وسوف نرسل لك راتب الشهر بواسطة الحاج عبد العظيم كبير مشجعي النادى عندكم فى المنصورة ، قلت له المنتخب هيضيع منى، قال لى، انت بمجرد لعبك فى الزمالك سوف تلبس فانلة المنتخب، قلت له أعطني فرصة اخد رأي والدى بعد ما نرجع من الجزائر ، وبعد العودة بأيام، الحاج عبد العظيم إتصل بى وقالى عاوزك ضرورى ، ذهبت لمنزله واعطانى مبلغ 2000 جنيه قالى المهندس أرسل لك الهدية دى ، طبعا رفضت المبلغ، وقلت له أشكر المهندس وانا فكرت كويس انى مش هخسر اهلى وجمهورى والمنتخب والنادى اللى فضله علي .لأن المخاطرة لمدة سنة فى موضوع زى ده مش مضمونة .

# أين أنت من تحليل المباريات علي القنوات المتخصصة أو الإقليمية ؟
الحقيقة دي شيء محير .فأغلب المحلليين الكبار ، وليسوا الشباب، كانوا يجلسون على دكة الاحتياطى ونحن اساسيين فى المنتخب ، لمدة خمس سنوات ، وبالرغم من ذلك لا يستعان بنا في التحليل مطلقا ، ويبدو أنه لا يوجد فى مصر حد يفهم فى التحليل الرياضى غير لاعبى الأندية القاهريه ، فمازالت الفكره مسيطرة على عقول المسؤولين عن الإعلام الرياضى عامة والتحليل الرياضى خاصة ، ان نجوم الأقاليم الدوليين ليسوا مؤهلين للتحليل ، ولنا ربنا !

# ماحجم العلاقة بينك وبين الإعلام الرياضي ؟
الحقيقية ، أن الإعلام الرياضي في سابق الأوان كان عادلا ، لا يفرق بين لاعبي الأهلي والزمالك ولاعبي الأقاليم ، واني لا أنسى فضله علي ، حيث وقف بجواري طيلة مشواري واني اتذكر ماتش اثيوبيا فى أديس بابا ، كان الأستاذ نجيب المستكاوى ضمن الوفد الإعلامي المرافق للبعثة ، وكان الأستاذ ابراهيم حجازى شفاه الله معنا ، و فى بهو الفندق بعد العشاء ليلة المباراة ، قال لي الأستاذ نجيب : انت يا فلاح ، انا مجهز لك درجة 10من10 ، وكان هذا التقييم له أهمية بالغة ، عند اللاعبين والجماهير ، وقال عاوزك تكون نجم المباراة باكر ، ،وأنا عارف إن الفلاحين رجاله طبعا، ثم ضحك وقال أنا بهزر ، لأنه كان صاحب أفشات جميلة ، كلامه هذا أعطاني دفعة معنوية كبيرة ، وقلت له إن شاء الله سوف اكون عند حسن ظنك ، واحصل على أعلى درجة ، وفعلا بعد فوزنا أعطاني أعلى الدرجات المستحقة، 9من 10، و اثناء العشاء بعد المباراة جلست معه وشكرته ، قال لى أنا عارف أنك فلاح أصيل ومخلص لبلدك ، انت كنت نجم المباراة ،

#اذكر موقف طريف تعرضت له في مشوارك .؟
فى يوم من أيام الأسبوع، وبالتحديد يوم الجمعة والزمن 3عصرا والمكان استاد المنصورة ، والمباراة مع فريق الشواكيش *الترسانه* وكانت فى غاية الأهمية لنا حتى نحافظ على المركز الرابع، لذا زحفت الجماهير إلى الإستاد من الصباح ، وكان لا يقل عددهم عن 30 ألف داخل المدرجات ، ومثلهم خارج الإستاد، وكان الأمن مشددا جدا ، وبعد عناء من مرورى بين الجماهير مشيا على الأقدام، لأن الأمن يمنع دخول السيارات ، وصلت أخيرا إلى بوابة الدخول وفاجأة قام الأمن بإبعاد الجماهير من أمام البوابة بالخيول ، عرفتهم بنفسى ، لكنهم صمموا علي عدم دخولى، بل ضربونى بالعصا على ظهرى بشدة ، وأبعدونى قلت للضابط انا لاعب المنصورة ، قالوا لى روح بعيد لو سمحت ، هات تذكرة ، طبعا الجماهير شرحت للأمن أنى لاعبا بالفريق ولازم يدخل ، رفض الأمن ، ولكثرة الزحام ضربوا الجماهير ومنهم أنا، مرة تانية ، انا زعلت جدا وتركت الإستاد ، وذهبت إلى كافيه إسمه الشهاوى بجوار مبنى المحافظة، ولولا قيام أحد الجماهير بإبلاغ الإدارى أحمد الحنفى بما حدث ، مالحقت بالمباراة

# ماهي حكاية حسام عاشور وأحمد عادل عبد المنعم مع البلطجية في ليبيا ؟
على شاطئ طرابلس بليبيا كانت الحكاية ، بعد وصولنا مطار طرابلس ، وكنت مدربا عاما لمنتخب الناشئين ، وكانت العلاقات بين مصر وليبيا وقتها ليست جيدة ، واجهنا صعوبات جمة ، ولم يخفف من عناء المقابلة الغير جيدة ، سوي الفندق الجميل الذي كان يطل على البحر وقريب من ابراج ذات العماد وميناء طرابلس.،وبعد أن استلمنا الغرف وذهابنا إلى أول تدريب فى ملعب صغير لأنهم رفضوا نزولنا الملعب الرئيسي ا ، المهم لعبنا المباراة وكانت مباراة الذهاب فى التصفيات المؤهلة لبطولة أفريقيا للناشئين فى سوزيلاند والمؤهله لكأس العالم للناشئين فى فنلندا 2003 ، وفوزنا والحمد لله ، ورجعنا الفندق وسط فرحة اللاعبين والرقص والأغاني ، أعطينا اللاعبين تانى يوم جولة حره للتسوق فى سوق ليبيا ، و بعد تناول الإفطار ، قررت أن امشى على كورنيش طرابلس ، والجو كان رائعا ، وحتي أن وصلت إلى ميناء طرابلس الصغير جدا ، وعلى بعد 500متر فوجئت بحسام عاشور واحمد عادل عبد المنعم بيجروا بسرعة وبصوت عالى الحقونا ، أنا جريت بسرعة نحوهم لإنقاذهم من إثنين بلطجية ليبين يحاولوا الإمساك بهم ، وبأيدهم سلاح أبيض ، واجهتهم بعنف ، ومن حظنا كانت سيارة الشرطة تمر بجوارنا ، ناديت عليهم ، فجرى البلطجية خوفا من الشرطة ، وكانت علامات الخوف تظهر على وجه حسام عاشور واحمد عادل ، والرعشة تملكت من أجسامهم ، قلت لهم اهدوا خلاص مشوا ، واخذتهم تحت ذراعى ومشينا إلى الفندق ، وفى المساء ذهب الجهاز الفنى فقط لتناول العشاء على شرف استضافة السعدى القذافى فى نادى الفروسية بطرابلس ، وتمت العزومة بدعوة من المرحوم ثابت البطل الذي كان مديرا للكرة بنادى السعدى القذافى ( اهلى طرابلس) كانت العزومة معظمها مأكولات بحرية، وبعد تناول العشاء جلسنا نتحدث عن احوال الكرة ومشاكلها ، وتلقينا التهنئة من ثابت البطل والسعدى القذافى بالفوز وعندما قصصنا الحكاية عليهم ضحكوا ، واحضروا لنا سيارة فارهة لتوصلنا إلى الفندق ، خوفا من تكرار الموقف !
.
# رغم نجوميتك إلا أن اعتزالك الكرة جاء مبكرا ، ماهي الأسباب ؟
اعتزالى الكرة مبكرا كان له سبب، ونحن فى كينيا وبعد الإنتهاء من مباراة كينيا فى نيروبى فى تصفيات أفريقيا المؤهلة لكأس العالم فى الأرجنتين، وكنا سعداء بالفوز و فى طريق العودة من الإستاد إلى الفندق ، وبعد تناول العشاء جلسنا فى حجرة أحد اللاعبين، والمزاج عال العال ، دخل علينا الأستاذ محمود معروف الناقد الرياضى المعروف بجريدة الجمهورية، ورمى علي نسخة من جريدة الجمهورية وقال لى اقرأ صفحة الرياضة ، وشوف مدربكم فى النادى يقصد (كابتن الشربيني) كاتب عليك أنت وسعد سليط إيه؟ كانت بالنسبة لنا صدمة كبيرة لأنه كان بيقول، ان بدير وسليط هم سبب مشاكل نادى المنصورة وسبب تدهور النتائج ، وبعض الإتهامات الأخرى، قلت للحاضرين لماذا نشر الحوار ونحن خارج مصر ؟ ولما وصلت قلت لسليط لازم نرد وندافع على أنفسنا ، سعد سليط رفض ، لكن انا عملت حوارا صحفيا وضحت فيه عيوب سياسة تعامل الكابتن ميمي الشربينى للاعبين ، ودافعت عن نفسي بشدة ، وذلك فى مجلة الزمالك، وبقلم الصحفى القدير احمد طه وكان الحوار مسمع فى مصر والمنصورة ، لبراعة تحريره من الأستاذ أحمد طه ، لدرجة أنني لما نزلت المنصورة بعد إنتهاء المعسكر أخبرني أحمد الحنفى إداري الفريق بقرار وقفى عن التدريب لحين التحقيق معى، وابلغنى بالحضور الساعة 7مساء فى مقر النادى ، فحضرت فى الميعاد ودخلت غرفة مجلس الادارة ، فوجئت بوجود سيادة المحافظ اللواء سعد الشربينى، ورئيس اللجنة التي تدير النادى وقتها يوسف الشرقاوى ودكتور عادل حسن ، وطلب منى المحافظ أن أعتذر للكابتن الشربينى ، فشرحت له ما حدث فى كينيا ، فصمم أن أعتذر، قلت له حاضر وامسكت بورقة وقلم وكتبت اعتذارا عن ممارسة كرة القدم واعتزالى اللعب ، وبعد خروجي كانت الجماهير منتظرة القرار، فلما عرفوه ، حصلت هتافات وهرج ومرج ، وطالبوا المحافظ بالضغط لحل المشكلة .فاستدعاني مرة أخري ، وكان رجلا هادئا وحكيما ، واتحلت المشكله والغى قرار الوقف ، ونزلت التدريب ولعبت المباراة مع الترسانة وفوزنا •واهداني المحافظ سعد الشربينى هدية .وظلت بعدها الأمور تسير بيننا ببطيء دفعتني للاعتزال

#مشوارك بعد الاعتزال ؟
بعد هذا المشوار الطويل كلاعب بدأ مشوار التدريب والبداية فى دولة الامارات لمدة ١٠ سنوات ، ثم العودة إلى مصر وتدريب عدة اندية، ومنتخب مصر للناشئين مواليد٨٦ لمدة ٣ سنوات ، ثم نادى المنصورة ، ومن الإنجازات صعود نادى شربين إلى الدرجة الأولى عام ٩٥ ، ثم صعوده مرة آخرى فى عام ٩٨ والمساهمة فى صعود نادى الزرقا إلى الدرجة الأولى واخيرا مدير قطاع الناشئين بنادى المنصورة

# ماهي أهم الجوائز التي حصلت عليها ؟
حصلت على وسام الرياضة من الرئيس السادات بعد معركة الجزائر الكروية الشهيرة مع المنتخب الليبى وأثناء إحدى المعسكرات للسفر إلى تونس ، علمت أنى حصلت على أعلى الأصوات فى استفتاء الجماهير التى نظمته جريدة اخبار اليوم, حيث اخترت كأحسن مدافع فى مصر عام ٧٩ ، وكنت سعيد جدا بهذا التكريم من جريدة أخبار اليوم التى اقامته فى مبنى الأخبار واختير الخطيب كأحسن مهاجم.

# ما تقييمك للكرة المصرية في الفترة الحالية ؟
-باختصار هي فترة عدم الإستقرار ، سواء فى الإختبارات أو طرق اللعب ، أو توزيع اللاعبين داخل الملعب وفق إمكاناتهم وليس وفق قناعاته ، ويكفي الرأي العام فخرا أنه في نهاية الأمر يرجع إلي ما طالبه الرأي العام ، ولا نعرف منه ماهي مقاييس ومعايير مشاركات الجدد .والتي من المفروض أن يكون الدفع بهم بحساب ، وبجوار أصحاب الخبرة . وان تكون طريقة اللعب تناسب قدرات اللاعبين من الناحية الفنيه ، . واتمني له التوفيق في بطولة الأمم الأفريقية المهمة ومباراتي التأهل لكأس العالم .