الجمعة 26 أبريل 2024 10:28 صـ
الجارديان المصرية

رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحرير عبد النبى عبد الستار

حوارات

الكاتب الصحفي إسماعيل أبو الهيثم يحاور أسامة ياسين نائب رئيس المنظمة العالمية لخريجي الأزهر حول دورها إقليميا ودوليا .

اسامة ياسين
اسامة ياسين

إن إكرام وفادة الطلاب الوافدين للدراسة بالأزهر الشريف وحسن رعايتهم وكيفية الاستفادة منهم بعد تخرجهم ، ليس عملا تربويا أو نشاطا ثقافيا أو أدبيا أو وظيفة من وظائف الأزهر فحسب ، ولكنه أولا : استجابة وتحقيقا لقول الحق :  " وما كان المؤمنون لينفروا كافة  فلولا نفر من كل فرقة منهم طائفة ليتفقهوا في الدين ولينذروا قومهم إذا رجعوا إليهم لعلهم يحذرون " التوبة 122
والأزهر فى إطار تحقيق المراد من الآية ، اهتم بالطلاب الوافدين أيما اهتمام باعتبارهم ذلكم النفر الذين تقع على كاهلهم تبصير الأمة بثوابت الدين وأركان العقيدة الصحيحة .
 وقد تضاعفت المسئولية تجاه هؤلاء السفراء ، إذا عرفنا أنهم يتحملون واجبين من واجبات الحياة ، هما أخص مقوماتها الاجتماعية والإنسانية ، فهم يتحملون واجب الخروج من الأوطان والنفرة إلى المدارس العلمية المعتمدة  والمشهود لها برسوخ القدم فى التعليم وتخريج العلماء ، فيتحقق بذلك قول الحق : " فلولا نفر من كل فرقة منهم طائفة ليتفقهوا في الدين "التوبة 122  
إذا الغاية هى التفقه لا النفرة... فلا جدوى للنفرة دون التفقه !!!
ولا جدوى للتفقه ما لم يصل العلم  إلى الأقوام ، من هنا أصبح لزاما على الأمة دعم المؤسسات ودور العلم الأصيلة واختيار أفضل العناصر الناشئة لها وتسهيل إجراءت النفرة لهم .
  فإذا ما رجعت هذه الطوائف بعد تزويدها بالعلم المعتمد ، هيئت لها سبل انغماسها مع الناس في شئون حياتهم ، فيتعلم منهم الناس منهج التفكير وطرق التحليل ، ويفطن الناس من خلالهم إلى الموازين الشرعية التي يفهمون من خلالها الأحداث والمواقف ، فيتحقق قول الحق  " ولينذروا قومهم إذا رجعوا إليهم " التوبة 122.
لذا كان اهتمام الأزهر بالطلاب الوافدين ،  من صميم الحفاظ على الأمة الإسلامية والزود عن مكوناتها الثقافية ، فضلا عن كون هذا العمل يدخل ضمن خطة بناء المستقبل ورسم معالمه .
من هنا كانت فكرة إنشاء كيان يتابع هؤلاء السفراء في مصر وخارجها فأنشئت  المنظمة العالمية لخريجي الأزهر .
# ويسعد (جريدة وموقع  الجارديان المصرية) استضافة السيد/ أسامة ياسين_  نائب رئيس مجلس إدارة المنظمة _  لإلقاء الضوء عليها وطبيعة عملها . والسطور القادمة هي محصلة الحوار .

# من أين انبثقت الفكرة ؟

 انبثقت فكرة إنشاء المنظمة العالمية لخريجي من خلال الملتقى الأول لخريجي الأزهر ، والذي انعقد بالقاهرة في ربيع الأول سنة ١٤٢٧هجرية الموافق أبريل ٢٠٠٦ ؛  حيث رأى   أعضاء الملتقى ضرورة إنشاء كيان يعمل على تسهيل سبل التواصل بين الأزهر وأبنائه في أنحاء العالم كافة، فضلا على إحياء الدور العالمي الأزهر ، ونشر منهجيته الوسطية .

كيف تأسست المنظمة ؟

تأسست وفقا للقانون المصري ، كجمعية أهلية ، تحت رقم (٧١٤٥) لسنة ١٤٢٨ هجرية الموافق ٢٠٠٧ ميلادية ،  على يد مجموعة من كبار علماء الأزهر الشريف في مصر والعالم ، بهدف موالاة أبناء الأزهر في الداخل والخارج بالتفقيه والتثقيف والتوعية ، حتى  يعرف كل منهم حقيقة دوره ورسالته ، ويندفع إلى أداء مهمته في المجتمع بإيمان وإخلاص .
# وما هو دور هؤلاء  الخريجين في دعم المجتمع ؟

الطلاب الوافدون في نظر الأزهر ركنا أساسيا من أركان الأمن الثقافي والحضاري والفكري  للأمة الإسلامية ، فهم عنوانها ولسانها في كل ربوع المعمورة .
وباعتبار الطلاب الوافدين قضية استراتيجية في المقام الأول ، تمس الأمن الثقافي والحضاري للأمة للاعتبارات المشار اليها سلفا ؛ فإن المسألة في عمقها وجوهرها تتطلب يقظة أشمل وأعمق ، وحركة أكبر وأنشط ، وعملا أكثر جدية وفاعلية واستنفارا لطاقات وحشدا للجهود.
من هنا كانت توجيهات صاحب الفضيلة الإمام الأكبر أ.د أحمد محمد الطيب  ، شيخ الأزهر _ ورئيس مجلس إدارة المنظمة ،  بالتفكير في حسن استغلال طاقات النابهين من الخريجين باعتبارهم قطوف الأمل وأزهار الأزهر المتفتحة على علوم ولغات وثقافات وحضارات الأمم المختلفة والتى يمكن لها  إن أحسن تأهليهم من دور كبير في توجيه الرأي العام في بلاد العالم أجمع في كافة ميادين الحياة ، فليس ثمة عاطفة إنسانية أبعد غورا وأكثر تأثيرا في مشاعر الفرد والمجتمع من العاطفة الدينية ، وهنا تبرز أهمية حسن إعداد النابهين الوافدين وبناء استراتيجية لاستثمار طاقاتهم في مختلف المجالات ، تصديا للفراغ المهيمن على عقول كثير من شباب الإنسانية ، وأيضا لمواجهة الأفكار الهدامة والمغلوطة والعنيفة والمتطرفة والتى تشوه صحيح الدين الإسلامي بقيمه السمحة التي تحض على التعارف وقبول الآخر.

وكيف للمنظمة من متابعة هؤلاء بعد تخرجهم ومغادرتهم مصر ؟

إن المنظمة حين أنيط بها مسئولية تسهيل سبل التواصل بين الأزهر وأبنائه في أنحاء العالم، وضعت منظومة متكاملة إدارية  وفنية  ضمنت المعايير والقواعد والرؤى  والأهداف بما يضمن لها تحقيق الغاية المرجوة من إنشائها وهي إقامة جسور للتواصل مع غالبية خريجي الأزهر ؛   إسهاما في توسيع نطاق العلم بالمكون الأزهري في الفكر الإنساني وذلك لقدرته على مناهضة الصخب الفكري المؤدي إلى وئد الوسطية .
والمنظمة في إطار تحقيق غاياتها قامت بالتواصل مع جل خريجي الأزهر في مختلف أنحاء العالم،  فنتج عن هذا التواصل والتفاعل إنشاء أكثر من ٢٥ فرعا لها في مواقع حساسة من العالم ؛  ضمانا للحفاظ علي هوية الأمة .

# هل للخريج الأزهري المصري من وجود على خريطة اهتمام المنظمة ؟ 

 بكل التأكيد الخريج المصري لا يقل بحال عن الأحوال عن الخريج الوافد ،  هذا على الصعيد الخارجي ،  وأيضا توجهت المنظمة إلى الشأن الداخلي فكان لها  فرع  في كل محافظة من محافظات .لتحقيق نفس التوجه ، والحقيقة أنه كان قرارا صائبا لدرجة كبيرة للغاية، قياسا بالفعاليات التي تنظمها هذه الفروع على صعيد بث الوعي بين مختلف طوائف المجتمع.

# هل من الممكن إجمال الغاية التي تتغياها المنظمة من خلال تعاملها مع الطلاب الوافدين للدراسة بالأزهر ؟
 
تأهيل  النابهين  منهم تأهيلا خاصاً ؛  للاستفادة منهم في الدعوة الإسلامية الوسطية في دولهم بعد عودتهم  . 
-  توسيع نطاق العلم بمخرجات الأزهر العلمية والفكرية واستدعاء سماحة واعتدال المنهج الأزهري إلى العقل الإنساني. 
• شحذ الهمم لدى الطلاب الوافدين واستنفار جهودهم وطاقاتهم في تحصيل المفيد من العلوم التي تساعدهم على  تجديد الخطاب الديني بما يعيد إلى الأذهان  ذكرى المجددين الأزهريين العظام .
• اصباغ الخريج الأزهري برحابة الأفق وقبول التعددية في الاتجاهات المختلفة في الموضوع الواحد والموضوعات المختلفة ، وتنمية قدراتهم على المقارنات المتعمقة بين المذاهب، وعدم التسليم برأي  ما لم يكن قائما على أساس سليم
• بيان خطورة ما يتعرض له العالم الإسلامي من تحديات خطيرة ، نتيجة ارتداد فريق من المسلمين إلى الوراء _ زياً وفكراً وسلوكاً ـ كما أن هناك فريقاً اتخذ من الدين سياجاً اختفى خلفه للوصول إلى مآربه  ، وثالثا  تشدد ورابعا ألصق نفسه بالإسلام زوراً وبهتاناً ، الأمر الذي يجعل من إحياء فقه السلام في دين الإسلام – أصولاً وتراثاً – أمرا  لم يعد ترفا أو خياراً ممكنا بل أضحى طوق النجاة . 
• محاصرة القواعد العقدية التي تنطلق منها جماعات القتل المسلحة وتفنيد أغاليط التكفيريين تفنيداً فكرياً وتربوياً وفق رأي  جمهور العلماء .
• محاصرة الاختراق العقدي لفكر طلبة الأزهر وتفويت الفرصة على المتربصين بالأزهر الراغبين في إصباغه بغير وجهته التي عهدها المسلمون عليه.
• محاربة التيار الذي تغلب عليه الحرفية والتشدد ويسوده الجفاف العقلي والوجداني وتطبعه الشكلية الجامدة في فهم النصوص ، دون استخدام العقل وأدواته ووسائله .
• الوقوف في وجه من يهدفون إلى تلوين الأزهر بلون سياسي ويزجون به في معترك السياسة المائج المتذبذب .
• حشد جهود كل الطلاب للوقوف خلف الأزهر في تقويم وتعديل وتصحيح مسار الأفكار باعتباره قاطرة المواجهة .
• صياغة عقد جديد بين الأزهر وأبنائه الوافدين يضمن استمرار دعم الأزهر لهؤلاء الطلاب ، وكذا الحفاظ على نمط وفكر الأزهر سلوكاً وعلماً .
• حصر الأيدلوجيات المناوئة لفكر ومنهجية الأزهر في العالم وسبل المواجهة .
• الوقوف على الشبهات التي تثار حول الأزهر ومسارات المواجهة .
• تحطيم الحواجز والسدود دون الاستخدام الأمثل لطاقات الخريجين الأزهريين الوافدين النابهين .
• إعداد خريج أزهري قادر على مواجهة تيارات الإلحاد والانحراف والمذاهب الهدامة.
• عودة الهيبة والتقدير للخريج الوافد الذي كان يتصدر حلقات العلم في بلده ويعتلي المنابر وتسمع كلماته وتطاع أوامره .
• محاربة الفكر التكفيري والتبديعي والفكر المتطرف اللإسلامي .
• إعادة سمعة الأزهر والأزهري إلى سالف مجده .
• تهيئة جو عام صالح لبناء مجدد عصري يعيد إلى الأذهان عصر المجددين الأزهريين العظام .