الجمعة 26 أبريل 2024 11:06 صـ
الجارديان المصرية

رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحرير عبد النبى عبد الستار

مقالات

محمد الشافعى يكتب : سمير صبرى..( واحد صاحبى يعرفه الجميع )

الكاتب والمحلل السياسى محمد الشافعى
الكاتب والمحلل السياسى محمد الشافعى

غيب الموت الفنان الكبير سمير صبري، ، عن عمر يناهز 86 عاما ، تاركًا إرثا فنيا وثقافيا كبيرا ، احتار فى وصف هذا الرجل فهو موسوعة ثقافية وفنية كبيرة ، وقد حصل على ألقاب عديدة وذلك خلال رحلته الفنية منها الفنان الشامل والاذاعى المتميز والاعلامى الكبير وملك الاستعراض والمنتج السينمائى والملحن ، ولكن اختار لقب " الإنسان الوفى " فلن أتحدث عن مسيرته الفنية ولا موهبته التى منحاها الله له ، ولكن سأذكر مواقف انسانية ربما لا يريد أن يسردها هو من فرد تواضعه وحبه لإخفاء الخير الذى يفعله .
فهو الوفى لمسقط رأسه مدينة الإسكندرية .. فأذكر انه
** فى نهاية الثمانينيات وبداية التسعينيات كان يقوم بمساعدة الأهالى الغير قادرين على تجهيزات الزواج لأبنائهم وبناتهم سواء الأيتام منهم أو غيرهم من الذين لا تستطيع حالتهم الاقتصادية من الوفاء بذلك ، فكان يتواصل مع محافظة الاسكندرية لتأجير " حديقة أنطونيادس " ويقوم بتجهيزها لإقامة الأفراح للغير قادرين واليتامى ، ومن خلال علاقاته ومن ماله الخاص كان يقوم بجهاز العرائس ويستدعى الفنانين ليحيوا حفلات الزواج متطوعين ،وكان يفعل ذلك كل ثلاثة أشهر ليرسم البسمة والفرحة على وجوه الغير قادرين واهالى الأسكندرية يعرفون تلك الأعمال الإنسانية ويقدرونها ويحترمون وفاء هذا الفنان الكبير .
** واذكر أيضا أنه بعد تحرير الكويت فى بداية تسعينيات القرن الماضى أن اعتزمت احدى الفنادق أن تقيم حفلا لأسر من شاركوا فى تحرير الكويت من المصريين ، وتم البحث عن فنانين لإحياء الحفل ولكن المغالاة فى الطلبات المادية لإحياء الحفل من بل الكثير من الفنانين وقف حجرا عاثرا عن اقامته ، ولكن عندما علم الفنان الكبير سمير صبرى وكان فى ذالك الوقت نجما استعراضيا كبيرا تتهافت عليه الفنادق والحفلات الكبرى ، فألغى حفلاته فى ذلك اليوم فى أكبر فنادق القاهرة وفضل أن يحى حفل اسر من شاركوا فى تحرير الكويت مجانا بل وتحمل مصاريف الفرقة الموسيقية ، وأطرب الحاضرين من الأسر المتواجدة ونشر الفرحة بين الجميع .
** كما واذكر أن الفنان الكبير الوفى سمير صبرى الذى كان يحمل قلبا كبيرا عطوفا ، ان بدأ منذ نهايات التسعينيات وبداية الألفية أن يقيم سنويا حفلات مجانية لذوى الإحتياجات الخاصة " من ذوى الهمم " وأسرهم ، فكان يقول أن هؤلاء الأبناء واسرهم يحتاجون منا جميعا أن نربط على كتفهم ونجبر بخواطرهم فلا أقل من أرسم الفرحة والبسمة وأشاركهم بالغناء والسعادة التى أرى انها تضيف لى سعادة وراحة .
** وكان له عطاءا فنيا آخر فى تأهيل وتعليم وتثقيف المبتدين من الشباب فنيا واعلاميا من خلال احدى الاكاديميات التى تقيم الدورات التأهيلية الفنية والاعلامية وقد تعلم على يديه العديد ويدينون له بالعرفان فقد كلن يعطى ولا يأخد غير الحب والود .
** ماذكرته هو ما رأيته ، إنه الفنان الوفى الإنسان العطوف المعطاء سمير صبرى ، ان سيرته الإنسانية تعتبر " نهرا من العطاء " ، وهذا جانب مضىء حاول أن يخفيه دائما ولا يتحدث عنه ولا يتفاخر بما يقدمه من عطاء ، هو سمير صبرى .. صاحبى وصاحب الجميع الذى نعرفه جميعا ..

محمد الشافعى سمير صبرى الإسكندرية وفاة سمير صبرى الجارديان المصرية