السبت 20 أبريل 2024 03:27 صـ
الجارديان المصرية

رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحرير عبد النبى عبد الستار

مقالات

الكاتب الصحفي إسماعيل أبو الهيثم يكتب: أهلا رمضان !

الكاتب الصحفي إسماعيل أبو الهيثم
الكاتب الصحفي إسماعيل أبو الهيثم

الحمد لله أن بلغنا الله رمضان ، فقد كنا ننتظره بشغف منذ أن أرسل إلينا عطره الفواحش منذ رجب وفي شعبان ، فستكانت النفوس لهذه الغمغمة العبقة ، ولا أبالغ إذا قلت أن الجميع علي اختلاف أعمارهم تهللت أساريرهم بقدومه ، لدرجة أن الجميع تمنوا أن يحمل كل منهم فانوس لإشاعة البهجة في الشوارع ، وأيم الله إني إشتقت أن أحمل فانوس وامشي به في الشوارع ولم يثنن عن ذلك إلا ملامة الناس التي لا تترك أحد في حاله دون أن تعد عليه أنفاسه !!
رحم الله من حالت أعمارهم دون لقياه ، وحرموا هذا المحفل البهيج لهم مني كل الدعاء بأن يعوضهم الله شهود محفل الرحمة وعلو المكانة في الجنان ، اللهم ارحمهما بعظمة ومقدار رمضان المعظم عندك .
أهلا رمضان لقد أطلت علينا بوجهك الأنيق ضاربا بارتفاع الأسعار عرض الحائط ، فالأسواق عامرة والجميع يشترون بفرحه ويخرجوا الفلوس من جيوبهم القاضية دون معرفة من أين جائت ، ولكنهم يفهمون علي الفور إنها بركة رمضان .
فالحمد لله علي نعمه ومنه وعطائه اللهم دمها نعمة واحفظها من الزوال .
لقد جاء رمضان ونعم المجيء ليستفز منا قوي الإيمان المستكنة في أغوار النفوس ودفائن الوجدان ، ، وفيه تستروح نفوسنا أعمدة البهجة ونسمات الطاعة ونفحات الذكر الحكيم وتطل الرحمة منتشرة علي الدنيا .
لقد لمست همس الطبيعة وهي تناجي الأفلاك في عليائها فرحه بعواطف الإيمان التي تضرم فينا لهيب الشوق لنفحات رمضان وفيضه النوارني الذي تسبح فيه الأرواح المؤمنة.
اليوم يظل الناس سهاري حتي يحين السحور ليبدؤا الشهر فعليا بفرح وحب وترحاب !!
أتمني علي من تعج ثلاجاته بما تشتهي الأنفس وتلذ الأعين من حلو وحامض ومز ويمتلك الأموال وحياته والحمد لله رخية ندية أن يبحثوا عمن تعوزهم الحاجة عن توفير أقل مطالب الحياة لأولادهم في الخفاء ودون جرح لمشاعر المحتاجين .
كم أتمني أن تتهيئوا لرمضان وتستعدوا له بشتى الوسائل , فلا أحد يضمن أن يصوم رمضان مرة أخرى ، فكم من صام رمضان الماضي ، ويعالم هل صامه علي الإيمان والاحتساب ، أم علي الضجر ولم يدرك رمضاننا هذا ؟!
علينا أن نستقبله بأرواح مطمئنة ونفسيات عالية ، فقد كان السلف يمكثون ستة أشهر بعده يسألون الله قبوله ثم يمكثون بعد ذلك بقية السنة يسألون الله أن يبلغهم رمضان القادم.
وكان الناس يلحظون التغيير الواضح في حياة الرسول "صلي الله عليه وسلم" في رمضان ,بتزايد نشاطه وإقباله على الطاعات كما في حديث السيدة عائشة "كان إذا دخل العشر أحيا ليله ودخل معتكفه وشد مئزره وأيقظ أهله". فنحتاج نحن معشر الضعفاء إلى أكثر من ذلك ونحن الطامعون في أن نكون من أمته.
أنصح نفسي وإياكم من اجتناب كل المحرمات. فإذا أتاك رمضان فاحرص على أن تكون في نهايته من المتخرجين من مدرسته بزيادة إيمان وزيادة تقوى وزيادة يقين بآيات الله وعلم بكتابه. فلابد للمسلم من أن يجعل بينه حاجزا من زخارف الدنيا وملاهيها.
كما اذكر حضراتكم بالاتصال بكتاب الله والاكثار من قراءته وترديده حتي تزدادوا تذوقا له , ولابد من تدبر وتأمل آياته وأساليبه الرائعة. و علي المستعد للصوم بروحه ترك كل الملذات والملهيات عن العبادة ، ليكونز صائما بروحه وجسمه ، وعن هؤلاء قال الرسول الكريم : "إذا كان يوم صوم أحدكم فلا يرفث ولا يصخب فإن أحد سابه أو شاتمه فليقل إني صائم ",وقال " وقال صلي الله عليه وسلم" : " من لم يدع قول الزور والعمل به فليس لله حاجة في أن يدع طعامه وشرابه".
وإحياء الشهر الكريم لابد أن يكون إحياء للنفس به ، فالكثير من الشباب يستعدون بما يرفه ويسلي ويقتل الوقت ، من الجلوس علي المقاهي وعلي النت ومتابعة الأفلام والمسلسلات ، والنوم نهارا فيضيعون الصلوات ، وهي الأهم لأنها ثانية دعائم الإسلام وما يفعلونه مناف تماما لمشروعية الصوم. ويجب أن يكون صيامنا حقيقيا ومؤثرا ونستمد منه جرعة إيمانية تكون إشعاعا لنا طيلة السنة. فلابد من قيام الليل ، وعمارة المساجد. وترك الملذات والشهوات ، و ختم القرآن والمدوامة على الذكر. والجود والبذل.
أحذر نفسي وإياكم من تناقص الهمم بعد أيام قليلة من دخول رمضان ، فقد يتلاحظ أن أعداد من يصلون التراويح يتناقصون يوما عن يوم ، أو تقصر همتهم، وتقل عزيمتهم؛ فيتوقفون عن صلاة التراويح بقية الشهر، ولو أنهم اهتموا بصلاة التراويح في آخر الشهر أكثر من أوله؛ لكان أقرب إلى الفلاح والنجاح طوال السنة، وربما أدركوا فضيلة ليلة القدر.
وعن أم المؤمنين عائشة:"كان رسول الله يجتهد في رمضان ما لا يجتهد في غيره، وفي العشر الأواخر منه ما لا يجتهد في غيره" رواه مسلم."
أنبه بأن كثير من الناس يعتقدون أن رمضان فقط في النهار؛ فتجدهم يلتزمون نوعاً ما بأخلاقيات الصيام من غضِّ البصر، وترك الغيبة والنميمة، وكذلك يكثرون في النهار من العبادات من قراءة القرآن، والمداومة على الأذكار، ولكن بعد أن يؤذِّن المغرب يعودون إلى سيرتهم الأولى من متابعة للأفلام والمسلسلات والبرامج الهابطة، معتقدين أن رمضان فقط في النهار، أما ليلاً فليس من رمضان!
وهذا فهم يجب تصحيحه، فرمضان شهر كامل ليلاً ونهاراً، وليس النهار دون الليل، مع التأكيد على أن المسلم يجب عليه إتيان الطاعة واجتناب المعصية في رمضان وفي غير رمضان"
فأروا الله من أنفسكم في هذه الأيام .فقد خاب وخسر من شهد رمضان ولم يغفر له .اللهم لا تجعلنا منهم واجعلنا ممن غفر لهم وتقبل منهم اللهم آمين يارب العالمين . وكل عام وأنتم بموفور الصحة والعافية .