الجمعة 29 مارس 2024 07:56 صـ
الجارديان المصرية

رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحرير عبد النبى عبد الستار

مقالات

دكتور رضا محمد طه يكتب : رمضان بالألعاب النارية

دكتور رضا محمد طه
دكتور رضا محمد طه

ما أن ينطلق مدفع الإفطار إلا وتنتشر معه في الشوارع والميادين والازقة بالاحياء الشعبية في المدن والقري والنجوع أصوات الألعاب النارية من شماريخ شديدة الانفجار وديناميت والبازوكة وغيرها والتي يفعلها الأطفال والمراهقين كطقس احتفالي علامة علي البهجة والفرحة. الملاحظ ما أثير من شكاوي المواطنين الكثيرة علي مواقع التواصل ومناشدتهم الشرطة لإيقاف ممارسة تلك السلوكيات الضارة.

لكن وناهيك عما تتسبب فيه تلك الألعاب النارية من ضوضاء وتلوث بصري وسمعي وانتشار غازات ضارة فإن تلك الممارسات تروع للناس وتصيبهم بالخوف والهلع وقد تؤدي الي حالات توقف القلب لبعض المرضي جراء شدة رعبهم وهذا ما حدث لرجل كبير كان يسير بالشارع بعد الإفطار لشراء بعض الأغراض باغته بعض الصبية الوافين علي ناصية احدي الشوارع بتصويب احدي هذه الألعاب النارية بين قدميه مما تسبب في شدة هلعه واخذ يجري دون أن يدري ماذا حدث، والأكثر مدعاة للأسي والحسرة عندما رأي هؤلاء الصبية غارقون في الضحك عليه وكأنهم نجحوا فيما اقدموا علي فعله باللعب باعصاب الناس وترويعهم.

ما يثير التساؤل انه وفي ظل الظروف المعيشية الصعبة وغلاء الأسعار ومعاناة الغالبية وشكواهم المستمرة من هذا الغلاء فكيف يتأتي لهؤلاء الأطفال شراء تلك المفرقعات والألعاب النارية وحال معظم أهاليهم بائس؟وكيف وماذا لو ان الأحوال الاقتصادية كانت جيدة ومتاح للجميع شراءه؟، بالتأكيد هي سبوبة مضمونة للتجار ينفقون ملايين الدولارات في استيرادها والتكسب من وراءها في وقت البلد فيه في حاجة للعملة الصعبة والتي يهدرها أبنائها في الهواء ناهيك عما ينجم عن ذلك من ضرر كبير.

السلوكيات المنحرفة والسلبية التي استشرت كالفيروس بين المراهقين من اسفاف وبلطجة وبذاءات وبلادة والتي تورات خلفها قيم الذوق والمروءة والشهامة والأخلاق القويمة والتي عرف بها المصريين عموما أكبر الظن بسبب ما يقدمه الفن وبرامج القنوات التلفزيونية من تفاهات والتركيز علي حيل ووسائل الالهاء والانحراف بأكثر من التثقيف والتهذيب والتربية والتعليم.