السبت 27 يوليو 2024 05:13 صـ
الجارديان المصرية

رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحرير عبد النبى عبد الستار

مقالات

الكاتب الصحفي إسماعيل أبو الهيثم يكتب : تنبؤات الكفرواي الغريبة والتي تحققت قبل مماته !!

الكاتب الصحفي إسماعيل أبو الهيثم
الكاتب الصحفي إسماعيل أبو الهيثم

ملأ مسامعي المهندس حسب الله الكفرواي وزير الإسكان والمجتمعات العمرانية الأسبق ، بشكله وفكره ولغته ، لأنه بمجرد أن تكتحل به عيناك تستحضر رجالات الريف العظام .

لم أره وهو وزير ، لقد قابلت وأجريت عدد من الحوارات مع عدد من السادة الوزراء ، تمنيت لو كنت قابلته ودار بيننا حوارا .
بعد تركه الوزارة كان لي ما أردت وتمنيت ، عندما حصلت علي رقمه ، هاتفته ودار بيننا حوار صغيرا ، نتج عنه موافقته علي زيارتي له بمكتبه بالشركة المصرية السعودية للإستثمار العقاري بالدور العاشر
بعمارة الموبيليا ذائعة الصيت والمكانة .
ولك عزيزي القارئ أن تحسن الظن بمدى اعتزازي بهذه الجلسة، وبما دار فىها ، وعذرا لم تجُد قريحتي بنعت يناسب درجة عنفوان سعادتي بالاستقبال بالغ التميز ، وهو لقاء أحسبه من أهم محطات حياتي ... كان الرجل قمة وقامة في التواضع ، وقد تلقيت منه درسين ، أولاهما نظري ، والآخر تطبيقي ، عن نوع من المسؤولين وزهدهم في مباهج الحياة ، وعضِّهم بالنواجذ على القيم الرفيعة ، والسجايا والمناقب المحمودة ، وهو ما أكسبهم حُسْنَ الأحدوثة ، رافقهم ذلك فى حلهم وترحالهم ، أما الدرس النظري ففحواه أن الصدق له امارات تفرض نفسها دون التأكيد عليه . وان الصدق يورث البصيرة .
طلب معاليه لي قهوة ، وكنت في حاجه ماسة لها ، فشربتها علي الفور ، فلفت نظري أن القهوة لا تشرب على عجل، لأن القهوة أخت الوقت تحتسى على مهل، و " القهوة " يعتبر وقت احتسائها وقت تأمل وتغلل في النفس وفى الذكريات .

وبعد.ان رفع الساعي فنجانين القهوة ، تحول الحوار من الريتم العادي ، إلي حوار ساخن متشعب ، أطلق فيه مجموعة من الطلقات الإعلامية .. سألته لماذا التحول في ريتم الحوار.؟ قال بكل تواضع اغراني حوارك وكم وحجم معلوماتك إلي الإسهاب في الحوار .

سألته عن السبب الحقيقي وراء تركه الوزارة رغم نجاحه المشهود به ونظافة يده المعلومة ...قال : السبب " صفوت الشريف " بدت علي امارات الاستغراب والتعجب ، لأن الشريف كان موجودا ، وكان في ذاك الوقت رئيس مجلس الشوري ، وكان من الحيثية بمكان، ولم تكن هناك بوادر قلق شعبي علي الإطلاق علي النظام ، إلا أنه قال لي أن صفوت الشريف هو السبب الرئيس في كل مشاكل ومتاعب مصر السياسية والحزبية ، وأنه يطلب من الله ألا يموت حتي يري صفوت الشريف في السجن .قلت له مستغربا متعجبا : وهل يمكن قبول تصديق فكرة أن يكون صفوت الشريف مسجونا في يوم من الأيام !!؟ .قال وبحده : ولما لا. !!؟ مضيفا ربما لا يكون وحده ، فسألته ومن يتوقع أن يكون معه إذا صدقت تنبؤاتك ؟ قال : إن سقف التنبأ يصل إلي الرئيس مبارك نفسه وأسرته إذ لم يسارع في الإجهاض عليه وعزله وتشليحه، إذا أراد نزع فتيل الغضبة الشعبية المكتومة عليه.

اضطربت من حجم وعمق وكنه الكلمات بالغة القوة والجرأة وخانتني قدرتي علي مزيد من السماع وخفت علي نفسي من مجرد السماع . وخرجت غير مصدق لتنبؤاته وحكيت لبعض المعارف والزملاء . الذين تعجبوا هم أيضا ، ولم استطع يومئذ نشر هذا الكلام لعملي في ذاك الوقت بجريدة رياضية

ومضت الأيام وعشت وشفت مبارك ونجليه والشريف داخل السجون يومها حسدت الرجل علي بصيرته .كم كان رحمه الله ذو بصيرة ، كما كان محبوبا ونظيفا وشريفا.
اتذكر ذلك في ذكراه الثانيه ، سائلا الله أن يرحمه رحمة تلحقه بالصالحين إنه ولي ذلك والقادر عليه.

973de733ab76.jpg