السبت 27 يوليو 2024 04:36 صـ
الجارديان المصرية

رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحرير عبد النبى عبد الستار

مقالات

الكاتب الصحفي إسماعيل أبو الهيثم يكتب : التظاهر الكاذب والاصطفاف الجاد !!

الكاتب الصحفي إسماعيل أبو الهيثم
الكاتب الصحفي إسماعيل أبو الهيثم

بادئ ذي بدء أوضح وأبين أنني لا أحب السياسية ، ولا أهوي الكتابة عنها ، وليست لي طموحات في عالمها ، ولا ظهور في منتدياتها ومجالسها .

من هنا : سأحاول الإبتعاد عن تسيس المقالة ، رغم أن الأحداث السياسية لا تبتعد عنا ولن تبتعد، فمن منا لا يتابع أحداث الإنتخابات التي تعيشها مصر والتي بدأت أولي مراحلها بإعلان الهيئة الوطنية للانتخابات بدء أحداثها ، فقط سأحدثكم عن ظاهرة موجودة أو مرض عضال كثيرا ما يصاب به عدد لا بأس به من المهتمين والمشتغلين والمتطلعين إلي ممارسة السياسة ، ألا وهو حب النجومية وجنون الشهرة وفوبيا الجمهور، وما تفعله بهم التجمعات العشوائية والتي تجدها فرصة سانحة ، إما للإستفادة أو السير في الزفة دون معرفة مألات ذلك السير وخطورته .

أفهم أنه ليس من المعيب البحث عن الشهرة والنجومية والصدارة والطموح. انما المعيب هو الإفراط في الزهو والإعجاب بالنفس حتى يخيل إلي المفرط من سحر نسبة التفاعل مع مايقوم به بأنه أفضل من مر بذلك المجال وأعظم من أقدم على هذا العمل .

لا اجد حرجا أن أعلن أنني أتمني منافسة شريفة خالية من السباب والتطاول ، محصنة بالخبرة والرؤية ، فاهمة واعية بكيفية إدارة الدول.

فكثير من ننعتهم بالذكاء فاشلون في إدارة مكتبة ، فأني لهم بإدارة دولة ، ويعظم الأمر وتعظم المسؤولية إذا كانت الدولة بحجم مصر وتجابه المشكلات التي تجابهها مصر .

أفهم ويفهم غيري ، بأنه من الطبيعي أن تكون هناك علاقة شد وجذب بين المعارضة والقيادة الحاكمة ، ومن الطبيعي كذلك أن تنتقد المعارضة تلك القيادة كلما وجدت ما يهيج شهيتها لذلك؛ هذه هي طبيعة الأمور، وهذا هو ما يجعل من المعارضة معارضة؛ إذن لا لوم على المعارضة إن سلكت هذا السبيل أو أخذت بطرف من هذا المنحى؛ ما دامت هناك ذرة من الموضوعية أو متكأ – ولو متهالكا – من الغيرة على الوطن!
ولعل من البدهي – هنا – الإشارة إلى ما للمعارضة من أهمية بالغة في الأنظمة الديمقراطية، وذلك للدور الذي تلعبه في سبيل تصحيح الأخطاء، وتقويم الطبقة الحاكمة، ونصحها وتوجيهها وإرشادها لما فيه خير البلاد والعباد؛ هذا إذا كانت المعارضة صالحة، وقادرة على لعب الدور المنوط بها حقا، أما إذا كانت تحركها الأنانية والأطماع الشخصية والقفز علي الثابت والمستقر ، سواء من خبل النفس ، أو من استغلال قوي الشر لهم ، لزعزعة المستقر والثابت . فهذا ما لا يرضاه حتي غير العقلاء !!؟

أريد في هذه السطور أن أسلط الضوء على التحركات البهلوانية لمتطلع إلي الترشح وتصريحاته الواصلة إلى درجة الإسفاف

في الواقع لا أحد ينكر علي المتطلع هذا أن يكره القيادة الحاكمة ، ولكن كيف يظن أن كراهيته تلك تؤهله لقيادة دولة .
أقول وأنا مطمئن لقولي بأن قول هذا المتطلع ودعايته لا تعجبني ، بل أراه فاقداً لأدنى درجات الاتزان والموضوعية، لم يكن – وهو يفتعل الأزمات ويفتكس المشكلات – يستند إلى منطق ولا إلى معطيات واقع ولا إلى دوافع المصلحة العامة، وإنما يشحنه الغضب من فوات مكاسب مادية واجتماعية كان يطمع فيها لنفسه.

وأزعم بل أؤكد بأن هذا المتطاول لايهمه إلا أن يغتنم تلك الأجواء الترشحية ليسوق نفسه لما هو أدني ، لأنه لو كان جادا حقا في الدخول إلي حلبة المنافسة ، لتخلي عن هذا الهري وقعد عن هذا الجري ، وترك الأعداد التي تحوطه في الزفة الكاذبة ، لعمل التوكيلات التي تؤهله لدخول المباراة ، بدلا من ضياع الوقت في التباكي علي عدم قدرة أتباعه من استخراج التوكيلات رغم أنهم متظاهرون حوله ، وليسوا مصطفين في طابور الشهر العقاري ، وهناك فرق شاسع بين التظاهر والاصطفاف!!؟
صدقني ايها المتطلع للترشح دون امتلاكك لمقوماتها ، أنك ربما تكون مصاب بالإفراط في تعظيم نفسك وإعطائها أكبر من قدرها، وإحساسك أنك أوتيت من العلم المطلق والحكمة والرأي السديد والنباهة والثقافة وفصل الخطاب ، رغم أنك لو جلست مع نفسك ، لعرفت أن رغبتك في بيع القصور والطائرات لا يقيم دولة ولا يشيد عزبة !!

أخي المتطلع للترشح : لست أبخس حقك في السعي للترشح ، لكن أعترض علي أسلوبك الذي ربما يصيب البلد من حيث تدري أو لا تدري !!

من السهل أن تكون نجما في ساحة أخري أو ملعب يناسب ثقافتك وخبراتك وأسلوبك ومنطقك ، لكن من الصعب أن تفكر أن تكون علي رأس دولة غنية بأولادها .وهل عقمت بطون مصر السياسية إلا أن تلد سبابا متطاولا ليقودها !؟

فيا أيها المتطاول ويا كل المكثرون من الضجيج والفارغون المزعجون بسبابهم في أبواق الكارهين لمصر ، قفوا مع أنفسكم قليلا وانظروا إلى المرآة قليلا، ستجدون أنكم ما أوتيتم من العلم إلا قليلا وأنكم صغيرون جدا وعليكم مراجعة أنفسكم قبل أن يكتشف عوام الناس الحقيقة.. فينفضوا عنكم وتغلق دكاكينكم الإعلامية ، فحاولوا أن تزيدوا من مخزونكم الأخلاقي والمعرفي، أو اعرضوا أنفسكم على أطباء علهم يجدون لكم حلا، وأما عن النجومية الحقيقية فتحتاج إلى الكثير من العلم والمزيد من الأخلاق .

اعلموا هداكم الله : بأن الإساءة للغير ، وإلحاق الضرر به ، محرمة شرعا ، وتعد من كبائر الذنوب .
اعلموا رحمكم الله : أن الإساءة إلى الناس رقة في الدين ، وقلة في العقل، وانعدام إنسانية .
اعلموا أنه هناك فرق كبير بين التظاهر الكاذب حول متطلع للترشح ، وبين الصطفاف في الصفوف بغية استخراج التوكيلات .
اعلموا أنه لا يخفي علي الناس افتكاساتكم وخبلكم !!؟