السبت 27 يوليو 2024 08:09 صـ
الجارديان المصرية

رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحرير عبد النبى عبد الستار

مقالات

الدكتور يسرى الشرقاوى يكتب : ”علي حدود القدس ” نكتب رؤيتنا !!

الدكتور يسرى الشرقاوى
الدكتور يسرى الشرقاوى

دون أدني شك ، السابع من اكتوبر ٢٠٢٣،يوما فاصلاً وعلامة بارزة في تاريخ الصراع الفلسطيني الاسرائيلي ، والمتابع الجيد للاحداث ولوكالات الانباء العالمية والمحلية سيتأكد تماما ان اليوم هو ثاني أكبر "ضربة" للعدو الاسرائيلي بعد أحداث اكتوبر ١٩٧٣ ، وكأن القدر بعد خمسون عاماً يحمل رسالة لليهود المحتلين عنوانها " الليل مهما طال لابد من بزوغ الفجر .. وايضا ما ضاع حقُ وراءه مطالب .. الاحداث تحمل لوحات شرف للمدافعين عن ارضهم وصرخات دماء وخزي وعار للمحتل الذي تخيل ان قضايا اغتصاب الاوطان يمكن أن تسقط بالتقادم !! عذراً ايها المحتل الاّ الاوطان وهذه عقيدة لا تتزعزع !!

وتعريجاً علي الاحداث و وفقا لما نتابعه لدي بعض الوقفات تتلخص فيما يلي :-
◾️◾️اولاً:-
من الواضح ان هناك عنصر المفاجأة والمباغتة والانقضاض وهذا يؤكد ان ثمة تطوير شديد حدث في التكتيكات العسكرية للكتائب الفلسطينية وان الصورة الذهنية الموجزة في شباب يقفز بالحجارة انتهت ونحن امام مشهد جديد بكل ابعاده والياته وتحركاته وشجاعته القادمة من صمود و تحمل ضربات موجعه و اعلان هام و واضح وشديد من اصحاب القضية الفلسطينية للعالم الذي بات يتصارع عسكريا واقتصادياً وسط غابة من القضايا بين تعددية الاقطاب ىبين التناحر للتكتلات الاقتصادية فخرج من يقولون للعالم بصوت جهور " نحن هنا " .. وقضيتنا هي اهم القضايا ..ولن تطوي الايام صفحة القضية الاهم في التاريخ الحديث وهي قضية القدس المحتلة… وان هناك من يستطيع ان يطفئ سعادة الاحتفال بعيد الغفران الي حزن عميق وجرح يمكث في القلب حرقة خمسون عاما اخري .

◾️◾️ثانيا:-
علي مدار الثلاث سنوات الماضية وقبل جائحة كورونا باكثر من ٦ اشهر ، لم نسمع اي توترات او اضطرابات او صراعات داخلية بين قطبي الكفاح الفلسطيني ( فتح ) و ( حماس ) .. او بين العناصر المسلحة الموجودة في الداخل الفلسطيني وكأن ثمة حالة اصطفاف ضمني في صفوف الشارع الفلسطيني الداخلي وهذا ما كنا دوماً نشير اليه ونعوّل عليه ويعمل الجانب الاسرائيلي دوماً علي فتح ثغرات في الجبهات الداخلية الفلسطينية ، ولعلنا نشهد الان نتائج نجاح الاصطفاف والالتئام والوئام في وحدة الصف الفلسطيني والتي نتمني ان تدوم ،، ولا ننسي ايضا ان نسب الخصوبة والانجاب الاكثر ارتفاعا في العالم تتحقق في فلسطين وهذا هو خط اصيل لمصانع الشهداء عاماً بعد عام.

◾️◾️ثالثا:-
في الملف السياسي وعلي الجانب الاخر من النهر لا نستبعد ان هناك دعم روسي ايراني ، له اهداف متعددة ، اشعال فتيل نيران في منطقة اخري من العالم وقضية تاريخية تُذْهب الانظار بعيدا عن الصراع الروسي الاوكراني ، واذا تحقق المستهدف وحدث رد فعل عنيف واجتياح اسرائيلي فهذا سوف يثير الشارع العربي والاسلامي مما يهدد حالة التوافق التي تلوح في الافق بين الاطراف الخليجية والكيان الصهيوني ومراحل التطبيع المتدرج .. واذا امتد الامر لاكثر من ذلك ربما ينتظر المعسكر الشرقي ارتفاع حدة ردة الفعل الامريكية التي يمكن ان تؤدي الي دفع اسرائيل للاجتياح للاماكن المتاخمة للحدود المصرية في محاولات تحرش عسكري حدودي ،، يزيد من غضب شوارع العواصم العربية الامر الذي يحسبون فيه ايضا جرّ اقدام القوات المسلحة المصرية للصراع ،، الامر الذي نؤكد فيه ان مصر قيادة وقوات جاهزون دوماً لكن لا يمكن ان يذهبوا الي هذا المربع الا اذا قُضي الامر وجاءت كلمة الله فينا بالدفاع عن مصر ومقدراتها.

◾️◾️رابعاً:-

١٥٠ قتيل و ١١٠٠ جريح و عشرات المصابين وخسائر لا حدود لها في المركبات والمعدات والاليات المدنية والعسكرية في الجانب الصهيوني ، هذا امر يسعد اصحاب القضية لكن دعنا نتوقف عند ردة فعل الطرف المحتل ، هل سيقبل بهذه الهزيمة النكراء وهذا العار الذي سُجل في التاريخ منتهكاً اعراض القبة الحديدية والموساد وكل ما ادعوه مثل ادعاءات بارليف الكاذبه وكأن التاريخ يعيد نفسه امام الكذب الماثوني المتعدد الطبقات والروايات ،، وهل سوف يسمح الجانب اليهودي ان يمر هذا الحادث مرور الكرام ام ان هناك ثمة اجراءات قاسية دامية سنشهدها الساعات القادمة .. وان كنت اتمني ان يفيق الشارع العربي سياسياً ويلعب بدهاء ويرد اليهم الكار ونفس الكأس ومعه حكوماته وانظمته ويطالبوا باجتماع عاجل في جامعة الدول ومجلس الامن وتخرج شعارات الشجب والادانه والعودة الي مائدة المفاوضات كما كان يفعل اليهود دوما مع العرب عند كل اعتداء وحشي ع الفلسطينيين ،، اتصور انه لابد ان يكون لدي العرب خطوة سياسية سابقة الان وان موقف التفاوض الفلسطيني هذه المرة مختلف نظرا
لوجود عدد ثمين من الاسري كما ونوعاً علي المعادلة وتفاوض من موقف قوي يحقق نتائج جيدة.

◾️◾️خامساً:-
من الواضح ان هناك حالة اهتزاز وتردي داخلي في الشآرع الاسرائيلي اسفر عن عديد من المظاهرات والاحتجاجات الفئوية والمشكلات الاجتماعية والاقتصادية وكنا نتابعها علي مدار الاشهر الاربعة السابقة وكانت تمر علينا مرور الكرام دونما اكتراث ، لكن الرسالة هنا واضحة ان الاهتزازات الداخلية ينتج عنها ضعف في الخطوط وترهل في الادوات ، وغياب الرقابة والمتابعة الامر الذي يبدو لي انه كان مرصودا رصدا جيدا من الكتائب الفلسطينية بل تخطوا مرحلة الرصد الي مراحل التحليل الناضح وحُسن التدبير واستغلال الثغرات واحداث الضربات الموجعة في التوقيتات المناسبة ومن الثابت ان اليهود تلقوا الليلة الماضية ونهار اليوم درسا لن ينسوه .

◾️◾️سادسا واخيرا:-
مما سبق كله هنا النداء للشعب وللشارع المصري والقول الفصل ان هذا قدرنا نحن الكبار ونحن الساري الذي يحمل غطاء الخيمة العربية وان جيشنا مستهدف وارضنا هي الهدف وان بلادنا عي الجائزة الكبري في جوهر صدور الحقد في المعسكرين الشرقي والغربي مهما اختلفت لغة الوجوه ولغة المصالح الاقتصادية وان قدرنا ايضا ان نحاط بالنيران من كل صوب وناحية وان قدرنا ان العالم يعيش بلا شرف وان كل قضاياهم تخدم مصالحهم فقط وعلينا ان نستيقظ جيدا لانفسنا ومقدراتنا ونقف في اصطفاف دائم و وطني خلف قيادتنا السياسية ونضع مصلحة البلد فوق كل اعتبار ولا نمارس ضغوط علي بعضنا البغض لان التحديات الجيوسياسية والاقتصادية في تزايد واستهدافات متغيرة وتحديات غير مسبوقة.