السبت 27 يوليو 2024 04:13 صـ
الجارديان المصرية

رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحرير عبد النبى عبد الستار

مقالات

بسام عبد السميع يكتب: إنشاء 100 وطن لليهود

الكاتب الصحفي والأديب بسام عبدالسميع
الكاتب الصحفي والأديب بسام عبدالسميع

"لن يكون لهم وجود.. لن تنام عين عربية طالما ظلوا هنا.. لن يهنأ العالم بالسلام لأنهم لن يتوقفوا عن القتل وسفك الدماء.. إنهم ذاهبون لنهايتهم ونهاية العالم.. أوقفوا هذا المسير الهالك للجميع".. ترددت هذه الخواطر الليلة الماضية أثناء متابعة المجازر الجماعية وعمليات الإبادة الصهيونية لأحياء ومناطق مكتظة بالسكان في شمال غزة، فنهضت باحثاً عن الحل لهذه المعضلة التي زرعها صهاينة العالم ويتغنى بها قادته اليوم قائلين: "لو لم تكن هناك صهيون لأوجدناها من جديد " وذلك في مشهد يعبر عن السعادة الغامرة بهذا الإجرام.

وألهمتني تلك الكوارث بإطلاق مبادرة "السلام 2023" انطلاقاً من ضرورة العمل الإنساني لإيقاف نزيف هذه الدماء الطاهرة والسعي بجدية لتحقيق السلام العالمي.

وعقب نشر المبادرة عبر موقع "نون الإخباري" وموقع "المجالس" و"لينكد إن" هاتفني صديق أثق في حكمته ورجاحة عقله قائلاً:" انتفض من أحلامك فلا حل لهذه القضية ".

قلت له: "هذا من الأوهام ومن صناعة الأفلام، فليس هناك شيء غير قابل للحل، فإن كانت هناك مصداقية وإرادة فستحل أي قضية، وانظر في التاريخ تقف على كثير من الأزمات التي فاقت فلسطين وآخرها الحرب العالية الأولى والثانية وتحول الأعداء إلى أصدقاء وحلفاء بعد مقتل عشرات الملايين من الأبرياء".

قال لي: "عليك بالدعاء فغزة تشهد مذابح ومجازر يومية غير مسبوقة في تاريخ الإجرام الدولي.. عليك بالدعاء لهم واترك الحلول للساسة والمسؤولين" فقلت له: إن المسؤولية الإنسانية والأخلاقية والدينية تتطلب من الجميع المشاركة في طرح الحلول القابلة للتطبيق.

قاطعني قائلاً: إن مبادرتك التي حملت عنوان "السلام 2023" لتحقيق الاستقرار في العالم من خلال توفير 200 مدينة نموذجية في 200 دولة للتوطين اليهود في كل دول العالم ومنحهم جنسية هذه الدول، مبادرة مثالية وغير قابلة للتطبيق، لأنه لا يمكن اتفاق العالم على هذا الطرح، فقلت له صديقي المخلص: "إن المبادرة مرنة وسهلة التنفيذ وليثبت العالم الداعم للقتل والخراب أنه راغب في الحياة وإنقاذ الجميع، ولنكن أكثر تحديداً بتحديد 100 دولة بدلاً من 200 دولة بل 100 منطقة تشكل 100 موطناً لليهود بدلاً من وطن واحد لن يستمر مهما فعل العالم"، ومحاور المبادرة كالتالي:

1- توفير 100 مدينة عالمية نموذجية في 100 منطقة من العالم تتراوح قدرتها الاستيعابية ما بين 50 إلى 100 ألف شخص.

2- مسؤولية أمريكا بمنح 5 ملايين يهودي ممن هم في فلسطين اليوم تحت مسمى الكيان الصهيوني الجنسية الأمريكية وتسكينهم إما في مقاطعة واحدة او توزيعهم على 50 ولاية بمعدل 100 ألف بكل ولاية، وهو النهج الأفضل لتحقيق أعلى معدلات الاستفادة من العنصر الصهيوني وتطوير المجتمع الأمريكي.

3- تقوم دول الاتحاد الأوروبي باستضافة 4 ملايين نسمة على ألا تقل تكون حصة ألمانيا عن مليون نسمة في فعل حقيقي يثبت رغبتهم في التطهر من محرقة الهولوكوست التي يتردد بأنهم ارتكبوها ضد اليهود وذلك بدلاً من مساعدتهم لارتكاب محارق تاريخية في فلسطين.

4- تمنح فرنسا نصف مليون يهودي صهيوني الجنسية وتوفر لهم مدينة عالمية في الثقافة والحرية والقانون.

5- منح مليون يهودي الجنسية الأوروبية وتوفير 5 مدن بحصة 200 ألف يهودي في كل من إيطاليا والنمسا وبلجيكا وإسبانيا وهولندا.

6- توزيع ما تبقى من يهود الصهاينة والبالغ عددهم 1.5 مليون نسمة بين باقي دول أوروبا ومن يرغب من الدول العربية وذلك وفق قدرات ورغبات كل دولة.

7- إقامة مدينة عالمية في القدس لليهود تبلغ قدرتها الاستيعابية 10 آلاف نسمة يمثلون الحاخامات والطوائف الدينية وتشكل رمزاً لتاريخهم في هذه المنطقة مثلما توجد دولة الفاتيكان في روما وتصبح هذه المدينة مقراً لاستضافة اجتماعات سنوي عالمي يحمل اسم السلام العالمي.

8- تطلق اليونسكو يوم "السلام الإنساني" احتفالاً بتنفيذ هذا المشروع ليحتفل العالم بهذا التعاون والإخاء كل عام ويتم تحديده مع يوم أول يتم فيه موافقة العالم على هذا المشروع.

6-إطلاق بنك عالمي يحمل اسم "بنك الـ 100وطن لليهود" وتستثمر فيه كل دولة بما لا يقل عن مليار دولار بيم إجمالية لا تقل عن 200 مليار دولار وتقدم أمريكا مساهمة مالية مماثلة ليصل إجمالي ودائع البنك المركزي لأوطان اليهود 400 مليار دولار.

9- تخصيص ميزانية سنوية تقدم في صورة منحة شهرية لليهود المشمولين بهذه المبادرة والبالغ عددهم 10 ملايين نسمة على أن توزع كلفة هذه المنحة بين الدول العشر الكبرى اقتصادياً بما لا يقل عن 10 مليارات دولار من كل دولة فيما تختص أمريكا راعية السلام والمسؤولة عن استقرار العالم بتوفير حصة مماثلة لما توفره كل الدول.

10- تحديد 10 نماذج للمدن المقترحة ويتم نسخها أو تطويرها في باقي الدول حسب الاحتياجات، فمدينة يهودية لصناعة السياحة وأخرى للاقتصاد وأخرى للأديان ورابعة للأعمال وخامسة للبيئة وسادسة للتكنولوجيا.. وهكذا.

11- إن صهاينة العالم الموجودون في فلسطين يقاربون 10 ملايين نسمة فهل تعجز نصف دول العالم عن استيعابهم وحمايتهم من الانقراض والضياع؟ بل إن أمريكا وحدها قادرة على استضافتهم والاستفادة منهم وتعزيز قوتها العالمية اقتصادياً وفكرياً وسياسياً وتاريخياً وتكون بذلك قدمت نموذجاً يحتذى في حل الصراعات وقيادة العالم نحو الاستقرار.

12- إن الاقتصاد الأمريكي يستطيع استيعاب هذا العدد وتوفير أفضل فرصة حياة له والأموال التي تنفقها أمريكا لدعمهم عسكريا واقتصادياً تفوق ما تحتاجه أمريكا لدعمهم في حياة مستقرة بعيدة عن المخاطر والاضطرابات.

وفي الختام.. أعتقد أن العالم إذا كان صادقاً في حب الصهاينة اليهود لحال بينهم وبين ما يشتهون من القتل والخراب واستضافوهم ودمجوهم في شعوبهم وبلادهم.. أحبوا اليهود ولا تدفعوهم إلى هذه المحارق التي لن تأتي إلا بنهايتهم.. فانتبهوا يا أحبة الإنسانية ولا تأخذوا بأسباب الهلاك.. يا العالم الإنساني – المزعوم- أحبوا اليهود واجعلوهم الشركاء في أوطانكم.