السبت 27 يوليو 2024 05:05 صـ
الجارديان المصرية

رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحرير عبد النبى عبد الستار

مقالات

# الومضات

الكاتب الكبير علاء عبدالعزيز يكتب : استراق أخبار الراجمات.

الكاتب الكبير علاء عبدالعزيز
الكاتب الكبير علاء عبدالعزيز

علي شاطئ بحيره طبريه دعي الشيطان الاكبر باقي الشياطين لاجتماع عاجل، تهامس الشياطين فيما بينهم ، تُري ماذا سوف يطلب منا ابانا ؟
ابانا الاعظم الذي علمنا السحر والوسوسه والسعي لاشعال الحروب ونفخ نيران الفتن في المنازعات ، كما عَلمًنا كيفيه التفريق بين الازواج واشياء كثيره لم نحط بها خبرا فأتقناها وصرنا اذرعا له في الاغواء كما تعهد من قبل لرب الخلائق ، عبث أحد المرده بأصبع قدمه في لحيته المتدلاه حتي لامست نعليه واردف:
لابد ان الامر جد خطير ، فهذا اول اجتماع نُدعي له منذ بدايه الخليقه وقد كان يلقنا الاوامر فرادي!!
دخل الشيطان الاكبر قاعه الاجتماعات فانخفض الماء بالبحيره وظهر وجهه مغبييا ومسودا تتطاير من عينه الحمراء نيران الغضب فوقف له المرده يحيونه ويرتعدون ، ثم دعي الجميع الي الجلوس علي كراسيهم المتقده بالنيران.
تبوأ كل شيطان تابع مقعده بعدها بدأ كبيرهم الكلام :
حدث بالقرب من هذا المكان في ارض النضال مالم يحدث منذ بدايه الخلق سوي عند كفار مكه ولذا ارسل الله حبيب الاطفال رسوله ومصطفاه خاتم الانبياء والمرسلين ليثنيهم عن قتل الاطفال ووئد الرُضَع الصغار، ولقد عاينت ارض النضال بنفسي فرأيت العجب ، اشلاء الاطفال تَنتَشل من تحت الانقاض ، اطفال يرتعدون من فرط الخوف حتي تصيبهم صدمه الموت بعدما تتوالي الارتعادات علي جسدهم الضئيل ، ناهيك عن قطع التيار الكهربائي من قَبَل اصحاب جامرات السماء الذي اوحينا لهم مره لصنعها وتعهدوا لنا يومها الا يقتلوا الاطفال ولكنهم اليوم ينقصون عهدهم ،رأيت الاطفال هناك يُقتلون في كل مكان بالقاذفات تاره وبقطع التيار الكهربائي عن عشرات اطفال الحضانات مرات حتي يقضوا نحبهم وهم مازالوا لم يروا للحياه شمسا بازغه ، نقضوا عهدهم معنا ونحن لم ننقض عهدنا مع الخالق عندما تعهدنا له الا نوسوس الي الاطفال او نصيبهم بأي اذي حتي يبلغون مابعد الحلم ويصبحون فتيانا كبارا ، فما رأيكم بني الشيطان في هذا الامر دام عهدكم وعزكم و اغواءشيطانكم!!
بعدها رفع شيطان ازرق اللون يده ليعطي له الشيطان الاكبر الاذن بالكلام فأمره بالتفصل واذا به يطرح سؤالا بدل تفضله بالاجابه :
المارد الازرق :وماذا فعل بني الانسان لحمايه اطفال الانسانيه ؟
كبير الشياطين :
لاشئ غير الشجب والاعتراض بأشد عبارات الاسي والحزن والادانه؟
صدرت ضحكه عاليا من احد الشياطين الحمر ، ضحكه يكتنفها كثير من التهكم والسخريه علي بني الانسان ، وعلي الفور امر كبير الشياطين بإخراجه من القاعه فتبدد في الفضاء ،ثم عاد الي البقيه ليبحثوا له عن حل ناجز يقي الاطفال الموت تحت انقاض الراجمات، فأردف حكيم الشياطين :
لدي حل في انقاذ الاطفال واظنه ناجزا حتي يهدي الله بني الانسان !
ضجت القاعه بكثير من الهمهمات فأسكتهم كبيرهم ثم عاد للحكيم، هات ماعندك:
نحن قد وهبنا الله نعمه استراق السمع في الارض وحرمنا منها في السماء ، فمارأيكم ان نسترق السمع من افواه اصحاب الراجمات ، ونعلم وقت اقلاعها وخط سيرها ومكان تفريغ حمولتها الفتاكه ، ونهرع سريعا لاخبار الاطفال وتحذيرهم بمغادره المكان ، فتدك المتفجرات بيوتا خاويه من الاطفال وبذالك نكون قد رحمنا الاطفال كما وصانا خالقنا ولم نخرج عن عهدنا له يوما !
كان كبير الشياطين ينصت بإهتمام لكبير حكمائه وهويستند بلحيته البيضاء الممتده امتدادا عظيما حتي شملت معظم انحاء الطاوله الخشبيه التي امتدت من بحيره طبريه شرقا الي ساحل المتوسط غربا ، وقد اعجبه الرأي واراحته المشوره فطرح سؤالا عاجلا :
هل لديكم القدره علي استراق السمع في ارض الميعاد ، فكان ردهم جماعي :
نعم لدينا القدره وسوف ننقذ باستراق السمع كثير من الاطفال الابرياء ..ثم انهي كبير الشياطين اجتماع بحيره طبريه بتعقيب اخير:
باسم الطفوله وبرائتها وسماحه خلقها الاول وباسم القلب الابيض الذي لم يُدنسْ وباسم الكلام المتلعثم المعتدي عليه والذي لم يبتغي سوي الخير ، استحلفكم بربكم ان تبذلوا الجهد والعرق حتي يتم انقاذ هؤلاء الاطفال الذي لاناصر لهم من بني الانسان، انفض اجتماع بحيريه طبريه وبدأ شياطين الجن التوجه سريعا الي ارض الميعاد لاستراق السمع وتحذير الاطفال بمغادره منازلهم قبل وصول الراجمات، فهل ينجحون في رد الاذي عن رؤؤس الاطفال قبل ان تصير جماجم واحجارا جيريه ؟
ام يكون التفوق لشيطان الانس في ارض الميعاد فيخترع ماده عاليه العزل تمنع استراق شياطين الجن لاخبار الراجمات متي تقلع وبعد كم دقيقه سوف تحوم وترسل ازيزا كأزيز الحيه ذات الاجراس فوق رؤس الصغار !! حتي لولم تنجح شياطين الجن في استراق السمع وضرب بين اذانهم واخبار الراجمات بحائط من فولاذ، فسوف يسجل لهم التاريخ الشيطاني شرف محاوله انقاذ اطفال بني الانسان.