السبت 27 يوليو 2024 08:05 صـ
الجارديان المصرية

رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحرير عبد النبى عبد الستار

مقالات

دكتور رضا محمد طه يكتب : ختان الذكور طاعة ووقاية

دكتور رضا محمد طه
دكتور رضا محمد طه

ممارسات الختان طقوس قديمة جدا وتتم منذ العصر الحجري الحديث شغلت حيز كبير من الجدل فلها من يؤيدها وآخرين لايؤيدونها ولا يدينونها من هؤلاء منظمات مثل الكلية الملكية الأسترالية للأطباء والاكاديمية الأمريكية لطب الأطفال. اما الذين يرفضون ممارسة الختان فان اصحاب "المذهب الطبيعي" يناهضون ختان الذكور بذريعة أنه من الخطأ تغيير الجسم البشري الطبيعي وخاصة أجساد الرضع والأطفال الذين لا يستطيعون إعطاء موافقتهم المستنيرة علي هذا الإجراء ويعتبرون ان القلفة الموجودة في العضو الذكري ليست عيبا خلقيا. في هذا السياق ودحضا للمزاعم المذكورة التي يتبناها أصحاب المذهب الطبيعي ضد ختان الذكور هناك ممارسات مثل قص الشعر واحداث ثقوب في شحمة الأذن وتقويم الأسنان وغيرها مثل الختان لكنها تتم من زاوية انها لصحة الأطفال.
هذا الموضوع كتب عنه بالتحليل النفسي والصحي عالم النفس جيسي بيرنج Jesse Bering في ساينتفيك أمريكان حيث اشار بأن ختان الذكور هو الإجراء الجراحي الأكثر في الممارسات شيوعا في العالم. ومثل اي إجراء جراحي فقد لا يخلو من خطر حدوث مضاعفات غير سارة مثل النزيف وتسمم الدم والناسور وتضيق الصماخ وقد يصل إلي حد فقدان القضيب لكن وفي الوقت الحالي وفي ظل الاجراءات الطبية تعتبر هذه المضاعفات نادرة للغاية، وفي نفس الوقت ومع تطور الابحاث ثبت ان لختان الذكور لها آثارا صحية هامة تتمثل فيما تشير اليه الأدلة المتزايدة في انها تقي الذكور من خطر الإصابة بفيروس نقص المناعة المكتسب "ايدز " حيث يوجد خلايا في السطح المخاطي الداخلي للقلفة بالقضيب وهي التي يستهدفها ويصيبها فيروس الإيدز وتقع تحت طبقة واقية من الكيراتين واذا تم إزالة القلفة بأكملها او جزء منها يمنع ويقلل من فرصة الإصابة بالفيروس اي الختان يقطع الطريق علي دخول الفيروس الجسم بنسبة تصل لاكثر من 92%، من ذلك اوصت منظمة الصحة العالمية وبرنامج الأمم المتحدة المشترك المعني بفيروس الإيدز بختان الذكور علي اعتبار انه مجرد استراتيجية فعالة ضد الإيدز وتتم جنبا الي جنب مع التدابير الوقائية الأخري مثل استخدام الواقي الذكري ونشر المعلومات حول كيفية انتشار الإيدز.
كان اليونانيون والرومان القدماء ينظرون إلي القلفة علي انها خصلة من الشعر او قطعة من القماش بدونها يبدون الرجال عراة فضلا عن رؤية حشفة القضيب غير المختون تسبب اثارة جنسية، علي النقيض فان الملسمين واليهود يعتبرون ختان الذكور جزءا اساسيا من الهوية الدينية وبعض الثقافات تمارسها ضمن طقوس وحفلات فالمجتمعات اليهودية تعطي الاولاد اسماءهم العبرية خلال عملية الختان حيث توصف القلفة في التلمود علي انها مرض غير ضروري وان تركها سليمة بشبه ترك الحبل السري متدليا، كذلك العديد من الدول الأفريقية تعتبر الختان تقليدا اساسيا راسخا بعمق تتم قبل الوصول لمرحلة المراهقة والاتتقال من ثم إلي مرحلة البلوغ. ويتمسك بها الملسمين بالاخص لما جاء في حديث عن الرسول صلي الله عليه وسلم قال فيه "خمس من الفطرة: الختان والاستحداد ونتف الابط وتقليم الأظافر وقص الشارب وثبت في حديث اخر متفق عليه ان سيدنا إبراهيم عليهالسلام اختتن وعمره ثمانين عاما.