الجمعة 13 ديسمبر 2024 05:01 مـ
الجارديان المصرية

رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحرير عبد النبى عبد الستار

مقالات

وليد نجا يكتب : بني وطني وعروبتي أرجعوا إلى جذورنا العربية تستقم الحياة

الكاتب الكبير وليد نجا
الكاتب الكبير وليد نجا

مدرسة الأنسان وملهمتة الاولي هي الدنيا يتعلم فيها منذ الطفولة حتى الشيخوخة فن المعاملات بجانب مايتعلمه من دراستة العلمية عبر المنشأت التعليمية من مرحلة الروضة وصولا للدراسات العليا ويتعلم عبر سنوات عمرة الممتدة القيم والعادات والتقاليد من خلال عدة دوائر محيطة به تبدأ بالأسرة ثم الجيران ثم الحي ثم القرية أو المدينة ثم الوطن ثم الإقليم ثم الأمة ثم باقي دول العالم وبعد ظهور عصر العولمة تم تنحية تلك الدوائر المتعددة ليتعلم الأنسان مباشرة القيم والعادات والتقاليد من وسائل التواصل الاجتماعي والانترنت والفضائيات وتتحكم في المحتوي الدول التي تمتلك رسيفرات التحكم المركزي والبث المباشر من داخل اراضيها فيمكنها نشر مايتناسب مع ثقافاتها وقيمتها وعاداتها وتقاليدهم ولاتراعي المجتمعات الأخرى في حال اختلاف المفاهيم والثقافات و يمثل ذلك تهديدا مباشر للقيم والعادات والتقاليد المتورارثة جيلا من بعد جيل للدول الأخرى وخاصة الدول العربية المختلفة مع تلك الدول في العادات والتقاليد والقيم والثقافة وعن طريق ذلك يتم عملية غزو ثقافي عبر الفضاء اللإلكتروني إحدى سلبيات عصر العولمة .
و يمثل ذلك تهديد مباشر للأمن القومي العربي لإن مختلف الشرائح العمرية المستخدمة للأنترنت وخاصة الصغيرة منها تفتقد إلى الخبرة الحياتية ولايمتلكون القدرة على التفرقة بين ماهو مناسب لقيمنا وعاداتنا وتقاليدنا وديننا وبين ماهو متعارض معها وزاد من تفاقم تلك المشكلة تداعيات التطور التكنولوجي التي اصابت اغلب البيوت العربية بالخرس العائلي فالاب والام منشغلون في العمل في أكثر من وظيفة من أجل توفير إحتياجات اسرهم المعيشية والحياتية في ظل ارتفاع نسبة التضخم وضعف القوي الشرائية في أغلب دول العالم والأبناء والاباء والأمهات بعد عودتهم للمنزل ينفصلون عن الواقع بالاتصال بشبكة الانترنت فيجمعهم جميعا بيت العائلة ويفرقهم الفضاء الإلكتروني وهنا جرس إنذار فإرجو من الجميع إعادة لغة الحوار داخل بيوتنا العربية وتخصيص وقت محدد يوميا للحديث مع الأبناء والزوجات مع ضرورة التقليل من الفترات الزمنية المخصصة لإستخدام الانترنت ووسائل التواصل الأجتماعي.
وفي مدرسة الحياة تعلمنا منذ الصغر أحبتي ان الانسان الذكي هو من يتعلم من أخطائة وأن الأنسان العبقري هو من يتعلم من أخطاء الآخرين و قد تعلمنا ايضا أن اقدارنا وأرزاقنا واعمارنا وكل مايتعلق بحياتنا بحلوها ومرها بيد الله سبحانة وتعالى ومكتوب في اللوح المحفوظ وأن الرضا بالمكتوب وبقضاء الله سبحانة وتعالى يريح القلب والبدن وتعلمنا أن أصحاب القلوب البيضاء هم أكثر الناس سعادة لأنهم يذهبون إلى الفراش كل ليلة وهم لايحملون حقد أو ضغينة في قلوبهم لأحد ويعيشون حياتهم سعداء فالتصالح مع النفس أحبتي قوة إيمان فلابد ان يكون راسخا في أذهاننا جميعا أن أرزاق الآخرين لن تنتقص أو تزيد من أرزاقنا وأن مشاركة الآخرين فرحهم أو حزنهم من شيم النبلاء.
وقديما كانت البيوت العربية في القرية والمدينة تتشارك في الفرح والحزن وتؤجل الأفراح في حالة الحزن وتتشارك الفرحة في حالة الفرح وعندما تخبر احدا بخبر سعيد لك او لعائلتك كان يشاركك الفرح حتى لو كان حزيننا وفي عصرنا الحالي لم تعد العلاقات الإنسانية بين الجيران الأرحام والاباء والأبناء كما كانت فظهور العديد من المفاهيم المغلوطة عبر السينما والدراما والاغاني التي ابرزت الجانب السلبي من هذة العلاقات فقديما كان يقدم في الدراما الخير والشر نموذج الفنان فريد شوقي والفنان محود المليجي وبعد صراع بينهما ينتصر الخير الفنان فريد شوقي وهنا تكون العبرة والموعظة ولكن بعد ظهور عصر العولمة يتم تقديم الشر المطلق في العمل الدرامي نموذج الفنان محمد رمضان وتبرير مايقوم بة وتصويرة على انه ضحية وهنا تكون الفتنة وسوء التربية فالشر والخير على مر العصور متصارعان ودائما الخير منتصر.
وفي الختام ومن تجارب حياتية كثيرة وخبرات علمية متجردة لابديل من أجل نهضة أمتنا العربية غير العمل والعلم وتقوى الله سبحانة وتعالى ونصيحة مخلصة بني وطني وعروبتي ارجعو إلى الجذور العربية والقيم والعادات والتقاليد والدين الوسطى الحنيف ومنارتة الأزهر الشريف والكنيسةالمصرية تستقم الحياة.