حكايات مصيرية....
الكاتب الصحفي الحسيني عبد الله يكتب : الكان يا ما كان


مرت أربعون سنة على لقائي الأول بالكان الأفريقي ولم تكن مصادفة ان القاء الأول كان في ابيدجان بدولة ساحل العاج كما كان يطلق عليها في عام ١٩٨٤ وهاهي يعود الزمان ونلتقي مع الكان من جديد في كوت ديفوار
ولكن الحقيقة ان اليوم أبدا لم يشبه البارحة ففي البطولة رقم ١٤ في الساحل العاج قبل أربعون عاما كانت عدد الدول المشاركة ٨ منتخبات وحصلت المنتخب الكاميروني على اللقب للمرة الأول في تاريخه بعدما تغلب على منتخب نيجيريا بينما فازت الجزائر بالمركز الثالث وحلت مصر في المركز الرابع وفاز اللاعب طاهر أبو زيد بلقب الهداف ومنذ ذلك التاريخ وحتى الآن لم انقطع عن متابعة البطولة فقد استمتعت ومعي جماهير القارة السمراء بالبطولة عام ١٩٨٦ في القاهرة والتي فاز بها المنتخب المصري بعد فوزه على منتخب الكاميرون تتوالى البطولات حيث البطولة الأكثر إثارة وتشويق في تاريخ البطولات الإفريقية البطولة ١٦ والتي أقيمت بالدار البيضاء بالمغرب حيث شهدت مباريات صنفها الاتحاد الافريقي انها الأفضل في تاريخ البطولة وبعدها تتوالى المتعة الكروية حتى أصبحت مشارك بعد عملي في الصحافة في تغطية أحداث البطولة ثلاث دورات متتالية ٢٠٠٦ القاهرة و٢٠٠٨ غانا و٢٠١٠ أنجولا وقد توج المنتخب المصري بالثلاث نسخ على التوالي وكانت البطولات الثلاثة هي الأكثر متعة ونجومية في تاريخ البطولات الإفريقية
ولعل ما جعلني اتحدث عن البطولات السابقة هو ضعف البطولة الحالية من النواحي الفنية والخططية على حد سواء فرغم وجود اللاعبين الكبار المحترفين في أقوى دوريات العالم نجد البطولة خالية الدسم ومنزوعة المتعة بل ترفع شعار سقوط الكبار فقد شهدت البطولة حتى الآن أول تعادل لمنتخب موزمبيق في تاريخه مع الفراعنة وكذا ظهر منتخب الجزائر بأداء مخيب للأمل أمام أنجولا بجانب صعود منتخب الرأس الأخضر كأول المتأهلين الي الدور الثاني وهنا لابد أن أقول إن البطولة الحالية ستشهد مولد بطل جديد للقارة السمراء وان الكبار سيغادرون واحد تلو الأخرى.
ولعل ما حدث وسيحدث منذ انطلاق البطولة سيصيب الجماهير بالجنون فمن يرى أداء النجوم الكبار في الدوريات الأوروبية مع فرقهم ويقارن بما يرونها من أداء غير مقنع وضعيف سيصاب بالجنون حتما.
اما من شاهد بطولات أفريقية طوال السنوات الماضية والمنتخبات واللاعبين سيجذم إن البطولة الحالية هي الاضعاف منذ انطلاقها
في عام 1957، للمرة الأولى بمشاركة ثلاث دول فقط: مصر، السودان وإثيوبيا. وتم حرمان جنوب إفريقيا، لكن استبعدها جاء بسبب سياسات الفصل العنصري التي كانت تتبعها الحكومة في ذلك الوقت. ثم زادت المنتخبات المشاركة في البطولة لتصل الي 16 منتخبا في عام 1998 ببطولة بوركينا فاسو (كان 16 فريقًا سيتنافسون في عام 1996، لكن نيجيريا انسحبت، مما قلص عدد الفرق إلى 15 منتخبا، وتكرر ذلك في عام 2010 مع توغو )، واستمر هذا النظام حتي بطولة 2017 . ففي 20 يوليو 2017، تم نقل كأس الأمم الأفريقية من يناير إلى يونيو وتم توسيعها من 16 إلى 24 فريقًا.
وبنظرة عامة علي البطولات 32 الماضية نجد أن منتخب مصر هو أنجح منتخب في تاريخ البطولة، حيث فازت في البطولة سبع مرات (بما في ذلك عندما كانت مصر تعرف باسم الجمهورية العربية المتحدة بين عامي 1958 و 1961). تم منح ثلاث كؤوس مختلفة في تاريخ البطولة، حيث فازت غانا والكاميرون بالكأسين الأول والثاني بعد فوز كل منهما بالبطولة ثلاث مرات. تم منح الكأس الحالية لأول مرة في عام 2002 وفازت بها مصر إلى أجل غير مسمى بعد فوزها بلقبها الثالث على التوالي في عام 2010. اعتبارا من عام 2013، أُقيمت البطولة في السنوات الفردية حتى لا تتصادم مع كأس العالم.
حسب لوائح الاتحاد الأفريقي لكرة القدم، يتم منح الفريق الفائز ثلاثين ميدالية ذهبية، الفريق الوصيف ثلاثين ميدالية فضية والفريق صاحبا المركز الثالث ثلاثين ميدالية برونزية. بالنسبة للكأس يتم تقديم الكأس الأصلية لاتحاد المنتخب البطل، يتم إعادته إلى الاتحاد الأفريقي لكرة القدم قبل شهرين من بداية البطولة التالية ويقدم له نسخة مقلدة بأبعاد 4-5 حسب حجم الكأس الأصلية
و هو ما يعني ان بطولة الامم الافريقية المعروفة “بالكان الافريقي “ اصبحت عجوز وهو ما يجعلني اقول بالفم المليان أن الكان يا ما كان