دكتور رضا محمد طه يكتب : المسكنات الأمريكية لاهل غزة في ظل استمرار الحرب عليها... انتحار للمنطق


كالذي يقاوم المرض باعطاء المريض مسكنات دون مقاومة الميكروب السبب في المرض والنتيجة انتصار الفيروس علي المريض كذلك تفعل الولايات المتحدة الأمريكية مع جوعي غزة عن طريق محاولات إيصال المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة الذي تهدده شبح مجاعة قريبة بالتزامن مع استمرار إسرائيل حربها المستعرة علي غزة ، تتمثل عمليات ايصال المساعدات عن طريق محاولات إنزال جوي والتي لم تكن كافية كما وصفها الكثير حول العالم أما لسقوط المواد الغذائية في البحر أو تعرضها للفساد أو أنها لا تفي بالاحتياجات المطلوبة لسد جوع أهل غزة فضلا عن أنها قد تتسبب في موت الجوعي وهو ما حدث بالفعل عندما قتل خمسة منهم يوم الجمعة خلال أحد عمليات إنزال المساعدات مما يستدعي تساؤلات من قبيل الا تستطيع الولايات المتحدة الأمريكية ايقاف مساندة إسرائيل أو إقناعها بوقف الحرب.
محاولات إيصال المساعدات لأهل غزة مع استمرار إسرائيل في عدوانها وقتلها وتدميرها وتهجيرها لأهل غزة في ظل استمرار العدوان الإسرائيلي علي غزة والتي أصبح مثار انتقاد الكثير حول العالم حتي أن خبير بالامم المتحدة وصف تلك الأفعال والجهود التي تقوم بها امريكا لإيصال المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة بأنها أساليب عبثية ومثيرة للسخرية طالما إستمرت المساعدات العسكرية الأمريكية لإسرائيل. ومعروف انها مساعدات ومساندة المتجبر نتنياهو علي إبادة الضعيف وهم الفلسطينيين كي تحقق إسرائيل أهدافها التي تعلنها في التخلص من حماس لكن الهدف الغير معلن يبدو أنها مقدمة علي إبادة فلسطين. هذا بالتأكيد أفقد الولايات المتحدة الأمريكية جل ما كانت تدعيه أمام العالم بحرصها علي سيادة القانون وحق الشعوب في تحديد مصيرها ومعه إنهيار الثقة في النظام الدولي العادل والتأكيد علي أننا نعيش بقانون الغابة اي البقاء للاقوي والفناء الضعيف.
السؤال الذي يطرحه منطق وطبيعة الاشياء وهو الا تستطيع الولايات المتحدة الأمريكية أن توقف تلك الحرب الظالمة علي غزة ووقف الأزمة والحصار الذي تفرضه إسرائيل وتجويع أهلها وقتلهم بالقوة علي غزة بكل ما تملكه أمريكا من قوة وتأثير؟ أو علي الاقل توقف امداداتها من الأسلحة وغيرهما لإسرائيل بدلاً من سعيها مؤخرا استعراضا إنشاء ميناء مؤقت يستقبل فيه الواردات من المساعدات لغزة علي ساحل البحر المتوسط في صورة ممر بحري أو رصيف عائم قبالة غزة يتم ربطه بجسر مؤقت لتسهيل وصول المساعدات، تلك الأمور هي في حد ذاتها إنسانية فهل تفعلها أمريكا لتبييض وجهها أمام العالم بعدما انكشف القناع عن وجهها الحقيقي ؟.