السبت 27 أبريل 2024 09:10 صـ
الجارديان المصرية

رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحرير عبد النبى عبد الستار

فنون وثقافة

د.كمال يونس يكتب : العاطفي والطلاق الصامت

د. كمال يونس
د. كمال يونس

انطبعت جديتها في عملها على علاقتها بزوجها ،ناهيك عن تعاليها ،غطرستها ،جافة ،يابسة، متحجرة المشاعر،هى من سكان حي راق ،هو حي شعبي عطوفا عاطفيا ،على الرغم من أن شهادتهما الجامعية واحدة تمادت بسخافة ،رزقا بطفلين ابنا وبنتا، لم يفلحا أن يجمعا بينهما ،ولا أن يرأبا الصدع المستفحل بينهما ،عاشا في بيت واحد متباعدين تباعد المشرقين والمغربين ،حتى التقى إحداهن ،من أولئك الذين فروا من الحروب في بلادهن ،وأقاموا بمصر،مطلقة من سائق توك توك رزقت منه ببنتين وولد ،كانت تطبخ لأصحاب عمله ،رق قلبه لها ،أراد أن ينتشلها مما هي فيه،عرض عليها الزواج،وافقت ،ولكن بعد أن تعهد لها برعاية بنتيها وولدها ،رزق منها بطفل ، لم تكن زوجته الأولى تعرف بزواجه إلا مصادفة حين كانت بصحبته في السيارة ،تاركا إياها لشراء بعض الأغراض،قلبت في درج تابلوه السيارة، فوجئت بعقد زواجه من الأخرى، واجهته ،لم يستطع أن ينطق ،أو يرد عليها،تملكتها ثورة عارمة ،حمد الله أن ابنه وابنته كانا لدي أمها ،لم ينم في حجرته ،انتظر طلوع الصباح لم يغمض له فيها جفن خوفا من انتقاما منه ،كان يتصور أنها ممكن أن تطعنه بسكين ،خرج مبكرا إلى عمله،صمم على أن يواجهها ،يعترف لها اعترافا كاملا بزواجه،فهي السبب بغلظتها معه،لم تطلب الطلاق،وتراضيا أن يرسل نفقات أولاده ،كل مستلزماتهم، تركته للأخرى التي كبر أولادها دون أن يكملوا تعليمهم ،غلبت على حياتها معه في شقته نمط العشوئيات ،لم يجد من يربت على قلبه،لم تهتم بتعليم ابنها أو متابعته في المدرسة ،أو حتى إيقاظه في الصباح ليذهب للمدرسة بعد أن تعد له السندويشات ،كان أبا وأما لابنه، كان ممولا لمشاريعها واهتماماتها الخائبة ،طلاق،زواج ،خلع ،بناتها ،بل فوجيء بمن يطعنه طعنا ، لم يجد راحة لقلبه كان ينشدها ،لم يجد من يربت على قلبه ،لم يستطع أن يصلح مابينه وبين زوجته الأولى ،لم يقصر في نفقاتها ونفقات ابنه وابنته حتى تخرجا من الجامعة ،قضى بقية حياته مطلقا طلاقا صامتا ،بين الأولى بجفافها وتيبس مشاعرها ،والثانية بعشوائيتها ،ضيعته امرأتان، وقبلهما طيبة قلبه وعاطفيته.

a29cbf591303.jpg