السبت 27 أبريل 2024 10:50 صـ
الجارديان المصرية

رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحرير عبد النبى عبد الستار

مقالات

دكتور رضا محمد طه يكتب :إكتشاف جسيمات شبح جديدة....ولا يزال الكثير مما لا نعرفه عن الكون

دكتور رضا محمد طه
دكتور رضا محمد طه

يقول تعالي في سورة الإسراء "وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ ۖ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي وَمَا أُوتِيتُم مِّنَ الْعِلْمِ إِلَّا قَلِيلًا"، وهذا الكون الهائل الذي نعيش في جزء لا يكاد يبين منه وهو الأرض، توجد فيه من الظواهر والأشياء صغيرها وكبيرها والتي يكتنفها الغموض ورغم سعي والعلماء لكشف أسرار الكون إلا أن ما كشف عنه قليل إذا ما قيس أمام ما يجهله ، حيث لم يستطع الإنسان حتي الآن أن يجد لهذا المجهول تفسيراً أو حل ألغازه وكشف أسراره ومع ذلك يسعي وينجح في إزالة بعض الحجب عنه. ويعتبر كل إكتشاف جديد في العلم ما هو إلا خطوة نحو تحقيق بعض من أحلام البشرية وهي بالتأكيد نتاج إعمال العقل أسمي قوي الذهن البشري والذي ميز الله البشر بها عن باقي الكائنات الأخري، وتلك جهود ممدوحة ومحمودة لأولئك الذين يسعون نحو التقدم والإزدهار لخير البشر وما يفيد الإنسان.
أمس أعلن علماء الفيزياء عن نجاحهم في إكتشاف جديد عبارة عن جسيمات شبحية Ghost particles تسمى النيوترينوات داخل جهاز تحطيم الذرات لأول مرة و.تم رصد الجسيمات الصغيرة، المعروفة باسم النيوترينوات، أثناء التشغيل التجريبي لكاشف جديد في مصادم الهادرونات الكبير إل إتش سي (LHC) - وهو أكبر مسرع للجسيمات في العالم، مكانه في CERN بالقرب من جنيف في سويسرا. هذا الاكتشاف التاريخي، والذي تم تحقيقه من خلال تعاون تجربة البحث المتقدم (FASER) التابع لـ CERN ونشره في 24 نوفمبر بمجلة Physical Review D، وليس فقط المرة الأولى التي يتم فيها رؤية النيوترينوات داخل LHC، ولكنها أيضًا المرة الأولى لقد تم العثور عليها داخل أي مسرع الجسيمات. يفتح هذا الاختراق نافذة جديدة تمامًا يمكن للعلماء من خلالها استكشاف العالم دون الذري.
ويصف الباحثون هذا الإنجاز الكبير بأنه خطوة نحو تطوير فهم أعمق لهذه الجسيمات بعيدة المنال والدور الذي تلعبه في الكون يمر. حوالي 100 مليار نيوترينو يمر كل ثانية عبر كل سنتيمتر مربع من جسمك. الجسيمات الصغيرة موجودة في كل مكان، فهي تنتج في النار النووية للنجوم، وفي انفجارات السوبرنوفا الهائلة، بواسطة الأشعة الكونية والتحلل الإشعاعي، وفي مسرعات الجسيمات والمفاعلات النووية على الأرض. ولكن على الرغم من انتشارها في كل مكان، يظل من الصعب التقاط الجسيمات. نظرًا لأن النيوترينوات ليس لها شحنة كهربائية وكتلة صفر تقريبًا، فإنها بالكاد تتفاعل مع أنواع أخرى من المادة. وفقًا لقبهم الشبحي، تنظر النيوترينوات إلى المادة العادية في الكون على أنها غير مادية، وتطير عبرها بسرعة قريبة من سرعة الضوء. هذا ويساعد ذلك الكشف الجديد علي إكتشاف النيوترينوات ذات الطاقة الأعلى والتي تم إنتاجها من مصدر من صنع الإنسان، حيث النيوترينوات يشار إليها بأنها ليست المحجر الوحيد لعلماء FASER أيضًا، لذا يعمل فريق البحث أيضا على تجربة أخري من أجل الكشف عن "الفوتونات المظلمة" الافتراضية، والتي يعتقد الفيزيائيون أنها يمكن أن تكون مرتبطة بشكل وثيق بالمادة المظلمة، وهي المادة الغامضة غير المضيئة التي يُعتقد أنها تمثل حوالي 85٪ من المادة في الكون
وتتكون مادة الكون من مادة الكون الطبيعية normal matter وتشكل 5% والتي تتكون منها جميع الأشياء من الذرات بما فيها من إلكترونات ونواة مكونة من بروتونات ونيوترونات وتعتمد قوانين الفيزياء الحالية فقط علي تفسير سلوك تلك المادة الطبيعية. ومع التقدم في علم الفيزياء وسعي العلماء الدؤوب للكشف عن المزيد من أسرار الكون، إكتشف العلماء أن نحو 95% من مكونات الكون مجهولة وأن الباقي 4-5% المعلوم ما هو إلا جزء صغير من حجم الكون، ويتكون منها النجوم والكواكب والكويكبات والمذنبات والثقوب السوداء والسحب والغاز البارد.
الجزء المجهول والذي يقدره العلماء بنحو 95% من الكون ويتمثل فيما يطلق عليه الطاقة المظلمة dark energy ونسبتها 69% ، والمادة المظلمة dark matter وتمثل 26%. ويفترض العلماء بأنه وبعد أول 150 مليون سنة من الإنفجار الكبير، لم يكن هناك نجوم أو مجرات وكان الكون بلا سمات، لكن وبمرور الوقت بدأت مكونات الكون في التشكل، بحيث تكونت أولاً مجموعات المجرات والمواد البينية والمتداخلة في بعضها البعض، أما في ما يخص الظام الشمسي، فبدأ كوكب الأرض يتكون وخلال ذلك وجدت الجاذبية من أجل تثبيت مكونات الكون معاً. أما الفراغ الذي يملأ المساحات والمسافات بين المجرات فشغل بالغاز الساخن، وفي ثلاثينيات القرن الماضي أطلق عليه العلماء مصطلح "المادة المظلمة، والتي يعتقد أنها قد تكون عبارة عن أجساما بيضاء صغيرة تكونت من بقايا موت النجوم الكبيرة.
وندعو الله في هذا الشهر الكريم أن يزيدنا جميعا من العلم ما ينفع الناس وذلك كما جاء في سورة طه "فَتَعَالَى اللَّهُ الْمَلِكُ الْحَقُّ ۗ وَلَا تَعْجَلْ بِالْقُرْآنِ مِن قَبْلِ أَن يُقْضَىٰ إِلَيْكَ وَحْيُهُ ۖ وَقُل رَّبِّ زِدْنِي عِلْمًا" .