السبت 27 يوليو 2024 05:16 صـ
الجارديان المصرية

رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحرير عبد النبى عبد الستار

فنون وثقافة

د.كمال يونس يكتب : البحث عن ليزا

الدكتور كمال يونس
الدكتور كمال يونس

رسالة صوتية وصلنتي على هاتفي المحمول ، أرسلها لي صديقي ، فتحتها بلهفة لأسمعها ، خير اللهم اجعله خير ،إذا بها منقولة من مجموعة لساكني تجمع سكني ( كومبوند) يقطن فيه مجموعة من الأثرياء، فيهم محدثي النعمة،والثروات الفجائية ، نصها كالتالي:بونسوار ماي دير نيبر(مساء الفل جيراتي الأعزاء)أنا جارتكم مدام لوليتا،سوري أنا ضاع مني فت (حيوان )عزيز عليا جدا ،معلش ماتضحكوش، لما أقولكم هيا إيه ،كل واحد متعلق بالفت بتاعته ،هيا حرباية ، كاميليان ..يو نو(انتو عارفين) كاميليان اسمها ليزا ، اللي يلاقيها إف يو بليز (من فضلكم ) يجيبهالي،باردون (عذرا)أنا عارفة إنه صعب إنكم تلاقوها ،علشان بتغير لونها على حسب لون المكان اللي هيا فيه ،مشكلتها الكاموفلاشنج،لو نطت في جنينة حد فيكم هيكون لونها جرين،فرد (أخضر) ،لو على انترلوك الرصيف هيكون لونها(جراي .،أو نوار) رمادي أو أسود بليز دير نيبر،هاتعبكم ،معلش أصلها غالية عليا جدا، وأنا حيرانة ،تري فاشيه..سو ساد(حزينة جدا)،صدقوني ليزا جميلة ،حنينة(سو كيوت) ، من ساعة ماضاعت وأنا مابطلتش كراينج(صراخ) والتيرز(الدموع ) زي السيل.سي لفوبليه ،ايد موا، اف يو بليز هلب مي (من فضلكم ساعدوني)،باااااي.
خرج سكان الكومبوند عن بكرة أبيهم،كل منهم يحمل كشافا كهربائيا محمولا،ناهيك عن استنفار أفراد الأمن ،عمال النظافة ، الشغالات ،السائقين،موظفي إدارة الكومبوند ،بحثا عن ليزا ( الفت ) الحرباية الغالية العزيزة على جارتهم، أعلنوا فشلهم في العثور عليها ،أبلغوا مدام لوليتا التي صدمها الخبر ،خرت مغشيا عليها ،أما السيدات فقد ارتدين السواد مابين تاييرات،ميكرو جيب،ميني جيب،وفساتين سوداء مفتوحة من الجنب إلى القدم ،هرعن إلى فيلا مدام لوليتا لمواساتها في محنتها ، ارتدت فستانا من الشيفون الأسود،تنهمر الدموع السوداء من مقليتها ،الدمع الغزير أذاب الآيلانر الأسود على خديها، علقت على الجدار صورة الفقيدة ليزا ، وشريط أسود على زاويتها ،رثتها بحرقة ،مابين نشيج .وبكاء ،تؤنب نفسها ،تنفي أن تكون قد قصرت في حقها أو أساءت إليها ، سماعات الصوت يصدر عنها أغنية خوليو اغلاسيوس ون اى نيد يو (عندما احتاجك) ، وأغنية هل تسمع بكائي لترايسي شابمان كان اى هولد يو ، وجاراتها يبكين حولها في حرقة ،يدعين لها بالصبر على مصابها الأليم، بي بيشنت(كوني صبورة)،ربنا يصبرك على الفراق.

1b687abacca2.jpg