الثلاثاء 30 أبريل 2024 03:32 مـ
الجارديان المصرية

رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحرير عبد النبى عبد الستار

فنون وثقافة

د كمال يونس يكتب : الرقص على السلالم

دكتور كمال يونس
دكتور كمال يونس

رزق به أبواه بعد عدة سنوات من الزواج ، نشأ مدللا،مترفا ، رزق أبواه بعد عدة سنوات بولدين واحد تلو الآخر ، نشأ ثلاثتهم في بيئة طيبة ، لم يدخر أبوهم جهدا في إلحاقهم بالجامعات الخاصة حتى يدرسوا مايحبونه، وكان هو أولهم ، تخرج ،عمل بالسعودية ، ولكونه من عائلة محافظة اختلط منبهرا مندمجا كليا مع الوهابيين السلفيين من أصدقائه في العمل أو السكن، أطلق لحيته، مابقي من ممارساتهم في ذهنه إلا التعدد على الرغم من أنه لم يتزوج بعد، ترقى فى عمله ،تزوج من فتاة فاتنة الجمال،راقية، أخبرها أنه سيعدد الزوجات متى شاء،ظنته يمازحها،سافرت وإياه للسعودية ،أمرها بالنقاب لم تمانع ،لكن عند عودتها لمصر رفضت ارتداء النقاب بإصرار،طلقها وأعطاها كل حقوقها وزيادة ، خطب أخرى ، ويوم عقد القرآن و الزفاف أخبر أباه بأنه لا يريدها ،فهي ليست على مستوى الجمال الذي يعفه من النظر لغيرها ،أثناه أبوه ونهره،كي لايكسر بخاطرها ،وأهلها، تزوجها بالفعل ،لكن قبل دخوله بها أخبرها بأنه سيعدد لأن ذلك سنة ،وأن عليها أن تخطب لها الأخرى بنفسها ،بل وتخطبها له حين يتيسر ذلك، حملت ،أنجبت طفلة ،ومع أنها من عائلة محافظة متدينة طلقها لأنها وعائلتها تنتمي فكريا للجماعة المحظورة، دفعت الطفلة الثمن ،وبعد عدة قضايا أقامت في حضانة والدتها ،تزوجت الأم بدورها ،آلت الحضانة لأمها ،لكنها استطاع أن يضم ابنته إليه لتقيم في رعاية والديه ، تزوج الثالثة منقبة من أحد البلدان العربية ،رزق منها بولدين ،مكررا على مسامعنا كالببغاء تلك الإسطوانة المشروخة عن التعدد ،وأن عليها أن تخطب له الأخرى، جارته في الكلام ،مابين هزر ودلال،كانت غيورة جدا ، سليطة اللسان طلقها بعد أن رزق منها بطفلين ،رفعت عليه سيلا من القضايا ، استنزفته ماديا خاصة بعد أن أنهى عمله بالسعودية ،رافضا العمل بمقر الشركة ببلدان أخرى،واضعا في حسبانه استغلال مدخراته لعمل مشروع يستثمر فيه قدراته ودراسته للماجستير في إدارة الأعمال، لكن أتت الريح بما لا تشتهي السفن ،تطارده بالقضايا من حين لآخر ، أفلس ،استنزف مدخرات أمه ، وماتبقى لأبيه من تحويشة العمر ، استدان من إخوته ،يعيش أطفاله الثلاثة بعيدا عن بعضهم ، يعيش أعزبا ،ماتزال الكلمات الراسخة في وجدانه سنة التعدد،أعف نفسي، حلم يقظة بتنفيذ مشروعه،حتى بعد أن أنفض عنه الشركاء،حياة قضاه هباء في هباء ، راقصا على السلام ،لا اللي فوق شافوه ،ولا اللي تحت شافوه ،على أنغام سوء فهم عقائدي .

fdbf603fb940.jpg