الأحد 19 مايو 2024 01:34 مـ
الجارديان المصرية

رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحرير عبد النبى عبد الستار

مقالات

دكتور رضا محمد طه يكتب :نزول الأسعار.....في الاستديو!!!

دكتور رضا محمد طه
دكتور رضا محمد طه

لست ادري هل يعلم القائمون على البرامج التي يقدمها عدد من مقدمي البرامج المعروفين مسؤولية توصيل خبر ما أو معلومة للمواطنين غير حقيقية أو غير صحيحة لمجرد تسكين أو تهدئة الأوضاع أو مجاملة للحكومة، وذلك عندما يخبرون المشاهدين مثلا عن نزول الأسعار ويؤكدون علي كلامهم كما لو أنه أصبح حقيقة وواقع، لكن المثير الاستفهام والتعجب في نفس الوقت هو ثبات الاسعار في المحلات والأسواق. وتتساءل الناس في ما بينها عن ما قيل في برنامج المذيع الفلاني عن نزول الأسعار يردون على بعضهم في تريقة واستخفاف بما سمعوه بخفة الدم المعروفة عند المصريين أن من صدق مثلا كلام احمد موسي عن سعر كرتونة البيض الذي حدثهم عن انخفاض فيه الي النصف تقريبا فعليه أن يذهب إلي احمد موسي للشراء من الاستوديو الذي يعمل فيه موسى.
كثرت الكوميكس علي وسائل التواصل الاجتماعي والتي تحمل تناقضات وتهافت ما يتفوه به هؤلاء الإعلاميين مقدمي برامج معروفة علي الفضائيات حيث أصبح جليا للمشاهد كما لو أنهم يقولون من ورقة واحدة من خلال معد برامج واحد ناهيك عن استفزاز الناس بما يتحدون به عن الجنة الموعودة التي سوف يعيش فيها الناس في العام الجديد أو بعد وقت محدد، أما الأكثر مدعاة للسخرية فهو أن يحدثهم أحد هؤلاء عن مشاركته المواطنين أي أزمة يمرون بها في خداغ ممجوج ومبتذل بل مكشوف وعار عن أن يصدقه حتي الاطفال.
ليس لدي المواطن أي تحفظ علي ما تمر به البلاد من بعض الأزمات جراء الظروف العالمية من حروب وكوارث وغيرها مما يؤثر على الإقتصاد ، لكن بشرط أن يكون المواطن علي بينة بالحقيقة ولا يتم ايهامه أو خداعه بوعود زائفة من خلال إعلاميين مردوا علي النفاق والكذب والخداع وأصبح ديدنهم وهدفهم الأوحد هو كيف يجيدون ممارسة مهامهم ببراعة حيث أكبر الظن يتناسب أجرهم الذي هو بالملايين تناسبا طرديا مع إجادتهم. لكن الاكثر ادهاشا أن الكثير إن لم يكن كل من يشاهدونهم يعرفون حقيقية صدقهم من عدمه ومن ثم أصبح ما يقدمونه وجبة جاهزة ومادة لعمل فيديوهات وكموميكات للمأساة والملهاة. لذلك إذا كانت الحكومة ترغب في عودة ثقة المواطن في ما يقدم إليه خلال وسائل الاعلام والاعلاميين عليها أن تستبدل تلك الوجوه التي أصبحت كالكروت المحروقة بوجوه جديدة أكفاء ومقبولة ترجع الثقة المفقودة فيها.