السبت 27 يوليو 2024 04:12 صـ
الجارديان المصرية

رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحرير عبد النبى عبد الستار

مقالات

‏الكاتب الكبير ميلاد يونان يكتب : الشال الفلسطيني علي كتفيها...وصرخة حق شاهدة علي المتخاذلين ‏

الكاتب الكبير ميلاد يونان
الكاتب الكبير ميلاد يونان

عدلت من الشال الفلسطيني علي كتفيها .... وقالت لمراسل جريدة "الاخبار" :‏

‏"لم اجد سوي سعادتي بالعيد لاقتسمها معهم .. وأهديهم فرحتي!! ربما تكون دعما لهم في صمودهم"‏

‏ أتذكر ما حدث في يوم من مثل هذه الأيام .. قبل عيد القيامة المجيد بيومين .. منذ أكثر من عشرين عاما !! عندما كنت أجلس ‏علي أريكة الانتريه بمسكننا الصغير المتواضع، وبيدي كتاب اتصفحه .. تسللت بهدوء الي جواري أبنتي المدللة "ماريان" الطالبة ‏بالصف الأول بالمرحلة الثانوية في ذاك الوقت؛ والمهتمة بقضايا المرأة ؛ والطفولة؛ ومنكوبي الحروب منذ صغرها؛ وذلك من خلال ‏مجلتها المدرسية "نفرتيتي" و كتاباتها في جريدة وطني ورسالة النور وكمراسلة صحفية بمجلة سمير بدار الهلال، ومجلة بلبل بدار ‏اخبار اليوم .‏

وبطريقتها المميزة والمقنعة كعادتها دائما عندما تريد أن تطلب أمرا غريبا ومفاجئا .. قالت متسائلة !!‏

‏ ‏

‏ ـ بابا ؟؟ ‏

‏ أجبت = نعم ؟؟ ‏

ـ اليست الله محبة ؟! ‏

‏ = طبعا يا "ماريان" الله محبة .. ولا حاجة للسؤال !!.... ‏

وواصلت كلامها ـ والله يريد ان تسود هذه المحبة كل العالم !! اليس كذلك ؟!‏

‏= أكيد الله يرد مننا ذلك.. ‏

ـ وحضرتك يا ابي تعلم وصيته الصريحة لنا في الانجيل "وصيتي ان تحبوا بعضكم بعضا كما أحببتكم"‏

‏= نعم .. نعم .. هذا القول صحيح ومذكور في انجيل يوحنا ‏

ـ والكتاب المقدس أيضا يا والدي يعلمنا "فرحا مع الفرحين وبكاء مع الباكين " ‏

‏= فعلا .. هذه هي تعاليم الكتاب المقدس !! .. ولكن !! ماذا تريدي ان تصلي من وراء كل هذه الأسئلة ؟؟ ـ

ـ اريد ان اصل يا ابي الي انه ليس فقط ان نشارك الأخرين بأفراحهم، بل بالأحرى نشاركهم دموعهم واحزانهم .. كما يريدنا الله ان ‏نفعل...‏

‏(ورأيت في عيون ابنتي الصدق في أروع ظهوراته) وسألتها..‏

‏= ومن هم الاخرين اللذين تقصديهم

أجابت بنبرة مخنوقة حزينة ـ أقصد أطفال .. أطفال فلسطين ! شعب فلسطين يا أبي !!! ورأيت الدموع في عينيها ـ فسألتها متأثرا ‏لأخفف عنها ، ‏

‏= ما له شعب فلسطين يا بنيتي!! لقد عبرت عن شعورك نحوهم .. ومؤازرتك لهم .. بسعيك وتبرعك بفستان عيدك وعيديتك ‏ومصاريف عيدنا منذ أيام للمساعدات المصرية عن طريق الهلال الأحمر المصري .. وهذا علي قدر امكانياتنا يكفي .. اليس كذلك . ‏يا حبيبتي!! ‏

‏ ـ هذت رأسها نفيا وهي تقول شبه باكية ـ لا يكفي .. لا يكفي !! ‏

‏ انا احس بألآمهم ، فكيف أحتفل بالعيد وقلوبهم وقلوب كل اخوتي ضحايا الحروب تنزف ألما وحزنا !! انا لن اكتفي بالدموع ‏الصامتة بل سأكون أكثر إيجابية ..‏

‏ وأرجوك واستأذنك يا ابي ان ارسل اليوم رسالة للسيد وزير التعليم أعلمه ـ انني بعد ان اصلي ليلة العيد في كنيستي!! ..‏

‏ سوف اذهب صباح الاحد يوم اجازتي وأتواجد وسط زميلاتي في مدرستي والتي وعدتهم ان نتواجد واضعين الشال الفلسطيني فوق ‏أكتافنا في وقفة تضامنية مع شعب فلسطين ؛ استنكارا ورفضا حضاريا ‏لما يحدث من انتهاكات لا إنسانية من قتل وحصار وتجويع، ‏وتهجم عل مقدساتنا إسلامية كانت او مسيحية، ورسالة الي قادة العالم علهم يظهروا موقفهم ويبادروا بوقف تلك المجازر ويضيئوا ‏شمعة تبدد ظلام ‏الحياة التي يعانيها هؤلاء الضحايا ..‏

واستردفت أبنتي!! انا واثقة يا أبي ان رياح الحرية ستنقل وقفاتنا هذه يوما لتصير صرخة حق شاهدة علي تخاذل هؤلاء القادة ‏وتهاونهم تجاه الوحشية والهمجية ....ـ ثم هذا حقنا يا أبي أن نعترض ونعبر عن رفضنا ـ لان ‏ما يحدث من عدوان هو انتهاك في حق ‏جيلنا وطفولتنا ؛ ووصمة عار في جبين هذا الزمان فيجب ان ننهض ونفعل ما لا يخجلنا متي تقابلنا مع مولود بيت لحم مسيح ‏المحبة ‏ونصير السلام ‏

‏.. نظرت في عينيها المليئة بالتأثر والدموع؛ وأعجبت بموقفها فربدت علي كتفيها وقلت لها .. أفعلي ما يحلو في عينيك يا بنيتي ‏وثقي انني بما تفعلين فخور.‏

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

#ميلاد يونان ـ ناشط حقوقي

‏ ‏ ‏ ‏

1e0786513ef8.jpg
3c6365d3da20.jpg
ميلاد يونان ماريان ميلاد يونان عيدالقيامة المجيد الشال الفلسطينى الجارديان المصرية