د.كمال يونس يكتب : المجنون


ساءه منذ صغره استفحال الفساد ، الجميع يعرف أساطين الفساد جيدا ،أولئك المتوارون خلف الكراسي والمناصب ، من أكثر الناس حديثا عن الشرف والأمانة،محيطين أنفسهم بثلة من ترزية القوانين المحترفين بحيث لاتطالهم أيدي العدالة،شاء الله له أن يعتلي سدة ما في موقع هام ، بيد أنه ليس لديه أي صلاحيات تنفيذية ، وثق به الحاكم كثيرا ،ذات يوم وقد فاض بالشعب أخذت الزعيم الحمية متعهدا بالقضاء على الفساد واستئصاله معلنا تكليفه لصاحبنا بالمهمة، فهو المسؤول أمامه والشعب ، معطيا إياه تفويضا بكافة الصلاحيات،وقيادة الأجهزة التنفيذية المعاونة دون الرجوع إليه ، مهلة لحين عودته من رحلة استشفاء بالخارج ،أعلن قبوله المهمة ،واعدا إياهم بتطهير البلد منهم ،ليريح الشعب ،سخر منه الجميع ، ولكن استيقظت البلدة في الفجر، امتلأت سجونها ،خلت كراسي سدة مصالحها تماما من شاغليها ، تنفست البلدة الصعداء، رخصت الأسعار،قلت الجرائم والسرقاتوالمخدرات ، بمجرد عودة الحاكم ،ومعرفته ماحدث، افتقد حاشيته، أودع صاحبنا مستشفى الأمراض العقلية ، وعادوا من خلف القضبان لكراسيهم،وعاد الحال لما كان عليه.