السبت 12 يوليو 2025 03:08 صـ
الجارديان المصرية

رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحرير عبد النبى عبد الستار

مقالات

دكتور رضا محمد طه يكتب : الاضطرابات العقلية... تحسين الظروف المعيشية مع العلاج الجديد

دكتور رضا محمد طه
دكتور رضا محمد طه

تلعب البيئة جنباً إلى جنب مع الوراثة دوراً مهماً في الاضطرابات العقلية والسلوكية والعصبية الشائعة، العوامل المعيشية والاقتصادية، علي سبيل المثال يزيد معدل الإصابة بالاكتئاب في ظل صعوبة المعيشة وقسوة الحياة وكذا الاحساس بالتهميش والعنصرية تلك عوامل تمهد لظهور العديد من حالات الاضطرابات مثل الفصام واضطراب ثنائي القطب ، والفصام عبارة عن عدد متنوع من الاضطراب وتشمل الهلوسة وعدم ترابط الأفكار والكلام والسلوك غير المنظمين والتفكير غير المنطقي والعزلة الاجتماعية والعجز المعرفي ، وليس بالضرورة أن تظهر تلك الأعراض في واحدة حيث يظهر بعضها وبعضها الآخر في حالات أخرى.
إلي جانب العلاج الكيميائي والسلوكي ، استحدث العلماء طرق علاجية جديدة للعلاج الجيني يطلق عليها التعديل الجيني بتقنية البصريات الوراثية والتحكم بالتعبير الجيني في الدماغ ، وهي نسخة أكثر دقة وفعالية من الهندسة الوراثية، حيث يتم إيقاف عمل أو تنشيط عمل جينات بالعصبونات مسؤولة عن تلك الاضطرابات . وكانت الأبحاث قد كشفت عن وجود رابطاً جينياً للاكتئاب من خلال دراسة الأشخاص الذين يعانون أخطر اشكال الاضطراب المسمي السوداوية melancholia والاكتئاب الحاد، وفيه يسلب الناس القدرة على الشعور بالبهجة والشغف حتي مع أقرب الناس له . العلاج الجيني للأضطرابات العقلية الشائعة حيث بعضها ينفع معها العلاج الجيني من أخري والسبب هو الافتقار إلي المعرفة التامة بشأن الأساس الجيني للاضطرابات العقلية مثل الاكتئاب. وعن طريق التعديل الجيني في العصبونات المرتبطة بأنشطة الشعور بالسعادة يمكن تعطيل الجينات المسببة للاكتئاب وعلاج مرض باركنسون والصرع واضطرابات عصبية أخري.
عن علاقة الإضرابات العقلية بالظروف المعيشية والاقتصادية كشفت الأبحاث عن زيادة كبيرة في حالات الاكتئاب مع الأزمات الاقتصادية وأوضح ستيف فيلد من الكلية الملكية للمارسين العاميين أن الأشخاص الذين لديهم مشكلات صحية سواء عقلية أو جسدية فإن السبب ما يواجهونه من خطر يهددهم بفقدان وظائفهم ولقمة عيشهم، ولن يجدي معهم حلول علاجية إذا ما لم تعالج ويتم تحسين الظروف الاجتماعية. واضاف فيلد أن الأمر قد ينتهي بموقف مشابه لما جاء في رواية "عالم جديد شجاع " لألدوس هكسلي ، وفيها قامت الحكومة بتزويد الشعب بعقار سوما soma يخمد كل مشاعر الحقد والشر ومن ثم طمس أية محاولة لاكتشاف ومعالجة مصدر حزن الناس الحقيقي. أي سيطرة تامة علي الناس وقمع المعارضة ، لذا ومن أجل الحفاظ على مزاج جيد وصحة عقلية افضل يستوجب الاهتمام بمعالجة القضايا الاجتماعية مثل البطالة وفقدان الأمن الوظيفي وغيرها مما يعزز الاضطرابات العقلية.