الثلاثاء 20 مايو 2025 03:17 مـ
الجارديان المصرية

رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحرير عبد النبى عبد الستار

مقالات

الكاتب الكبير حسن سعد حسن يكتب : بناء الإنسان (2)....تجديد الخطاب الدينى وبناء الإنسان

الكاتب الكبير حسن سعد حسن
الكاتب الكبير حسن سعد حسن

إن من أهم عناصر ، وعوامل بناء الإنسان المواطن ،والمواطن الإنسان المؤسسات الدينية التى ينتمى إليها كل مواطن على اختلاف ديانته السماوية التى ارسل الله -عز وجل- رسله الكرام بها لتعريف الناس بخالق السموات ،والأرض، ولهدايتهم إلى طريق الهدى ،والرشاد، والنور.
وإن للمؤسسات الدينية سالفة الذكر فى التوصيف دور هام وله مردوده الجيد الفعال إذا أحسن القائمين على تلك المؤسسات استغلال الخطاب الدينى لذلك .
فالخطاب الدينى المرجو وجوده فى تلك المرحلة هو الخطاب الدينى المحفز على الإيجابية ورفض السلبية فى المشاركة فى قضايا الوطن، ورفض صور الفتن ،وإثارتها ،والتصدى لكل أذرع اخطبوط قوى الشر المتعددة الأسماء ،والمسميات، والوجوه، والأهداف، والتى لها غاية واحدة ،وهى خدمة أعداء الداخل ،والقضاء على الأمن، والسلام الداخلى للوطن والمواطنين
وفك أواصر الترابط ،والتراحم بين أبناء الأمة تحت مسميات شتى.
إن ما نرجوه خطاباً دينيا يقبل الأخر ،ويحترمه، ويقدره ،ولا يقلل هذا من شأن ذاك، ولا يقبل أحدهما مجردة التفكير فى رفض الأخر ،ومعاداته،والنيل من مقدساته
إن الخطاب الدينى المأمول هو ذاك الخطاب الحاضر فيه دوما خير البلاد، والعباد ،وحب العمل، والإنتاج، والتشييد ،والبناء.
خطابا دينياً يحترم العلم وتطوره ويدف إلى مواكبة كل جديد هنا وهناك
خطابا دينيا يعرف الناس الوسطية، والاعتدال. والاجتهادالمساير للعصر دون المساس بالثوابت ، ونبذ العنف
إن الخطاب الدينى المراد تطبيقه عمليا لا قوليا هو ذاك الخطاب الذى يرفض التعصب الأعمى، والتطرف، ولغة التكفير من هذا ،وذاك.
نعم نريد خطابا دينيا يعرف بالتسامح ،والمحبة ،والسلام والزود عن مقدرات الوطن خطابا دينيا يأمن الجميع من خلاله على دمه ،وروحه ،وماله ،وعرضه.
وأن كل أبناء الوطن سواء.
خطابا دينياً يرفع من قدر المرأة ،ودورها ،ولا يقلل من شأنها ،ولا من حجم تضحياتها.
خطابا دينيا يعلم الاطفال أن العلم رمز الوطن ،وجبت احترامه، وتحيته ،وتقبيله لو أمكن ذلك.
نعم نريد خطابا دينيا يعرف الناس أن الثقافة ،والفنون الهادفة ، والخلافة ليست مرفوضة ،ولا غير مقبوله بل لهما رسالة ترفع من الذوق العام، وتساهم فى خدمة قضايا الوطن.
نعم خطابا دينيا يدعو إلى احترام المؤسسات الدينية الرسمية ،ورجالها، وأنها المصدر الوحيد للرد على التساؤلات ،والاستفسارات، والفتاوى.
نعم نريد خطابا دينيا يساعد فى بناء المواطن دينياً ،وأخلاقيا
فالوطن ينتظر من كل مواطن الكثير ،ولا بناء لوطن له قيمته إلاببناء مواطن له قيمته