الإثنين 14 يوليو 2025 11:59 مـ
الجارديان المصرية

رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحرير عبد النبى عبد الستار

مقالات

د. وجيه محمود يكتب : الوشاة النمامون

دكتور وجيه محمود
دكتور وجيه محمود

( ولا تجسسوا ولا يغتب بعضكم بعضا )
( ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد )
(ويقولون يا ويلنا مال هذا الكتاب لا يغادر صغيرة ولا كبيرة إلا أحصاها ووجدوا ما عملوا حاضرا ولا يظلم ربك أحدا )
.....
الوشاة النمامون
متى من حياتنا يختفون ؟
متى من رجسهم يتطهرون ؟
متى من رياضنا يرحلون ؟
أو يحرقون ؟
أو حتى يموتون ؟
للخير يكرهون .
للشر يعشقون .
للقلوب يفسدون.
للموده يقطعون .
للعورات يتتبعون .
وللشائعات ينشرون .
للأخطاء يترصدون . وللعيوب يتصيدون .
حتى إنهم صاروا للأصوات يقلدون .
فيقع في شراكهم الطيبون
....
ليس لهم دين .
ولا عهد متين .
ولا ميثاق مصون .
فهم أشر الناس
كما بلغ سيد الناس
صلى الله عليه وسلم
حيث قال " ألا أخبركم بشراركم المشاءون بالنميمة المفسدون بين الأحبة الباغون للبرآء العنت " أي يريدون للأبرياء المشقة والتعب .
....
يؤثّرون في الطيبين كانهم سحرة.
بل إنهم السحرة .
كما سماهم سيد البررة
صلى الله عليه وسلم
حيث قال " ألا أدلكم بالعَضه هي النميمة القالة بين الناس " والعضه السحر .
.....
وهم وكلاء إبليس .
في الوقيعة والتحريش والتلبيس .
يقول صلى الله عليه وسلم " إن الشيطان قد يئس أن يعبده المصلون في جزيرة العرب ولكن في التحريش بينهم "
..
جاء رجل إلى الحسن البصري رحمه الله تعالى فقال : إن فلانا يتكلم فيك فقال : أما وجد الشيطان رسولا غيرك ؟!
....
يأتيك النمام كناصح أمين .
ومرشد حكيم .
بلسان مبين .
وهو في الحقيقة حاسد مغتاب .
وفاسق كذاب
يصيب المودة بالعطب .
فخاتمته كخاتمة حمالة الحطب .
عذاب في القبور .
قبل عقاب يوم النشور .
" مر النبي بقبرين فقال إنهما ليعذبان وما يعذبان في كبير أما أحدهما فكان لا يستبرئ من بوله وأما الآخر فكان يمشي بين الناس بالنميمة "
فالنمام ليس له الجنة .
وليس من أهل العطاء والمنة .
كما قال سيد الأمة
" لا يدخل الجنة نمام "
....
لكن الأشد خسارة من هؤلاء النمامين .
والأسوء حالا من أهل الوشاية الكاذبين.
مَن لكذبهم يصدقون .
ولفريهم يشيعون .
ولا يتثبتون ولا يتبينون .
جاء رجل إلى عمر بن عبد العزيز رحمه الله ووشى برجل آخر فقال عمر : إن كنت صادقا فأنت من أهل هذه الآية ( هماز مشاء بنميم ) وإن كنت كاذبا فأنت من أهل هذه الآية ( يا أيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا ) وان شئت عفونا عنك قال اعف عني يا أمير المؤمنين
.....
والله تعالى الحكم العدل علمنا في قرآنه.
والرسول صلى الله عليه وسلم الإمام الحق علمنا في بيانه .
أن الجزاء من جنس العمل .
من السنن الإلهية .
والقوانين الربانية .
والقواعد العدلية .
إن خيرا فخير
وإن شرا فشر
يقول صلى الله عليه وسلم " ولا تتبعوا عوراتهم إنه من تتبع عورة أخيه تتبع الله عورته ومن تتبع الله عورته يفضحه ولو في جوف بيته "
....
فاعلم أيها المسكين
أنه من نم لك نم عليك.
ومن كذب لك كذب عليك .
ومن تتبع لك تتبع عليك .
...
اللهم من مشي بين الناس بالنميمة
فلا تمته حتى تخرس لسانه
فلا يُختم له بنطق الشهادة .
ولا يكون له نصيب في الحسنى والزيادة .
آمين يا رب العالمين.

د. وجيه محمود مقالات الدكتور وجيه محمود الوشاة النمامون الجارديان المصرية