السبت 12 يوليو 2025 03:19 صـ
الجارديان المصرية

رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحرير عبد النبى عبد الستار

مقالات

الكاتبة الكبيرة هند منصور تكتب : اهزم خوفك فورا

الكاتبة الكبيرة هند منصور
الكاتبة الكبيرة هند منصور

لا يوجد إنسان على وجه الأرض لم يمر فى حياته بهذه الأوقات المرهقة، ولو لفترة قصيرة، فالجميع بلا استثناء وقعوا فريسة لهذا الشعور المؤلم (الخوف من المجهول).
ولكن يختلف كل فرد فى ردة فعله تجاه مشاعره؛ فالبعض يعترف بها، ويواجه مخاوفه والبعض الاخر ينكرها ويهرب منها بطريقته الخاصة، إلى أن يقضى على كل فرصة له فى الحياة، لأن مشاعر الخوف تهزم الإنسان وتسلب إرادته وتشل حركاته فلا يستطيع إتخاذ خطوة واحدة للأمام، ويقف مكتوف الأيدي فى محطة الإنتظار ترقب لما هو آت بلا ملامح واضحة، نقف منتظرين شيئا لا ندرك ما يحمل لنا باعماقه، ننتظره ونحن نرتعش خوفا ورعبا وتوتر غير مبرر.
مشاعر تقودنا إلى الموت الذي أحاط بنا من كل اتجاة، كالخيوط العنكبوتية التى تلتف حول اعناقنا وتضغط على أنفاسنا لحد الاختناق.
فى الوقت ذاته ان فعلنا عقولنا سنجد طريق النجاة من كل خوف ورعب يسيطر على حياتنا. ونستطيع بكل قوة التخلص منه.
فمثلا.. معظم البشر يفكرون دائما فى الموت ويفزعون منه ويجلسون طول الوقت يفكرون فى اي لحظة سياتى الموت وكيف سيموتون وما ينتظرهم بعد هذه اللحظة الفارقة؟
ولا ولم ولن يجدوا إجابة لاسئلتهم لكى تهدئ مخاوفهم من هذا العدو القادم عليهم بلا رحمة
ويقضى الإنسان عمره بين الخوف من الموت وإنتظاره وما بعده؛ ويسرق العمر وتضيع فرص الحياة فى مشاعر ربما وقتها يكون الامر مختلف ولا نشعر بقسوتها ولا نفزع بعد تنفيذها ومن رحمة الله علينا انه تولى امرنا بيده الرحيمة. وحكمته الغير محدوده.
والبعض يخافون من المرض والاحتياج والفقر؛ فالمستقبل مخيف لانه ليس بأيدينا التحكم فيه، فاحيانا ناخد دور الحارس الأمين على حاضرنا بما فيه ونكتفي بالمضمون خيرا لنا من التقدم لمستقبل غير مضمون ولا نعرف له ملامح واضحة.
فبعض الناس يضيعون فرص لن تعود لهم مرة أخري ، خوفا من الفشل، وآخرون يعيشون فقراء لان شعارهم فى الحياة
" نحيا اليوم وغدا نموت"
ولو كان اتبع الجميع هذا الشعار ماكانت حياة ولا كان مستقبل ولا نجاح ولا عمل.
لأصبحت الحياة بلا هدف ولا قيمة، وهذا سبب رئيسي فى كثرت حالات الانتحار؛ غياب الهدف من الحياة وتعتيم الرؤية والشعور بعدم الأمان والخوف من المجهول.
فالخوف من المجهول أصعب جدا من التقدم نحوه ومواجهته، فالهروب منه وعدم ومواجهته ليس حل بل تعذيب وموت حقيقي، فاننا نقترب بانفسنا من الموت قبل أن ياتى هو لنا، ونختار التراجع خوفا من الفشل، ونقبل الفقر خوفا من المغامرة، وننسى أن فى الفشل خبرات جديدة، وأن قبول الخسائر والتعامل معاها افضل من شعور الخوف والاستسلام له.

ولا بد من قبول أن للحياة نهاية ويجب أن نثمر فيها قبل ان تاتى نهايتنا وإن كان شعور مؤلم لم ننكر هذا لكنه أفضل كثيرا من انتظاره فى رعب وفزع، فطريقة تفكيرنا فى الأشياء هى المحرك الاساسي لكل شيئا، فاذا اختلفت مفاهيمنا وطريقة استقبلنا للأمور لاصبحنا أقوياء ولنا سلطة التحكم فى مشاعرنا وقيادتها فنقبل الحاضر والمستقبل بكل ما فيه من ايجابية وسلبية لاننا قادرون على تحويل كل الأمور لصالح أنفسنا نحن ومن نحبهم ونريد لهم الخير.
(الخوف له عذاب فاهزم خوفك)

هند منصور مقالات هند منصور هدم خوفك فورا الخوف من المجهول الجارديان المصرية