الثلاثاء 1 يوليو 2025 02:46 صـ
الجارديان المصرية

رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحرير عبد النبى عبد الستار

مقالات

السيناريست عماد النشار يكتب : مشروع قرن أغرقه الطوفان

السيناريست عماد النشار
السيناريست عماد النشار

الإيمان بالقضية لايعترية يأس أو يشوبه فتور ، وإغتيال القادة لن ينال من عزيمة المقاومة الباسلة، وادعاءات المنافقون والذين في قلوبهم مرض والمرجفون لن يزيدوننا إلا ثبات.
عشرة أشهر منذ فوران طوفان الأقصى الذي اقترب من ابتلاع اخر ماتبقى من المشروع الصهيوني الشيطاني الذي بدأ من حوالي عشرة عقود،و منذ مؤامرة وعد بلفور المشئوم ، مائة عام عكف فيها الصهاينة وأذنابهم بالداخل والخارج على الإعداد والتخطيط المحكم لغرس هذا الكيان الشيطاني اللقيط بأرضنا الطاهرة المقدسة مع حياكة المؤامرات والدسائس وبث سموم الفتنة والفرقة لعزل الأمة عن قضيتها الأساسية لترك الشعب الفلسطيني أعزل ووحيد يواجه مصيره المأسوي من مذابح وتهجير ونفي واعتقالات وفقر وإذلال ، ورغم محاولات بعض الجيوش والفصائل العربية للزود عن أراضينا المقدسة بكل ما أوتيت من قوة وإمكانيات ، استطاعوا من تحقيق انتصارات مذهلة كادت أن تحسم المعارك وتقضي على هذا الكيان السرطاني ،ولكن للأسف كان للخيانات وطابور العملاء الباع الأكبر واليد الطولى في إفساد هذه الإنتصارات وإجهاض أي محاولة لإعادة الكرة مرة أخرى ، حتى بات وجود هذا الكيان المجرم ليس أمر واقع فحسب ، بل تم الإعتراف به والإقرار بحقه الباطل بل وصل قمة الانبطاح والانحطاط للهرولة والتطبيع معهم لقطع آخر عرق في جسد القضية الفلسطينية ، ولكن جاء طوفان الأقصى ليضخ الحياة فيها ويبعثها من جديد كمارد منطلق من رحم الأنفاق مدجج بالإيمان وبكل ما استطاع إعداده من قوة ارهبوا به عدو الله وعدونا اللدود ، حققوا به نصر إعجازي في السابع من أكتوبر وما تلى ذلك وحتى الآن هو استنزاف لكل الصهاينة في العدة والعتاد والسمعة والإقتصاد و إغراق لمشروعهم الشيطاني الذي تم تشيده وتحصينة على مدار عشرة عقود ، ليدشنوا بدمائهم الزكية نظرية جديدة في علوم الحرب وابجدياتها التي عادة ماكانت تبدأ قبل الطوفان باستنزاف يعقبها نصر ساحق ،و لم يتوقف فوران الطوفان عند حدود قطاع غزة والأراضي المحتلة ، بل اجتاح العالم بأثره ، أقتلع أقنعة و كشف عن نوايا خبيثة ، ولم ينجو ويستوي على الجودي إلا ضمائر العالم الحر، الذي هب في كل أرجاء المعمورة وفاضت طرقاته وميادينه بملايين البشر للتنديد بمجازرهم والدفاع عن شعب غزة والإقرار بحق أصحاب الأرض في الدفاع عن أنفسهم والاستقلال وطرد المحتل الغاصب الغاشم ، بل ومهاجمة أنظمتهم الداعمة لهذه العصابات المجرمة والدعوة لمحاكماتهم ، ليعود هذا الكيان منبوذ محتقر مطارد كما كان منذ عشرة عقود ، نعم ليس من صاحب ضمير لا يعتصره الألم من هول مايرى من مذابح وتدمير وتشريد وتضيق وتجويع وخذلان ، حدث أضعافها على مدار القرن الماضي على أيدي هذه العصابات الإجرامية ، ولم تلقى مردود أو أثر كما أحدث دوي طوفان الأقصى خلال عشرة أشهر فقط ، وليس منا من لا يتوق لتأدية الفريضة الغائبة المحجوبة عنا، ولكن هذا ليس مدعى أن يتسرب إلينا الشعور بالعجز أو اليأس ، فنحن نؤدي ماعلينا في حدود المستطاع ، فما زالت قلوبنا تستنكر وألسنتنا تلهج بالدعاء ، وهذا أضعف الإيمان ، وما زالت كلماتنا تشحذ الهمم وتستنهض العزائم وتفضح وتكشف الأكاذيب ، وهذا أوسطه ، ومازالت المقاطعة لكل ما هو صهيوني مستمرة والتي كبدت اقتصاد الصهاينة خسائر فادحة لم يتوقعها أو يتعودها من قبل ولن يصمد أمامها ، وما فعله بائع الفاكهة البسيط بعفوية عندما ألقى بضاعته على شاحنة المساعدات لأشقائنا في غزة يثبت أننا نقاوم ونجاهد بالمال والكلمة والدعاء ، وماهو إلا إيمان راسخ ويقين بنصر مؤزر قادم لامحالة ، ﴿أَمۡ حَسِبۡتُمۡ أَن تَدۡخُلُوا۟ ٱلۡجَنَّةَ وَلَمَّا یَأۡتِكُم مَّثَلُ ٱلَّذِینَ خَلَوۡا۟ مِن قَبۡلِكُمۖ مَّسَّتۡهُمُ ٱلۡبَأۡسَاۤءُ وَٱلضَّرَّاۤءُ وَزُلۡزِلُوا۟ حَتَّىٰ یَقُولَ ٱلرَّسُولُ وَٱلَّذِینَ ءَامَنُوا۟ مَعَهُۥ مَتَىٰ نَصۡرُ ٱللَّهِۗ أَلَاۤ إِنَّ نَصۡرَ ٱللَّهِ قَرِیبࣱ﴾ [البقرة ٢١٤]