الجمعة 6 ديسمبر 2024 04:04 مـ
الجارديان المصرية

رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحرير عبد النبى عبد الستار

مقالات

الكاتب الكبير الحسين عبدالرازق يكتب : الترشيد قد يفيد !

الكاتب الكبير الحسين عبدالرازق
الكاتب الكبير الحسين عبدالرازق

تراجع الدين الخارجي، وزيادة التحويلات، إنتعاش العبور في القناة وارتفاع الإيرادات، انتهاء تخفيف الأحمال، وعودة الكهرباء إلي طبيعتها، مع تقليص الانقطاعات، أمور جميعها مبشرات . قلنا وسنظل نقول، ان التفاؤل الدائم بالخير، مع عدم الالتفات للغير، والثقة واليقين بالله، سيحفظ بلدنا وينجينا ويصل بنا لشواطئ النجاة! هناك غلاء في المعيشة، وقسوة وصعوبة بالحياة، هذا أمر لا نقاش فيه، ولا يمكن الاختلاف حوله، أو حتي الخلاف عليه! إذا كان هذا هو حالنا، فلماذا لا نلزم أنفسنا بتطبيق سياسة الترشيد إلي أن تنتهي الضائقة وتتحسن الأوضاع من جديد؟! الترشيد شيئ مفيد، هذا صحيح في العموم، وواجب عند اللزوم، قد تدفعنا الظروف لتطبيقه، سواءاً أحببناه أم لم نطيقه! أحياناً، يكون الترشيد هو الحل الأمثل أو الوحيد لبعض الأزمات و المشكلات، بشرط أن يكون ملزماً للجميع! نحن نتحدث عن "الكلمة" بمفهومها الواسع، أو الأشمل، أو الأعم، بداية من الاستخدام الأمثل للموارد، وكل ما سيوفره من عوائد! قلنا أن أهم عامل من عوامل النجاح، هو التزام الجميع أو إلزامهم بالترشيد، بداية من الحكومة وانتهاءاً بالمواطنين! فما ينطبق علي العائلة، أو الأسرة الصغيرة، أو الأفراد داخل هذه الأسرة، هو ما سينطبق علي المجتمع المحدود أو الضيق، كالقرية أو النجع، أو الكفر، أو المركز، أو المدينة، ثم المحافظة فالإقليم، إلي أن تشمل القطر كله، أو الدولة بحالها، بكل عناصرها ومكوناتها! علي سبيل المثال، ترشيدنا "كأفراد" لاستهلاك الغاز، والماء، والكهرباء، إلي غير ذلك من الأشياء سيكون له مردوده علي ميزانية الأسرة، أو الفرد الكائن بمفرده، في صورة جنيهات ستتوفر نتاج انخفاض قيمة الفواتير، وهو ما سينعكس بالتبعية علي جيبه الشخصي، وخزينة الدولة ككل، إذ لن تكون الحكومة حينهامضطرة "بعد ترشيد المواطن" إلي استيراد كميات اضافية من المواد الضرورية لإنتاج الكهرباء، أو غاز المنازل، أوالمحروقات، ومن ثم، إعادة توجيه ما سيتوفر من العملات الاجنبية إلي استيراد أشياء أخري لا تقل عن ما سبق أهمية، كالمواد الخام لصناعة الدواء، لتغطية احتياجات أهلنا المرضي، كتب الله لهم الشفاء، وتعويض النقص الملحوظ في بعض صنوف الأدوية! وتقليص الحكومة لنفقاتها، والزام مصالحها، وهيئاتها ووزاراتها، سيكون له مردوده علي استقرارنا، وتحسن أوضاع اقتصادنا ...
حفظ الله بلدنا، وأعان قائدنا ونصرنا.