الثلاثاء 13 مايو 2025 06:42 صـ
الجارديان المصرية

رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحرير عبد النبى عبد الستار

مقالات

الدكتور القس جرجس عوض يكتب : فتتاح اولمبيات فرنسا وصمة عار في تاريخها

الدكتور القس جرجس عوض
الدكتور القس جرجس عوض

في اساءات بالغة تعد الاولي في تاريخ الاولمبيات الرياضية،
هذا الحدث الرياضي الذي يعقد كل أربع سنوات ويتابعه اكثر من مليار شخص علي مستوي العالم ويتم في احدي الدول المنظمة للبطولة وقد وقع الاختيار في هذه الدورة ان يكون في باريس، ومن ثم ارادة ان تتميز وتتفوق علي سابقيها في استضافة الاولمبيات فقدمت اسوء عرض افتتاح في العالم، ولسوف يشهد التاريخ ويسجل الزمان ويستنكره الانسان، ان ما حدث في حفل رياضي عالمي وعلي الاراضي الفرنسيه هو الاسوء في تاريخ للاولمبيات الرياضية . وذلك للاسباب الاتية : اولا- لقد قدم هذا الحفل اساءة بالغة لاكثر من 2.2 مليار نسمة حول العالم هم من يتبعون الديانة المسيحية وذلك بتقديمهم سخرية صارخة علنية، للوحة فنية حيّة، تشبه لوحة “العشاء الأخير ليسوع المسيح”التي قام برسمها الفنان الإيطالي ليونارد دافينشي، وقد تم استبدالها بالترويج عن المثلية، ولك ان تتخيل، من اقدس الصور المسيحية الي انجس الصور المثلية، وقد احتوي المشهد المخل بوضع رجل يرتدي زي امرأة زائدة الحجم في المنتصف وتاجاً عملاقاً علي راسه يرمز إلى يسوع، ومن حوله رجال يرتدون زي النساء اشارة الي التلاميذ، وفي المشهد طفلة صغيرة، ترجمة لما يعتقدون بمصطلح البيدوفيليا (Pedophile) أو الغلمانية، وتعني الولع الجنسي بالأطفال، أو الانجذاب الجنسي نحوهم ، وفي المشهد عارضة أزياء متحولة جنسيًا. وفي فجور غير مسبوق، لم يراعوا اله السماء ولا الضمير الإنساني، او مشاعر المسيحيين، في كل بقاع الارض، ضاربين بعرض الحائط كل المواثيق والحقوق الانسانية، مما جعل قادة المسيحيين في كل العالم تارة يشجبون وواخري يستنكرون، لهذا الحدث الجلل، الذي هز اركان العالم ثانيا ـ قدم هذا الحفل اساءة بالغة لاكثر من مليار ونصف مسلم حول العالم، هذا الامر الصارخ يعد ضد الاسلام والمسلمين في العالم، وضد وثيقة الاخوة الانسانية التي تم توقيعها بين شيخ الازهر الشريف وقداسة البابا فرنسيس في ابو ظبي 2019 ، وقد توجها بالنداء لكل المُفكِّرينَ والفَلاسِفةِ ورِجالِ الدِّينِ والفَنَّانِينَ والإعلاميِّين والمُبدِعِينَ في كُلِّ مكانٍ ليُعِيدُوا اكتشافَ قِيَمِ السَّلامِ والعَدْلِ والخَيْرِ والجَمالِ والأُخُوَّةِ الإنسانيَّةِ والعَيْشِ المُشتَرَكِ، وليُؤكِّدوا أهميَّتَها كطَوْقِ نَجاةٍ للجَمِيعِ، وليَسعَوْا في نَشْرِ هذه القِيَمِ بينَ الناسِ في كلِّ مكان ولكون ان المسلمين يعتبرون ان المسيح عيسي بن مريم هو نبي الله، ولايحق للبشر كان من كان، ان يسئ الي الانبياء، ومن هنا اصدر الازهر الشريف قلعة الاسلام في العالم بيان هام يستنكر الحدث المهين في فرنسا. وقال شيخ الأزهر في البيان، إنه “يدين تلك المشاهد التي تصدرت إبان افتتاح دورة الألعاب الأولمبية بباريس، وأثارت غضبًا عالميًا واسعًا معربا ان هذا أسلوب همجي طائش، لا يحترم مشاعر المؤمنين بالأديان وبالأخلاق والقيم الإنسانية الرفيعة، ذاكرا ان المسلمين يؤمنون بأن الإساءة إلى المسيح عليه السلام أو إلى أي نبي من إخوانه عليهم السلام، عار على مرتكبي هذه الإساءة الشنيعة ومن يقبلونها. ثالثا ـ قدم هذا العرض المشين اساءة بالغة لكل الزعماء والحقوقيين والمفكرين حول العالم، مما جعل المحامي الفرنسي فابريس دي فيزيو، بتقديم شكوى رسمية على اللجنة المنظمة لحفل الافتتاح، بسبب الاساءة التي تصدرت مشهد الافتتاح. وفي الولايات المتحدة الامريكية كتب رئيس مجلس النواب الأميركي مايك جونسون قائلا، ان ما حدث من تجسيد المسيح في هذه الصورة، أمرًا مهينًا وصادمًا للمسيحيين في جميع أنحاء العالم، كما اعلنت شركة سي سباير الأميركية للاتصالات والتكنولوجيا، بوقف تعاقداتها الإعلانية مع أولمبياد باريس بسبب الاساءة للديانة المسيحية،
وفي المجر اعرب رئيس الوزراء فيكتور أوربان، هجومًا قويا قائلا ان ما حدث في حفل افتتاح دورة الألعاب الأولمبية في باريس، هو نتاج ضعف الغرب وتفككه. وتراجعه عن الروابط الروحية والاسرية والايمانية، مما أدى إلى تدهور القيم الأخلاقية والروحية في المجتمع وفي قطر قالت لولوة الخاطر، وزيرة الدولة القطرية للتعاون الدولي، عبر حسابها "بصفتي مسلمة أرفض وأدين بشدة الطريقة المهينة التي تم بها تصوير السيد المسيح. أعبر عن تضامني مع الإخوة المسيحيين الذين شعروا بالإهانة، وهذا حقهم". 4 ـ ان هذا الحدث المشين يعد وصمة عارعلي جبين فرنسا، لقد تحقق المثل الانجليزي القائل لوكانت اوربا منزلا فبريطانيا هي الريسبشن، وايطاليا هي المطبخ، اما فرنسا فهي المرحاض، كنا نود ان تقدم فرنسا فناّ عريقا يليق بمكانتها وتاريخها وحضارتها، الا ان ما قدم في حفل افتتاح اولمبيات الرياضية، هو ترويج للمثلية، وهجوم لاذع علي الاديان مبتدئين بالمسيحية لكونها الاكبر في العالم، ومن ثم تاتي بقية االاديان. ان المثلية هي تحطيم للانسانية وللاديان وللاسرة والاخلاق الادمية، وان كان في الاولمبيات الرياضية قدمت تلك الاساءة الدينية، فما بالك ما يقدم في الاحتفالات المثلية.

# راعي الكنيسة المعمدانية ـ القاهرة