الكاتب والإعلامي رزق جهادى يكتب : ثغره دفرسوار جديدة في روسيا لإلهائها عن الشرق الأوسط


لا تتفاجئ عزيزي القارئ من هذا العنوان حقا التاريخ يعيد نفسه مع الفارق دعنا نتذكر مثلما حدث مع مصر عند إقترابها من تحقيق النصر الساحق على إسرائيل فى حرب السادس من أكتوبر عام ١٩٧٣م جاءت الولايات المتحدة الأمريكية لتعكر صفو النصر الذى حققته القوات المسلحة المصرية وقامت بتسريب صور الأقمار الصناعية الأمريكية عن الفجوة الأمنية في سيناء بين الجيش الثاني الميداني والجيش الثالث الميداني بل وخططت لإحداث تلك الثغرة لتعبر بعض وحدات الجيش الإسرائيلي إلى شرق قناة السويس لتطويق الجيش الثالث من أجل فرض الأمر الواقع ولإيقاف ضرب النار والجلوس على طاولة المفاوضات مفادها سيب وأنا أسيب .
وبعد أكثر من خمسين سنة..اليوم تكررها الولايات المتحدة الأمريكية ولكن مع إختلاف الطرفين فالمنتصر اليوم هو روسيا الإتحادية والمنهزم اليوم هى أوكرانيا برئيسها بين قوسين اليهودي ومجازا إسرائيلى الهوية .
الثغرة اليوم هى أقليم كورسك الروسي حيث إخترقت القوات الأوكرانية الأراضي الحدودية الروسية مع أوكرانيا بمساعدة الأقمار الصناعية الأمريكية وذلك في تحديد ثغرة أمنية في الحدود الروسية بإحدى القرى الحدودية الضعيفة أمنيا وإستولت عليها وقامت بالإشتباك مع القوات الشرطية الروسية ومع الأهالى وتمكنت من السيطرة عليها بإستخدام الأسلحة الخفيفة والمتوسطة والعربات المدرعة والدرونات مما دفع روسيا الإتحادية إلى إعلان حالة الطوارئ في ذلك الأقليم وتستمر المعارك بين القوات الروسية والقوات الأوكرانية على قدم الوثاق ، ولكن المؤكد أن القوات الأوكرانية تتحرك وفق خطة موضوعة لها من قبل الولايات المتحدة الأمريكية والناتو كاملة الدعم اللوجيستى والتكنولوجي عبر إرسال صور الأقمار الصناعية لتحركات الجيش النظامي الروسي نحوهم .
وبذلك تكون الولايات المتحدة الأمريكية قد حققت هدفين من هذه العملية العسكرية الخطرة الهدف الأول :- هو من إحراج روسيا أمام العالم ولتسهيل عملية التفاوض على الأراضي الأوكرانية التى إستولت عليها روسيا .
الهدف الثاني :- هو إلهاء روسيا الإتحادية عن الحرب المزمع شنها فى الشرق الأوسط بين إيران مجازا وإسرائيل ولتوقف روسيا دعمها العسكري لإيران .
-فى النهاية عزيزي القارئ هل أدركت معى أن التاريخ يعيد نفسه وأن الولايات المتحدة الأمريكية تسير على نهج ثابت في دعم كل ما هو إسرائيلى لتفسد على الأمم المعادية لها لذة إنتصارها وما خفي كان أعظم..!