الكاتب الكبير حسين السمنودى يكتب : شغب الأطفال والفتيان فى المساجد وطرق علاجه
الجارديان المصريةشغب الأطفال في المساجد هو ظاهرة تتطلب اهتماماً خاصاً من جميع الأطراف المعنية. ويحدث هذا السلوك في كثير من الأحيان بسبب عدم فهم الأطفال لأهمية المكان وقدسيته، أو بسبب غياب التوجيه الصحيح. وهذا النوع من السلوك لا يقتصر على التصرفات الفردية، بل يتداخل مع النظم التربوية والاجتماعية الأوسع التي تتعلق بطرق تربية الأطفال وتفاعلهم مع البيئة المحيطة.
وعندما يكون الأطفال في المساجد، يمكن أن يظهروا شغباً من خلال تصرفات متنوعة مثل اللعب بصوت عالٍ، والجري، والتحدث بلهجة غير مناسبة، أو استخدام الهواتف المحمولة أثناء خطبةالجمعة أو أثناء إلقاء الدروس .وهذه التصرفات يمكن أن تعكر صفو الصلاة وتؤثر سلباً على الأجواء الروحية للمكان. ومن الضروري معالجة هذه الظاهرة بشكل شامل لضمان تربية الأطفال على احترام الأماكن المقدسة والحفاظ على النظام في المساجد.
**دور الوالدين في معالجة شغب الأطفال**
والوالدين يلعبون دوراً أساسياً في تشكيل سلوك الأطفال وتوجيههم نحو التصرفات المناسبة. لتقليل شغب الأطفال في المساجد، ويجب على الوالدين اتخاذ مجموعة من الخطوات الفعالة:
1. **التربية والتوجيه:** من الضروري أن يبدأ التعليم والتوجيه منذ سن مبكرة. يجب تعليم الأطفال أهمية المساجد واحترامها، وضرورة التزام الصمت والهدوء أثناء الصلاة. يمكن تحقيق ذلك من خلال الحوارات البسيطة والمباشرة حول قدسية المسجد وأهمية سلوكيات الاحترام.
2. **تحقيق التوازن:** يجب على الوالدين تحقيق التوازن بين السماح للأطفال بالاستمتاع وإيجاد طرق لإبقاءهم مشغولين بوسائل تتناسب مع البيئة المحيطة. وعلى سبيل المثال، يمكن تخصيص أوقات محددة للعب في المناطق المخصصة لذلك خارج أوقات الصلاة، مما يساعد في تقليل الاضطرابات داخل المسجد.
3. **القدوة الحسنة:** إن الأطفال يتعلمون الكثير من خلال مشاهدة تصرفات والديهم. لذا، يجب أن يكون الوالدان مثالاً يحتذى به في كيفية التصرف في الأماكن المقدسة. والتصرف بتقدير واحترام خلال زيارة المساجد سيساعد الأطفال على تقليد هذه السلوكيات.
**دور رجال الدين في تعزيز السلوك الإيجابي**
ورجال الدين لديهم تأثير كبير في توجيه الأطفال وتعليمهم آداب المساجد. ويمكنهم المساهمة في تقليل شغب الأطفال من خلال عدة طرق:
1. **التوجيه والإرشاد:** ويمكن لرجال الدين استخدام خطبهم ودروسهم لتوجيه الأطفال بطرق لائقة. وتوضيح أهمية الهدوء والاحترام داخل المساجد يمكن أن يكون له تأثير إيجابي على سلوك الأطفال.
2. **تنظيم الأنشطة:** تنظيم ورش عمل وفعاليات تعليمية تتعلق بآداب المسجد يمكن أن يكون مفيداً. هذه الأنشطة يجب أن تشمل كيفية التصرف بشكل مناسب في المساجد وطرق استخدام الوقت بفعالية دون إزعاج الآخرين.
3. **التعامل الإيجابي:** التعامل مع الأطفال بأسلوب لطيف ومحترم عند تصحيح سلوكهم يمكن أن يساعد في تعزيز سلوكياتهم الإيجابية. استخدام أساليب تربوية تشجع على الاحترام بدلاً من العقوبات القاسية يمكن أن يكون له تأثير طويل الأمد.
**أهمية تعزيز التعاون المجتمعي**
ومن المهم أيضاً أن يتعاون المجتمع المحلي بشكل فعال في دعم جهود معالجة شغب الأطفال. ويمكن تحقيق ذلك من خلال:
1. **توفير بيئات ملائمة:** إنشاء مناطق مخصصة للأطفال في المساجد يمكن أن يساعد في تقليل الشغب داخل مناطق الصلاة. هذه المناطق يجب أن تكون مخصصة للعب تحت إشراف، بحيث لا تؤثر على الهدوء داخل المسجد.
2. **التعاون بين الأسر والمساجد:** تعزيز التواصل بين الأسر وإدارات المساجد يمكن أن يساعد في تحديد التحديات وتطوير حلول مناسبة. الاجتماعات المشتركة بين الوالدين وموظفي المساجد يمكن أن تكون منصة فعالة لتبادل الأفكار والاستراتيجيات.
3. **توعية المجتمع:** تنظيم حملات توعية في المجتمع حول أهمية احترام المساجد والتصرف بشكل لائق يمكن أن يساهم في تعزيز سلوكيات إيجابية بين الأطفال. التثقيف بشأن قيمة المساجد وأهمية الهدوء فيها يمكن أن يكون له تأثير كبير على السلوكيات الفردية.
بالمجمل، يتطلب التعامل مع شغب الأطفال في المساجد جهوداً منسقة ومتكاملة من جميع الأطراف المعنية. من خلال التربية الصحيحة، التوجيه الإيجابي، والتعاون المجتمعي، يمكن تحقيق بيئة أفضل تضمن احترام الأماكن المقدسة وتعزز السلوك الإيجابي بين الأطفال.