الكاتبة الكبيرة هند منصور تكتب : سر عشقى لنوال السعداوى
الجارديان المصريةكنت ومازلت وسأظل مؤمنة ومتيمة بالكاتبة الراحلة الدكتور نوال السعداوى..."سوق الرقيق تحت اسم الزواج"...
هذه الجملة العبقرية للمفكرة الطبيبة العظيمة الدكتورة نوال السعداوي،التى كان شغلها الشاغل على مدى سنوات عمرها هو (إحترام عقل المرأة)،والحفاظ على إنسانيتها، والتعامل معها كإنسانة غير ناقصة...وانا زاهدة فى محراب حروفها.
فهى من قالت : ( المرأه كيان كامل مستقل بذاته وليست درجة تانية او تابعة لكيان اخر ).
وانا من جانبى اؤمن واؤيد فكر هذه المرأة الحقيقية، فقد كانت افكارها وآرائها ومازالت وستظل ذات تاثير قوي فى أفكاري وقناعاتى الشخصية.
عاشت نوال السعداوي حياتها كلها تجتهد فى محو ظلام العقول. وتغير افكار من المفترض أن تكون بديهية، ولا تحتاج الى كل هذا الجدل، إن طرحت فى مجتمع سوى وناضج يحترم الإنسان ويقدر آدميته.
وأنا مازلت اتساءل :
_ لماذا تنظرون الى المراة على انها سلعة تباع وتشتري فى سوق الرقيق تحت اسم الزواج؟
والى متى عندما تولد البنت يمتلئ البيت بالحزن والمواساة كأنها عورة او عار بشرى، ولكن عند انجاب الولد يمتلئ البيت بالفرح والبهجة والخوف من الحسد وممارسات غريبة للحفاظ على هذا الولد ؟؟؟
ما هذا الغباء والظلام المستوطن فى العقول؟!
يحسب إنجاب البنت فى البيت هم، وتظل عالة على اسرتها وتعيش تحت قمع وظلم وتنمر الى أن ياتى وقتها وتنضج وتصبح فتاة جميلة وياتى من يدفع الثمن المطلوب فيها ليفوز بها بشرط أن تكون مستوفية الشروط..
جميلة ، ومن عيلة، و مؤدبة بحسب مقاييس رجعية وعقيمة راسخة فى عقول مغيبه تختلف من شخص لآخر، لكنها فى كل الاحوال بعيدة كل البعد عن هذا الكيان الكامل الذي يمتاز بالعقل والفكر والارادة والمواهب والإبداع. كل هذا ليس له قيمة أمام جسد جميل محفوظ بين أربع جدران ومغلق عليه تماما الى أن ياتى وقتها تعرض فى سوق الرقيق لتباع بجزء من المال ويتم إشهار الصفقة أمام الجميع.
صفقه بين طرفين،. رجل أنجز مهامه فى قهرها والحفاظ عليها لرجل آخر يستمتع بمزياها، التى دفع فيها ثمنها جزء من المال، ليكمل ما نقص من سيطرة واستغلال واستخدام وهذا كله لكى يتم السيطرة على العار- وجود البنت-.
_ عن اي عار تتكلمون؟!
العار الحقيقي داخل عقولكم المريضة وافكاركم التى يسود عليها الضعف وقلة الحيلة والعجز فى بناء كيان قوي ومستقل بذاته.
العار الحقيقي فى أفكار الجهل والرجعية وعدم الفهم الذي يملء اذهانكم ولا تردون التحرر منه.
العار هو ضعف كل أب وأم فى بناء كيان جميل.. ودعم ابنتهما لكى تصبح شخص فعال ومبدع.
العار الحقيقي هو الاخفاق فى تنوير عقولكم لكى تكونوا على أتم الاستعداد لمساعدة بناتكم، على الحياة الكريمة والاحساس بالقيمة.
العار هو عدم إدراك أن البنت والولد كيانات جميلة موهوبة، يمتاز كل منهما بتكوين مختلف عن الآخر وخصص لهما الله ادوار مختلفه عن بعضهما البعض لكنهما يكمل كل منهما الاخر بدوره.
العار ان يكون مفهوم الزواج لديكم مجرد جسدان يلتصقان ببعضهما للمتعة ويتم كصفقة محكمه .
الزواج ليس صفقة يتم فيها بيع وشراء بالمال بل هو تآلف ارواح وعقول وقلوب وأفكار شخصين ناضجين، كل طرف منهما مستقل بذاته، ويتم ارتبطهما لاتمام مسرتهما معا لصناعة حياة افضل.
... كفانا جهل ورجعية و وسقوط فى مستنقع العقول المظلمة عقول مظلمة وقهر ذكورى غير مبرر.