الجمعة 13 سبتمبر 2024 04:00 مـ
الجارديان المصرية

رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحرير عبد النبى عبد الستار

مقالات

الكاتب الكبير وليد نجا يكتب : التوازن في العلاقات الأسريه يصلح الابناء والمجتمع

الكاتب الكبير وليد نجا
الكاتب الكبير وليد نجا

أن الفطرة البشريه السويه وتعاليم الاديان السماويه هي من تحدد العلاقات الأنسانية فمنذ ان خلق الله سبحانه وتعالي سيدنا أدم عليه السلام وخلق من ضلعه ستنا حواء لكي تؤنس وحدته وتعينه علي عباده الله سبحانه وتعالي و تنجب له البنين والبنات لتعمير الأرض .
ان اسمي العلاقات الانسانيه هي علاقه الزواج بين الرجل والمراه فهي ميثاق غليظ فنجد منزل العائلات عند زواج الابناء تملئه الزينه والفرحه والامنيات الطيبه بحياه زوجيه سعيده مع دعوات من القلب للزوجين ان يخلف عليهما الله سبحانه وتعالي بالبنيين والبنات وعندما تاتي البشري بحمل الزوجه ينزل علي قلب الابوين من الله سبحانه وتعالي محبه للمولود دون معرفه جنسه ولد ام بنت فيعملان معا ويضحيان من أجل توفير حياه كريمه للأبناء.
وتدور رحله الحياه للمولود وتبدأ المرحله الاولي بالطفوله و يعتمد فيها المولود في كل أمور حياته علي الابوين فغذائه من الام ويبدأ بعد ذلك مرحله الفطام ويتناول غذائه ويتعلم المشي والكلام ثم يكبر روايدا روايدا ويبدأ في قضاء حاجته بنفسه ويعتمد علي نفسه في المشي وتناول الطعام ثم يكبر روايدا روايدا ويذهب إلي الحضانه بمعرفه الأخرين ثم يدخل المدرسه ويكبر ويعتمد علي نفسه ويذهب في سن معينه إلي المدرسه بنفسه وتبدأمرحله البلوغ والمراهقه مع بدايه التعليم الثانوي والجامعي وتلك أخر مرحله حياتيه في سن الطفوله وفي تلك المرحله يندفع الابناء ويحاولوا ان يثبتوا أنفسهم ولكل طفل مرحله مراهقه مختلفه عن الاخريين فيجب علي الوالدين التعامل بحرص وصبر مع الابناء في تلك المرحله وحذاري من الصدام معهم.
ومن المعروف والبديهي ان الابناء يقلدوا ابويهم في مرحله الطفوله ويكون الابوين المثل الاعلي لإبنائهم ومع البلوغ تبدأ مرحله التمرد والانتقاد من الابناء للأباء ومحاوله تكوين شخصيه مستقله وعند الزواج وتكوين الاسره يتذكر الابناء تصرفات ابويهم فيستدعوها من الذاكره وتكون الرؤيه واضحه بالنسبه لهم ويبدأوا في الدعاء لوالديهم ويكون راسخ في يقين ضمائرهم انهم لم يروا الحب والحنان والموده وحسن العشره غير مع ابويهم مع مراعاه انه في العلاقات الاسريه السويه يكون الابناء الذكور قربين من امهم والبنات يكونوا قربين من ابوهم.
ودائما هناك نصائح في التعامل مع المراهقين واهمها عدم الصدام والنصح والارشاد وفتح باب الحوار والزوج المحظوظ هو من يجد زوجه متفهمه لطبيعة العلاقات الاسرية وتعرف دورها و تحبب افراد الاسره في بعضهم البعض وهي من توازن بين الامومه ومتطلبات الزوج وإحتياجاته.
وكنتيجه طبيعه للغزو الثقافي والعولمه عمدت بعض القوي إلي أفساد العلاقه بين الزوج وزوجته عن طريق المسلسلات والافلام وغيرها من الوسائل التي تصور الحياه الزوجيه علي انها صراع بين الزوجين فزادت حالات الطلاق وخاصه في السنوات الاولي من الزواج نتيجه عده عوامل متداخله منها غياب القيم وغلاء المعيشه والتقليد الاعمي للأفلام والمسلسلات التي تشجع علي الطلاق تحت عناوين براقه مثل المساواه بين الرجل والمرأه وان المراه تستطيع ان تعيش بدون زواج وذلك علي عكس الطبيعه الانسانيه وكل تلك العنواين البراقه حق يراد به باطل من اجل افساد المرأه وتفتيت المجتمع فالمرأه المصريه حاضنه العقيده وهناك عده نصائح بعد زواج ابنك او بعد زواج بنتك فعند اول خلاف زوجي لابد من الحوار الشفاف فعند الشكوي لك من ابنائك عن أساءه زوجه ابنك او زوج بنتك خذ الشكوي علي محمل الجد ولا توصي ابنائك بالصبر فقط علي سوء المعامله والتقصير بل ابحث عن الأسباب الموضوعيه للخلاف الزوجي وناقش بحياديه مع جميع الاطراف دون تحيز أبوي وابحث معهم عن حل جذري لأسباب المشكله وأخبرهم ان الزواج موده ورحمه وأن تكوين الاسره يمر بمراحل منها مرحله الكفاح وتدبير نفقات المنزل وفي تلك المرحله المرأة الصالحه تصبر على فقر زوجها وظروفه ومرضه وتعينه بحسن التدبير حتي تستقر ظروفهم الماديه واخبرهم ان العشره الطيبه والموده والرحمه بلسم الحياه فالعلاقه الزوجيه اساسها الاحترام فإن غاب هذا الأساس كانت العلاقة بلا أساس وأن الإنسان لا يستطيع أن يعيش بلا كرامة.
ابنائي الاعزاء ان الزواج وتكوين اسره يقودها اثنين زوج وزوجه تحيطهما الاحلام ورحيقهما الحب فلاتجعلوا عش الزوجيه مقبره تستنزف طاقتكم بالخلاف والكراهيه فتتحول العلاقه الزوجيه إلي الخرس الزوجي والموت البطئ الذي يسلب السعاده والروح ويدمر الصحه.
وفي الختام ابنائي الأعزاء تذكروا دائما انكم ستبدوأن الحياه الزوجيه وانتم بمفردكم وبعد انتهاء رسالتكم في الحياه وزواج ابنائكم ستعودون بمفردكم وما زرعتموه من عشره وموده ورحمه علي مر السنين سيكون رفيقكم عند الكبر فالابناء بعد التخرج والخروج لسوق العمل هيبعدوا عنكم ليكافحوا في الحياه فمنهم من سيتزوج ومنهم من سيسافر ويتغرب ومنهم من سيبقي وتشغله الحياه وفين وفين لما يزوركم من سيبقي معكم ايها الزوجين هو الموده الرحمة بينكما فليعلم كل منكم انه عند الكبر بالنسبه للأخر هو عكازه فعليكم ان تحسنوا العشرة.
ويجب ان تعلمي ابنتي ان الزوجه يقع عليها العبئ الأكبر فهي من تربي وتحتوي كل من الزوج والابناء وان تعرف حقوق الزوج وتعفه ولاتحرمه من دلعها وحنيتها فمرحله الكبر تحتاج الموده الرحمه فمنذ بدايه العلاقه الزوجبه لابد من الحوار بين الزوجين واَياكم ابنائي والخرس الزوجي ولابد ان يكون راسخ في اذهان الجميع ان التوازن في العلاقات الاسريه يصلح الابناء والمجتمع فالاب اب والام ام والابناء زينه الحياه الدنيا اتقوا الله تعالي ابنائي في معاملتكم وقدموا للمجتمع ابناء صالحين فالاسرة الصالحه ركيزه اساسيه من ركائز الامن المجتمع