الكاتب الكبير حسين السمنودى يكتب : هل تنهار إسرائيل بحرب الاستنزاف فى غزة ؟
الجارديان المصريةفي السابع من أكتوبر 2023، شنّت حركة حماس هجومًا مفاجئًا على إسرائيل، مما فتح فصلاً جديدًا في الصراع الطويل بين الطرفين. الهجوم، الذي شمل قصفًا صاروخيًا وعمليات تسلل، أسفر عن ضحايا ودمار هائل في كل من إسرائيل وقطاع غزة. مع استمرار القتال، دخل الصراع في مرحلة يمكن وصفها بحرب الاستنزاف، حيث تسعى حماس لإضعاف إسرائيل بشكل تدريجي من خلال الهجمات المستمرة، بينما تقوم إسرائيل بتكثيف ردودها العسكرية.
في الأيام الأولى من الصراع، عانت إسرائيل من أضرار كبيرة في الأرواح والممتلكات. الهجمات أسفرت عن مقتل عدد كبير من الإسرائيليين وإصابة العديد، كما أحدثت دمارًا في البنية التحتية. على الجانب الآخر، شهد قطاع غزة خسائر فادحة أيضًا، حيث قُتل العديد من الفلسطينيين وأصيب كثيرون بجروح. الأضرار في غزة شملت تدمير العديد من المنشآت الحيوية، مما فاقم من الأزمة الإنسانية هناك.
الصراع المستمر يفرض تحديات كبيرة على كلا الطرفين. من الناحية العسكرية، تجد إسرائيل نفسها مضغوطة للتعامل مع الهجمات المتكررة وتكثيف عملياتها العسكرية في القطاع. هذا التصعيد لا يقتصر فقط على الأضرار العسكرية، بل يمتد إلى الضغوط الاقتصادية، حيث يترتب على الصراع زيادة في الإنفاق العسكري وتعطيل الأنشطة الاقتصادية في المناطق المتضررة.
أما على الصعيد الاجتماعي، فإن تأثيرات الصراع عميقة. في إسرائيل، يعاني المجتمع من الصدمات النفسية وضغط الوضع الأمني المتصاعد. في غزة، يؤدي الدمار الواسع إلى تفشي الأزمات الإنسانية، بما في ذلك نقص الموارد والخدمات الأساسية.
الضغوط الدولية تلعب أيضًا دورًا مهمًا، حيث تتابع دول ومنظمات دولية الوضع بقلق وتدعو لوقف إطلاق النار وتقديم المساعدات الإنسانية. هذه الضغوط قد تؤثر على سياسات الأطراف المتنازعة وتدفع نحو البحث عن حلول دبلوماسية.
في الختام، يبقى من غير الواضح ما إذا كانت إسرائيل ستنهار فعليًا نتيجة لحرب الاستنزاف. على الرغم من قوتها العسكرية والاقتصادية، فإن استمرار الصراع سيزيد من الضغوط ويزيد من التحديات التي تواجهها. مستقبل الصراع يعتمد على كيفية تعامل الأطراف مع هذه الضغوط والبحث عن تسوية دبلوماسية قد تساهم في تحقيق الاستقرار في المنطقة.